|
راهن صناع القرار السياسي من الامريكان والانكليز وغيرهم من الاوربيين، بعيد سقوط الصنم، الى تحويل العراق الى ساحة تقبر كل التنظيمات الارهابية في العالم. غير مكترثين بحجم الضحايا التي يقدمها الشعب العراقي ليكون حطبا يتقد جسده لاطالة نار التطرف. جائت التصريحات الامريكية لغاية الامس القريب لتطمئن الشعب الامريكي بان خطر الارهاب قد ابعد عن الشعب الامريكي وانهم سيقضوا على المراكز والخلايا والتنظيمات الارهابية في العراق. جائت تفجيرات لندن لتفزع هؤلاء الساسة وتقطع اجتماعاتهم وتدق اجراس الخطر من جديد وتعيد الى الاذهان الى ان الارهاب ممكن ان يتواجد في اغلب بقاع العالم وفي عقر دار اكبر الدول الاوربية تحرزا من الارهاب. تلك الخلايا الفردية النائمة التي تعتمد عناصرها على مناهل الارهاب في البلد نفسه مستفيده من الامكانات العلمية والفردية التي تمكنها الحصول على معلومات لصنع المتفجرات من صفحات الانترنيت وتصنيعها محليا ومن ثم تفجيرها بفتوى كاذبة افزعت كل الشعوب الاوربية ومنعها من التمتع في اجازاتها السنوية على شواطئ المياة الدافئة. دقت انفجارات لندن ناقوس الموت من جديد واستهجنها اغلب مفكري ومثقفي العالم بالوقت الذي تزهق يوميا عشرات، بل مئات الضحايا من ابناء العراق الابرياء ثمنا لسياسة لم يقرها لا حكام ولا ابناء الشعبالعراقي، بل ليكونوا ضحية لسياسة خاطئة يرتكبها هؤلاء الساسة. جائت تفجيرات لندن لتعيد العقل الى التفكير من جديد بان الارهاب لا تحل مشكلته بالقوة وانما يجب اقتلاع جذوره من وسط الجاليات العربية والاسلامية في اوربا والعالم. والقضاء على تلك المدارس المتبرقة بالدين الاسلامي. لم يمض اسبوعان على الخميس الاسود الذي هز مدينة الضباب وراح ضحيته اكثر من خمسين قتيل واضعاف العدد من الجرحى حتى فجر الارهابيون تهديدهم من جديد في قلب لندن باربعة قنابل، لم تنفجر كما يجب، وانما اقتصر على تحذير الحكومة البريطانية، على عدم تسليم ابو حفص المصري لبلدة وتدعوها من جديد لسحب قواتها من العراق. جائت تفجيرات شرم الشيخ التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى واكثرهم من المصرين. ليحذر الحكومة المصرية من اعدام مفجري فندق طابا وليؤكد من جديد ان الارهاب لاينتمي لدين او لوطن او لقومية. ولايزال الكثير من المثقفين المصرين والعرب يبررون تلك التفجيرات على انها ارهاب مرفوض وبالوقت نفسة يدعمون الارهاب في العراق بافكار باطنية خبيثة على انه مقاومة وطنية. كفاكم تمويه ايها المثقفون المصريون والعرب بتبريراتكم الواهية التي تفرق بين الارهاب في مصر ولندن والارهاب في العراق. ان الخاسر في كل العمليات هو المواطن العراقي والمصري والانكليزي وغيرهم. ووصل التهديد الارهابي الى دنمارك وايطاليا وهولند واخره هددوا بتفجير الجسر الذي يربط بين جنوب السويد والدنمارك لمجرد تسليم الحكومة السويدية لمعتقل اسلامي متطرف الى القوات الامريكية او البريطانية. ان التركيز على ان المطلوبين في تفجيرات لندن وشرم الشيخ هم من اصل باكستاني انما يعكس دلالة قوة المدارس الاسلامية الباكستاينة المفرخة للارهاب بالرغم من ان الحكومة الباكستانية، قد رفعت لواء الجهاد ضد الارهاب باعلى مستوياته، لكن الجذور التي تمتد اليها تلك المدارس اقوى بكثير من قوة الحكومة نفسها. ان تركيز الاعلام والساسة الاوربيين والامريكان على تلك المدارس الاسلامية الباكستانية في محاولة للضغط على على حكومة مشرف لغلق العديد منها ومراقبة حلقات تدريس القران في الجوامع وتدقيق خطاباتهم. ولمَ لم تراقب المدارس المساجد والجوامع الاسلامية في البلدان الاوربية التي تفرخ اجيالا من دعاة التطرف. لمَ لم تفكر اوربا وهي الحاضنة الحقيقة للارهابين بسن قوانين جديدة تمنع قبول المجرمين والمطلوبين للعدالة والتعاون الامني مع البلدان الاسلامية. ان هذه الاجراءات هي اشبه بجرعات من المهدء لجسم مصاب بالسرطان. فهل ستنفع تلك الاجراءات للحد من نشاط تنظيم القاعدة الذي بات يهدد العالم بأسرة. لقد سقط القناع عن تلك السياسة الامريكية والاوربية التي تدعي انها ستقضي على الارهاب من العراق. جائت التفجيرات الاخيرة والتهديدات لكثير من بلدان العالم لتكسر جبروت صانعي السياسة الامريكية والبريطانية وتدعوهم للعزوف عن سياسة القوة في محاربة الارهاب والتفكير بوسائل تربوية واعلامية وتعبوية عالمية هدفها تجفيف منابع الارهاب الفكري والمالي والاعلامي وايجاد فرص عمل ودمج الجالية المسلمة في المجتمعات الاوربية والعالمية. لن يسقط الارهاب فقط من العراق واثبت انفجارات مدريد واستنطبول وطابا ولندن وشرم الشيخ حقيقة بطلان تلك المزاعم وانما يجب ان يحارب الارهاب بحملة عالمية يشمل كل بلدان العالم ولن يكون الجسد العراقي وحده ثمنا يدفعه فدية عن الامريكان والاوربيين والعرب. لن يسقط الارهاب فقط من العراق طالما توجد منابر اعلامية عربية واسلامية وفضائيات عربية واسلامية تحلل الارهاب وتدعم ثقافة الارهاب والتطرف بكل الامكانات المادية والفكرية والثقافية. وُتغذى من مؤسسات عربية واجنبية مهمتها شحن ذاكرة الشباب المسلم بفتواى واحاديث نبوية منقوصة وايات مجزئة تلهب حماس التطرف. لن يسقط الارهاب فقط من العراق والتعبية للتطرف والارهاب تُغذى عبر ثقافة العديد من الدول العربية والاسلامية الدولة عبر مناهجها التربوية والروحية والعائلية وتكون الدولة هي الحامية لمنوري الفكر التفكيري من المثقفين ومفتي الجوامع والدعاة الاسلامية والعقول المتخلفة. لن يسقط الارهاب فقط من العراق وهناك حملات تكفيرية تقودها الدول العربية والاحزاب الحاكمة ضد الافكار اليسارية الوطنية والأفكار الديمقراطية والانجازات المدنية. لنرفع جيمعا شعارا واحدا يسود كل بقاع العالم هو* يا اعداء التطرف والارهاب تضامنوا معنا للتحريم قتل النفس البرئية التي حرمتها كل الاديان السماوية*.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |