بنت الرافدين

لماذا نريد ان نكون اقزاماً ونحن عمالقة

حميد جويد الغزي

لقد اضطهدنا وحُرِبنا سنوات كثيرة ومن سالف الزمان كنا نختفي لكي لا يرانا الجلاد, ونلتقي مع بعضنا سرَاً لنقوِم مسيرتنا ولكي لا يكشفنا ألشرذمة من أعداء الإنسانية فيعيقوا من حركتنا, وشُرِدنا من بقاع الأرض لأننا أصحاب كلمة وحق , ونعيش في غياهب السجون ونشد أزر بعضنا على أيدي بعض لنحافظ على مبدأنا وهم يجففون نضارة خضار سيقاننا ليسهل عليهم قضمها ورغم هذا تنموا جذورنا من جديد, وأرادوا ان ُيقزِِمونا بطمس أفكارنا فنبعنا إليهم بالشموخ والعلو والرفعة وعلا صوتنا وأنارة أفكارنا جميع بقاع الأرض . هؤلاء نحن العراقيون المحرومون المستضعفون وهذا هو تاريخنا وواقعنا نعيش آلامنا فنتلذذ نشوة الصبر ونذيق المر لنجني حلاوة الثمار ونطعمها لأجيالنا , وها نحن قد جنينا الثمار وأصبحنا نعيش في فضاءٍ من الحرية وأصبح كل شيءٍ تقريبا بين أيدينا بعد ما كنا محرومون , فهل يجوز ان نجازي من قتلنا وشردنا وأسكتنا بالأمس بان يتعملق علينا بكلمته ورأييه ويتجاوز لحد ذبحنا بالشارع باسم الجهاد والوطنية المزيَفة , والله أنها ليست الفطنة أو التسامح أو الحكمة أو أي مصطلح يدل على العقلانية , وإنما ان صح التعبير الذل والهوان , ونحن منذ كنا مظلومين لا نحب ان نكون أذلاء , فلماذا ألان نريد ان نكون هكذا , أخاطب هنا من كان مظلوما وأصبح عملاقا بكلمته ورأييه وسلطته وقوته , لماذا تريد ان تُقزِم نفسك وتُقزِمُنا معك , فهل يجوز ان تترك وأنت بيدك السلطة والقوة من يسمي كل ما يحدث بالعراق بالمقاومة والجهاد ويصرح ويقول أنة لا يوجد هنالك شيء أسمة الإرهاب فيجمع من حوله من الشرذمة المتصيدون بالماء العكر وحيث بلدنا ارض خصبة لما خلفته أيدي النظام البائد بما يسمح بتوفير الإعداد الوفيرة والكافية لذبحنا من جديد وطمس كلمتنا ورأينا الذي كان يعلو من ألاف السنين رغم دوِي عويل الذئاب والكلاب السائبة , وكل هذا يحدث باسم الديمقراطية والحرية . أنها والله لدعوة لنا ولكل المظلومين سابقا بالقتل والتشريد من جديد .

فاصحوا أيها العمالقة ولا تتركوا مثل هؤلاء ان يتنفسوا الصعداء وتصَرفوا بما تروه مناسبا فإننا نحملكم كل المسؤولية , لأنهم والله لان تمكنوا منكم غدروا بكم ولا تأخذهم لومت لائم بزجكم بالزاوية المظلمة ويبقوا هم في النور وكأنهم أصحاب حق , والعاقل يفهم.