|
سلامات يا مصر .. ارهابيون ولكن هم السبب علي الشلاه / كاتب واكاديمي عراقي مدير عام المركز الثقافي العربي السويسري
صدمت وكثيرون غيري ليس بالاعمال الارهابية الجبانة التي استهدفت مصر وضيوفها في شرم الشيخ ، ذلك اني وكثيرون غيري حذرنا منذ البداية من ان هذا الارهاب لايوفر أحداً ولايعرف حرمةً ، وان محاولة تبريره في العراق او في بقاع اخرى من هذه المعمورة ستجر وبالاً على كل دولنا وشعوبنا ، وهو مانراه اليوم من خلال استهداف العراق والسعودية ومصر وغيرها ، لكن صدمتي الأكبر مثارها هو ردود الأفعال الصادرة من بعض النخب والمعارضات العربية التي تتصرف وكأن حياة الناس ورقة للمساومة بينها وبين حكومات بلدانها ، وبدلاً من ان تشير باصبع اتهام لالبس فيه ولاغموض الى الارهاب والارهابيين انفسهم ، فانها تحمل الحكومة المسؤولية دائماً ، وعلى الرغم من ان حكوماتنا مقصرة في مجالات عدة وهذا لانقاش فيه مطلقاً ، فان ذلك لاينبغي خلطه مع الارهاب الذي هو آفة تتهدد حضارتنا وحاضرنا بلا هوادة ، ماذا تفعل اجهزة الشرطة العربية البسيطة امام تنظيمات اجرامية دولية تخترق حتى شفرات اقوى الاجهزة الاستخبارية في الغرب ؟ ثم هل من الأخلاقي ان استغل منبر الكارثة لأحول الانظار عن مرتكبيها الحقيقيين الى اهدافي المشروعة او غير المشروعة ، الا تتحول الاهداف المشروعة الى غير مشروعة عندما تستغل للتغطية على الجرائم الكبرى كالارهاب ؟ ان المشكلة التي يجب ان نحلها ليست كفاءة الشرطي العراقي او المصري او السعودي بل هي كفاءة المشرع الديني الذي يوهم هذه الحيوانات المفخخة بأنها ماضية للغداء مع النبي محمد (ص) اذا قتلت المواطنين العراقيين او المصريين ، وان الشعوب كافرة ويجب محقها لتبقى عصابة من الاميين هي الفرقة الناجية وان كل مخلوقات الله الأخرى هي عدوة للاسلام والمسلمين الحقيقيين ( الذين هم لايتجاوزون عدة عشرات في عرف فقهاء الظلام المفعمين بنتانة كهوف افغانستان ). لو وجد الارهابيون صوتاً واحداً في مواجهتهم من كل اطراف المجتمعات العربية سلطات ومعارضات، ولو اختفى ارهابيو الجملة الشنيعة المككرة حد القتل في اجهزة الاعلام العربية.. نحن ندين ولكن ، وتبدأ بعد لكن اللعينة هذه عمليات تجميل الارهاب وتزيينه واختلاق اسباب وهمية له ، ولا ادري كيف سيصلح هؤلاء المنظرون العظام حال الامة اذا فجروا مؤسساتها وقتلوا كفاءاتها وحولوا الوطن الى خربة ينعبون بها كالغربان والبوم ؟ ان قراءة ردود الأفعال العربية على جرائم الارهاب المتكررة وملاحظة نبرات الشماتة واجراسها في افواه بعض المعارضين توصلنا الى قناعة راسخة بأن هذه الانظمة التي يعارضها هؤلاء الشامتون اشرف منهم كثيراً وأسلم لقيادة الدول منهم ، وان مجاراة الرعاع في الشارع العربي هي المرض الأخطر الذي يتهدد مستقبلنا اكثر من أي عدو خارجي وعلى اصحاب الفكر والاقلام الحرة ان لايتراجعوا عن لعب دورهم في تنوير مجتمعاتهم خوفاً من السوقة والجهلة والارهابيين ، لأن الوهم كله في تصور ان خيط النجاة فردي وشخصي فنحن كلنا معلقون بناصية سفينة واحدة والغرق هو مصيرنا جميعاً ان حاولنا النجاة بشكل فردي بمجاملة المجرمين والقتلة. لقد نجحت مصر سابقاً في قبر الارهاب ولابد ان تنجح ثانية وينجح معها العراق وسائر بلداننا الاسلامية في قبره أيضاً ، ذلك هو خيارنا الوحيد الذي لابديل له او عنه ، وعلينا منذ اليوم ان نلقي القبض ولو معنوياً على ( ارهابيي .. ولكن ) لأنهم مقدمات الغزو الارهابي والمبشرون بنتائجه الجهنمية وان زعموا غير ذلك .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |