|
الجمعية الوطنية العراقية والكراسي الفارغة!! حمزة الشمخي
من يشاهد إجتماعات الجمعية الوطنية العراقية عبر شاشات التلفاز ، يلاحظ مباشرة ظاهرة إنتشار الكراسي الفارغة من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية ، الذين من المفترض يمثلون من إنتخبهم من الشعب العراقي ، في الإنتخابات التاريخية في الثلاثين من كانون الثاني 2005 . ولكن أن ظاهرة الغيابات لأعضاء الجمعية الوطنية آخذت بالتصاعد ، وهذا ما جعل من بعض أعضاء الجمعية الوطنية ، أن يعبروا عن آرائهم الرافضة بشكل علني لهذه الظاهرة ، من خلال وسائل الإعلام نتيجة سخطهم وتذمرهم بسبب كثرة الغيابات وتكرارها ، وقد علق بعضهم على هذه الظاهرة ، والتي وصفوها ( بالسلبية ولا تلبي طموحات الناخب العراقي الذي أوصلهم الى قبة البرلمان ) . حيث أن الجمعية الوطنية قد إضطرت لتعليق أعمالها في 19 تموز الجاري ، نتيجة لعدم إكتمال نصابها القانوني ، حيث تم حضور 104 عضوا من أصل 275 عضوا والمطلوب لإكتمال النصاب القانوني 139 عضوا . وهذا مما جعل من السيد حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية العراقية ، أن ينتقد النظام الداخلي الذي لم يعالج ظاهرة الغيابات بشكل حازم وجدي ، حيث صرح قائلا ( سنعمل على نشر أسماء الغيابات في الأيام المقبلة ليتسنى للمواطنين معرفة من لم يلتزم ويتغيب ) ، تصوروا في أي وضع نحن ؟ ، حتى وصل بنا الحال للتهديد بنشر أسم كل من يتغيب من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية من ممثلي الشعب !! . وإذا إلتزمت رئاسة الجمعية الوطنية بذلك ، فأنها سوف تقوم بدورها الوطني المشروع والمطلوب ، من أجل كشف كل من لا يؤدي مهامه البرلمانية بصورة صحيحة وجدية ، وكذلك يجب مكاشفته ومحاسبته على التقصير أمام الجمعية الوطنية علنا ، أما الذين لا يستطيعون أن يواصلوا عملهم كأعضاء في الجمعية الوطنية ، عليهم أن يتركوا مقاعدهم للآخرين من المخلصين الأكفاء من أبناء شعبنا لأننا في بداية الطريق الطويل الشائك والمتعرج الصعب ، والذي لا يتحمل المجاملات والسكوت عن الأخطاء والنواقص والروتين في العمل ، إبتداءا من رئاسة الجمهورية الى أصغر مؤسسة حكومية ، لأن شعبنا ووطننا بحاجة لكل من يعمل بإخلاص وتفاني ونكران ذات ، من أجل الحياة الكريمة الأفضل ، ويجب أن لا يكون هناك مكانا لمن يعمل من أجل ذاته ومصلحته فقط وعلى حساب الآخرين . وأن من المفروض والواجب على الجمعية الوطنية العراقية ، من خلال ممارسات ونشاطات أعضائها ، وكيفية تنفيذهم لبرامجها ومشاريعها ومهامها ، والدفاع عن مصالح الشعب وسيادة الوطن ووحدته وإستقلاله ، ينبغي أن تكون النموذج الأمثل، للإلتزام والإنضباط والديمقراطية والشفافية أمام شعبها ، لأنها من المفترض تمثل الأغلبية من مكونات المجتمع ، وتعكس صورته الحقيقية أمام العالم كما هي ، بإعتبارهم ممثليه . نأمل في الأيام القادمة ، أن لا نرى كرسيا فارغا ، إلا بعذر مشروع ويتطلب الغياب ، وبموافقة الجمعية الوطنية ، وإن نرى ونقرأ كذلك ، أسماء الذين يتغيبون عن إجتماعات الجمعية الوطنية العراقية ومحاسبتهم على ذلك .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |