الأخطار الطائفية والتداعيات المستقبلية

 

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

 

يتجه العراق في تسلسل هرمي منذ أن تم إسقاط النظام الصدامي البعثي الى يومنا الحاضر نحو أستدراج الاحداث وتداعياتها ونحو تحول البلد من الى نقاط عدة في الهرم السياسي والديمقراطي فمنذ سنتين تقريباً مر العراق بمرحلة مجلس الحكم ثم الى الحكومة المؤقتة بقيادة أياد علاوي وهنا وفي مرحلة علاوي بدأت مرحلة سوء فهم الديمقراطية من قبل حكومة علاوي حيث تم إعادة كافة البعثيين الذين كانوا في زمن الطاغية صدام الى وظائفهم وكأنما هذا الحدث من تداركات الديمقراطية التي يجب أن نعمل بها في العراق بواقع حاله الذي أمضى شعبه قروناً عديدة تحت السيطرة الدكتاتورية .......

 فهذه اللغه لا يفهمها جديدي الديمقراطية فكيف نضع قاتلي الشعب العراقي حاكميه في الوقت نفسه هذا ما أساء فهمه علاوي بأقل التقادير هذه من ناحية ومن ناحية أخرىشرع العراق الى أتخاذ خطوات تحدو به الى الوصول الى تحقيق أهداف المواطن العراقي الذي عانى الامرين من صدام وأعوانه البعثية الذين تسلطوا على البلاد خمس وثلاثون عاماً من القهر والاستبداد والقتل الجماعي .....

 فوصل الامر الى إجراء أنتخابات عراقيه شرعيتها مستمده من الناخب العراقي الذي يدلي بصوته بيوم الانتخابات وهنا فوجئنا بمقاطعة العرب السنة للانتخابات العراقية حيث شدت وتناحرت القوى السنيه في الساحة العراقية بعدم إجراء الانتخابات وذلك بحجة الوضع الامني والاحداث اليومية من قبل الارهاب في العراق وأخذنا شوطاً كبيراً من المحادثاث والتناغمات للسنة العرب لاجل دخولهم للعملية السياسية واجراء الانتخابات التي تثبت شرعية الحكومه العراقية القادمة ولكن دون جدوى فقد أصر السنة العرب بعدم الاشتراك بالانتخابات ومقاطعتها منها عدم الامان ومنها وجود الاحتلال ......

 وخلص العراق الى إجراء الانتخابات وتمخضت من هذه الانتخابات حكومة عراقية منتخبة من الشعب العراقي الذي قهر الموت القادم من الارهاب لوصوله الى صناديق الاقتراع وانتهت الانتخابات وبدأت حقبة جديدة من تأسيس الجمعية الوطنية وهنا برزت الاصوات السنية الداعية الى عدم التهميش في العملية السياسية ورغم فوز الشيعة في الاغلبية إلا انهم أشركوا السنة العرب في العملية السياسية من خلال تمثيل رئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني فيها وأعطاء سبع وزاراة للسنة العرب رغم عدم مشاركتهم في الانتخابات ....

ولم يستقر الحال على ماهو عليه في العراق بعد تشكيل حكومة الدكتور الجعفري بدأت مرحلة المهاترات من الطرف السني المتمثل في هيئة علماء المسلمين من نداءات وصيحات وتحريض على أنشاء فتنة طائفية حتى وصلنا اليوم الى مرحلة صياغة الدستور العراقي الدائم الذي تكتبه الجمعية الوطنية فجاشت ارجاء العراق الصيحات الكبرى التي تنادي بعدم تهميش السنة العرب من مرحلة صياغة الدستور وفعلاً تم إشراكهم في لجنة صياغة الدستور وهذه المره بدأت معارضتهم لمبدأ الفيدرالية التي يطرح نفسه في الوقت الحاضرالذي يترتب عليه إعادة ترتيب مراكز الصلاحية ومراكز القوى التي تضمن مشاركة الجميع في إدارة البلاد هذا المطلب الذي ينادي به الشيعة والاكراد على حد سواء لانهم وخلال ثمانين عاماً واجهوا كافة الانظمة المتسلطة والدكتاتوريه في البلاد فلا يمكن لهم بأن يرتضوا بأقل من مبدأ الفدرالية الذي يضمن حقوقهم ومشاركتهم الفعلية في إدارة البلاد ............

 ونرى من خلال العملية السياسية في العراق أن السنة العرب هم دائماً الطرف المربك للعملية السياسية منذ مجلس الحكم وحتى يومنا هذا فمنذ فترة طغت على الساحة العراقية يجب التفاوض مع المتمردين والمسلحين لدخولهم في العملية وهذا كله من العرب السنه ومن جهه أخرى نرى وزير الكهرباء السابق أيهم السامرائي قام بجولة حول المنطقة للاجتماع مع البعثيين في الامارات والاردن وسوريا واليمن لاقناعهم بضرورة عودتهم في العملية الساسية في العراق وعودة البعث للتسلط مرة أخرى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق العلاقات البعثية المتأصلة مع السنه وأن اكثر قيادات البعث من السنه فبزوال البعث يعني زوال السنه وهذا مايطالب به المطلك والدليمي وغيرهم من القيادات السنية حول عدم تفعيل قانون إجتثاث البعث وبهذا فالعراق يمر بمرحلة ممر ضيق النفاس يتوجب على القيادات إتخاذ ..

أولاً مبدأ الفيدرالية الذي ينصف غالبية الشعب العراقي من الشيعة والاكراد بإدارة البلاد ثانياً عدم السماح للسنة العرب بتمرير قراراتهم التي ليس لها نهاية ثالثاً الغاء قانون التوافق الذي ينطبق فقط على السنة وليس على الاغلبية حيث أن الاغلبية يجب أن يأخذ رأيها بالاعتبار رابعاً الاسراع في محاكمة صدام وأنزال حكم الاعدام به وزمرته البائده خامساً تعتبر إرادة الشعب العراقي بأغلبيته فوق كل إعتبار سادساً عدم الرضوخ الى المطالب الداعية الى تأجيل الدستور ....

وفي حال عدم تفعيل هكذا مطالب سوف يصبح العراق هرج ومرج من قبل السنه العرب فكل يوم لهم مطالب جديده وتعجيزية أخرى ما زال الشيعة هم في الحكومة العراقية فلن يهدأ لسني حال سواء في العراق او خارج العراق من الدول العربية التي مابرحت بمد الارهاب داخل العراق.....

 


 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com