القياديِ المثالي في المرحلة الراهنة والمستقبلية

 

حميد جويد الغزي

كاتب عراقي مقيم في ليبيا

hemmidj@yahoo.com

 

القبلة الرئيسية للسياسات المطروحة في مختلف المجتمعات ومن قبل المفكرين السياسيين تكمن فيما يملك هذا المفكر أو ذاك من مدى روح الإيثار ومستوى الأنا, فاختلاف الأطروحات المعروضة في المجتمع وعلى مر العصور هي سياسات متباينة في الفائدة والضرر للمجتمعات المرؤوسة لها وحسب مستوى الأنانية فيها . إذن فلا بد ان تكون هنالك سياسة مطلقة منبثقة من شخص قيادي تكون لدية روح الإيثار اعلي ما يمكن ومستوى حب الأنا متلاشي أو معدوم وعند ذلك تنتفي لدية المصلحة الشخصية , وهذه السياسة هي التي تخدم المجتمع الإنساني ويمكن التمحيص والاهتداء إليها من خلال دراسة التناقضات المختلفة في السياسات الحالية وعرضها على من تتلاشى فيه حب الأنا سواء كان حاضرا أو غائبا وبهذا يكون العرض غير مباشر وإنما استنباطي و عند تصفحنا للتاريخ نجد ان مثل هذة الشخصيات متمثلة في الرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام .لذا فعلى كل من أوكلت إلية المسؤولية في قيادة المجتمع ان يحمل هذا التفكير ليعطي دعما لمسيرة الحركة السياسية الحالية وبالاتجاه الصحيح , فخلاف ذلك أو الانحراف عن مثل هذا الخط يبعدنا عن التفكير بالمصلحة العامة ونقترب من المصلحة الخاصة الفردية أو الجماعية وعندها يمس عامة الناس الظلم والاضطهاد. فمن كان مظلوما في العهود البائدة وأصبح قياديا في هذة المرحلة يجب ان يرتقي الى المستوى المطلوب وعنده يكون عملة وتفكيره داعما للمسيرة وبصورة لاشعورية وعائدات نتائج عملة هذا تعود للفقراء والمساكين والمظلومين لا لأصحاب المناصب أو ذوات المحسوبية والجاه. من خلال هذا كله نريد ان نكون اقو ياء بما نمتلك من خصال وعادات لاتتغير مع الزمن وإنما عريقة بعمق التاريخ , ومن هذة القوة نلهم الآخرين الوحي بان مسيرتهم نحو العدالة والمساواة والصدق في التعامل هي بالاتجاه الصحيح وأننا عند حسن ظنهم , وبهذه القوة نعلٍم مجتمعاتنا كيف يكونوا متشبثين بما هم علية اذا كانوا أصحاب يقين وحق ولا يميلوا الى من يريد ان يستدرجهم للهاوية ليسلبهم حقهم ويقودهم إلية ليمتطيهم بعد ما كانوا أحرارا , وبهذه القوة نستطيع ان نقوِِم مجتمعاتنا ونشذِبهم من كل ما هو خطأ ليكونوا أصلابا لا تهزهم الرياح ولا تجرفهم مياه الأوساخ من الأفكار المنحرفة.

 

 

 

 

 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com