لم يخطر ببال 4 شباب في اواسط العقد الثاني من اعمارهم غادروا النجف صبيحة يوم السبت 17 تموز الجاري لإنجاز أعمالهم في بغداد أن يكونوا هدفاً للمجاميع الارهابية التي تستوطن مناطق اللطيفية والمحمودية واليوسفية فيبعثوا بجثثهم عبر المبازل برقيات موت الى اهالي النجف بمناسبة 17 من تموز المشؤوم لكن القدر حفظ احدهم ليكون شاهداً ينقل ما جرى ويساعد في القاء القبض على الجناة انه الشاب زياد- ا- ب الذي نجا من المجزرة بعد ان اصيب بكلتي ساقيه وهو يروي للمواطن تفاصيل ماجرى يقول زياد كنت واصدقائي في طريقنا الى بغداد لاداء اعمال خاصة سالكين الطريق السريع وبعد تجاوز محطة الوقود الوحيدة باتجاه بغداد اعترضتنا على الطريق سيارتان واحدة نوع اوبل والاخرى نوع دايو فيهما مسلحون بقذائف الاربي جي والبنادق الرشاشة واجبرونا على النزول عن الشارع العام باتجاة المناطق الريفية حتى مسافة 3 كم حيث تقف سيطرة بجانب عدد من البيوت ويتابع زياد اوقفتنا السيطرة وكانت من الارهابيين حيث تم انزالنا من السيارة وهناك شاهدنا مخطوفين اخرين من اهالي الحلة وتم تقييد ايدينا وامرنا بالاستلقاء على الارض تحت تهديد السلاح وتم تجريدنا من مستمسكاتنا الرسمية ونقودنا وساعات اليد واجهزة الموبايل وحتى احذيتنا والشحاطات وبعدها وضعت في صندوق السيارة حيث تم فصلنا عن بعض وسارت السيارة بنا مسافة 12 الى 15 كم ثم توقفت السيارات بقرب مبزل وأنزلونا انا وأصدقائي ونحن مقيدون ثم قاموا باطلاق الرصاص علينا ثم عادوا مرة اخرى ليطلقوا الرصاص ويدفعوا بنا الى المبزل اصبت انا بساقي الاثنين ولم اعد اسمع سوى صيحات الاستغاثة التي يطلقها اصدقائي مختلطة بكلام الارهابين انكم برقيات ستصلون عبر الماء الى الشيعة لكنهم حين عادوا مرة اخرى لم اسمع صوتا لاحد.
ويواصل زياد قصة خروجه من هذه المجزرة باعجوبة ويقول كان احد الاخوة من السيارة الاخرى وهو من اهل الحلة قد اصيب بذراعيه فتعاونا معاً حتى وصلنا سيرا الى احد البيوت القريبة وقد اتصل اهله باحد اقاربهم الذي اوصلنا الى المستشفى ومنها تمكنا من الاتصال باهلنا .
وعن اخبارهم الشرطة ومتابعة الارهابيين يقول زياد : بعد ان اتصلنا باهلنا مباشرة ابلغنا شرطة الحلة الذين حولونا الى قوات لواء العقرب وفي صباح يوم الثلاثاء 19 تموز قامت قوات العقرب ونحن معها (اهالي الشهداء والمصابين ) بحملة دهم وتفتيش طالت مناطق شمال الحلة في محيط المحمودية والرشيد واليوسفية واعتقلت 13 مجرماً من الارهابيين ففي المكان الذي كانت تنصب فيه السيطرة اعتقل 11 مجرماً وفي المنطقة التي تم رمينا فيها تعرفت على اثنين من المجرمين الذين رمونا برصاص وفي مقر اللواء عرفنا ان احدهم ضابط شرطة برتبة ملازم اول وضبطت في حوزتهم كميات من الأسلحة والذخيرة وقد عثرنا في المكان على جثة الشهيد مثنى يحيى سالم وعن المغدورين الاخرين يقول والد زياد بعد بحث مضن عرفنا بوجود جثة مجهولة تم انتشالها من المبازل في محافظة الديوانية يوم الخميس21 تموز وعندما ذهبنا الى هناك اكتشفنا انها جثة الشهيد المغدور محمد زهير حميد هذا ولازال البحث يجري عن جثة الشهيد الثالث احمد جبار لحد ساعة كتابة هذا التقرير.
وقد طالب ذوو الضحايا الحكومة والجمعية الوطنية ومجلس الرئاسة والمرجعيات الدينية بتفعيل عقوبة الإعدام حتى تكون رادعاً للمجرمين القتلة من التكفيريين وازلام صدام معربين عن خشيتهم من اطلاق سراح المجرمين وتغيير الاوراق التحقيقية بالرغم من اعترافهم الصريح بعد مواجهتهم مع الناجين من المجزرة وبالادلة القاطعة مطالبين وزارة الداخلية والدفاع بوضع حد للاختراقات التي تحدث في اجهزتها وتكون نتيجتها المزيد من القتل في صفوف الابرياء كما طالب العديد من اهالي النجف الحكومة بضرورة العمل السريع على تأمين الطريق الرابط مع بغداد والقضاء على الارهابيين الذين يتربصون بالناس في مناطق محيط اللطيفية والمحمودية والرشيد واليوسفية. وكان اهالي الحلة قد شيعوا شهداءهم الذين راحوا ضحية المجزرة في النجف الاشرف يوم الخميس الماضي وسط صيحات الغضب والمطالبة بالثار من المجرمين.