|
المتفرسنون .. قطرة الخجل الأخيرة
بين مصدق ومكذب للخبر يتناقل العراقيون اليوم فحوى ما برزت رائحته خارج أسوار المنطقة الخضراء وخارج معاقل لجنة كتابة الدستور حول اضافة فقرة تعترف بالفارسية قومية أخرى للأقليات التي تعيش على أرض العراق . ولأن الوضع بات (مزر..اً ) بالمرة فقد ظهرت هذه الأفكار الافلاطونية لتضفي المسحة الأخيرة على الصبغة أو قل (الطمغة) التي تدبج بها مؤخرات الشيعة من خلال تبعيتهم الى ايران . ولا أدري ماذا يدور في خلد (المنتَخَبين) الذين يكتبون الدستور وهم يناقشون على مقربة من الشعب المنهك خارج أرض السلام والوئام (المنطقة الخضراء) والذي يفتقد الى أقانيم هويته العراقية المتداعية في خضم القتل على غير الهوية العراقية ، وفي معمعة الانتخاب (على غير الخندق العراقي ) ، والانجراف وراء سراب الآمال غير العراقية . فلم يعد لنا ما نمتلكه الا الماء وحده هو العراقي في الساحة ، والتراب الذي يُهال على الضحايا في مقابر العراق التي تنتعش تجارتها منذ عامين بلا كلل . في زوبعة فقدان الذات العراقية هذه تطفو الى السطح مثل تلك الطروحات التي أقول عنها بلا تردد أنها تستفز المواطن العراقي ، وتستفز هويته الضائعة لعلها تنتعش من جديد وقد يجد ذاته التي فقدها في زحمة الأفكار وطوفان الطروحات التي تستهزئ بهوية الوطن كل يوم ومن شتى الأطراف الغريبة ؟ ولا أظن أن عراقياً (عبَّ ) من الفراتين يقبل بما يقول به هؤلاء ، بل لعل غالبية العراقيين سيقفون دقيقة صمت ويتسائلون عن اتهامات صدام للرموز الشيعية التي قضت ردحاً من أعمارها في المنافي عن كونهم (فرس) ، ولعل الذي يطرح اليوم يؤكد نظرية صدام وأيهم السامرائي ، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً . ولا يظنن الجالسون خلف السواتر الكونكريتية في الـ ( Green zone) أنهم يكتبون دستور العراق ليتقاسموا الهوية العراقية بمعزل عن الشارع ، فالتصويت قادم ، والانتخابات قادمة ، ولعلنا سنضع بصاقنا بدلاً من موافقتنا على دستور يقضي بجرَّة قلم على هويتنا ليمنح مكافأة لأولئك الذي قضى مليون عراقي تحت قصف مدافعهم في حرب السنوات الثمانية بغض النظر عن كون صدام هو المعتدي أو غيره . الذين وقفوا ضد صدام وناضلوا وجاهدوا يملؤنا فخراً أن يعودوا الى أرض الوطن ، ولكن من غير هويات أخرى يقحمونها داخل مجتمعنا العراقي ليعطوا الى ايران مبرراً للتدخل في يوم من الأيام لكي تنقذ (الرعايا) الفرس في العراق ، كما هو حاصل مع مناداة تركيا بالرعايا من التركمان وتلويحها بهذه الورقة ضد الأكراد. أقول .. اذا حصل فعلاً وأضيفت الفارسية في قاموس مكونات المجتمع العراقي فهي اعتراف وقح بالانتساب الى غير الهوية العراقية ، ولعلها ستكون قطرة الحياء الأخيرة التي ستضع المسمار الأخير في نعش الساسة العراقيين من الشيعة . فارعووا قبل أن تنقلب عليكم ظهور المجن .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |