|
الكويت تلك الدولة المعطاء صاحب مهدي الطاهر / هولندا
تشهد الحدود الكويتية العراقية منذ فترة حوادث مؤسفة يحلو للبعض ان يصورها على انها نتاج عاطفي او اعتباطي غير مدروس لمجموعة او فئة عراقية افرزتها ظروف معينة وقتية مرتبطة بشكل مباشر بتصرفات قام بها الجانب الكويتي على الحدود المشتركة بين البلدين وبالتالي فهي لاتتصف بابعاد سياسية كنتيجة لمواقف مسبقة اتخذتها الكويت منذ زمن بعيد، فلاشك ان اعداء الكويت في العراق كثر وهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام في مقدمتهم الصداميون والمنتفعون من نظام البعث البائد الذين اصابهم الخراب والدمار جراء مساهمة الكويت المباشرة بالاطاحة بنظامهم القمعي وبالتالي فهم يمقتون الكويت حكومة وشعبا ،القسم الثاني هم المتارينون الذين وضعوا مصلحة ايران فوق مصلحة العراق هؤلاء لديهم مواقف مسبقة من الكويت جراء دعمها للعراق ابان حرب الخليج الثانية وهم لايجدون اي حرج في علاقاتهم الغير طبيعية الشاذة مع الجارة ايران حتى لو وصل الامر الى ان تتدخل ايران بالشان الداخلي العراقي وبشكل سافر وقد يسعدهم ان يحتل بلدهم من قبل القوات الايرانية وان تقوم حكومة ايرانية بحكم العراق بشكل مباشر او ان تكون الحكومة العراقية في بغداد خاضعة تماما للحكومة المركزية في طهران كما كان يطمح السيد الخميني والتي اعتبر عدم تحقيق هذا الهدف في نهاية المطاف بتجرع السم وبالتالي فهؤلاء خونة لايهمهم الحس الوطني ولا يشعرون بالمسؤولية الوطنية،اما القسم الثالث فهم الحاسدون الذين يكنون العداء للكويت حسدا وبغضا لما وصلت له هذه الدولة المعطاء من رقي وازدهار وتقدم في كافة المجالات ،هؤلاء ينعقون مع كل ناعق تحركهم مشاعرهم وليست لعقولهم اية سيطرة على افعالهم وتصرفاتهم هؤلاء هم دائما حطب المعركة يصعد الاخرون على اكتافهم واجسادهم حتى اذا انتهت مهمتهم اصبحوا ورقة خاسرة قد لاتجد لها حتى الرماد الكويت هذه الدولة الصغيرة المسالمة كانت وعلى الدوام بلد الخير والانماء حالها كحال باقي دول الخليج العربية قد قطعت شوطا طويلا في البناء والرقي والتقدم لانها انتهجت نهجا صحيحا في كيفية استثمار ثرواتها النفطية اذ وضع حكامها نصب اعينهم مصلحة بلدهم وشعبهم في مقدمة اهتاماتهم فكان لهم ما ارادوا( وان شكرتم لازيدنكم).ان العداء للكويت كان نهجا انتهجه نظام صدام البائد وقد سخر كل امكانياته من اجل ايجاد هوة كبيرة بين الشعب العراقي والشعب الكويتي فكانت ابواقه الاعلامية لاتنفك تدس السم في العسل ليلا ونهارا سالكة كل الطرق البذيئة والدنيئة لتحقيق هذا الهدف وكانت وراؤها مخابراته حيث عملت بجد واخلاص من اجل هذا الغرض وعلى سبيل المثال لا الحصر روى لي احد الاشخاص الذين شاركوا في حرب تحرير العراق والذي تطوع ضمن التشكيلات التي تدربت في رومانيا ان القوات الامريكية حينما دخلت بغداد امسكت بشخصين يرتديان الزي الكويتي ويتحدثان باللهجة الكويتية كانا يحاولان حرق وتدميرالممتلكات الحكومية والشخصية قال لقد شعرت ان هذين الشخصين لا يجيدان اللهجة الكويتية بشكل تام لذا حاولت انا وصديقي العراقي الذي معي ان نصل الى معرفة الحقيقة فحاولت ان انفرد بهما ولكن دون جدوى لان القوات الامريكية كانت لا تفارق المكان حتى جاءت الفرصة عندما قال لي الضابط الامريكي انا وزميلي العراقي ساترك هذين الشخصين عندكم لبعض الوقت حالما اعود بمجموعة ثانية من الاعداء حينها انتهزنا هذه الفرصة وطلبت من زميلي العراقي ان يقف في باب الخيمة لكي يراقب الوضع خشية من يشاهدنا احد الجنود الامريكان فبادرتمها بالسوال التالي من اي بلد انتما فقالا نحن كويتيان قلت من اي مدينة قالا من الكويت العاصمة واستمريت معهم استرسل في الحديث حتى تاكدت انهما ليسا كويتيان فبادرت بشكل مفاجئ الى صفع احدهما بقوة على وجه واذا به ينطق باللهجة البغدادية الاصيلة فتبين انهما من بغداد ومن الاعظمية بتحديد حينها سالتهما عن السبب الذي يقف وراء ادعائهما بانهم كويتيان قالا ان الاوامر التي صدرت لنا قبل انهيار النظام ان نفعل ذلك لكي نحقق هدفين في ان واحد اولهما حرق المستندات والوثائق السرية ومحاولة اشاعة جو من الفوضى في البلاد وتخريب البنية التحتية له وثانيهما اعطاء انطباع كاذب للشعب العراقي على ان الشعب الكويتي وحكومته هو عدوكم وهاهو يعبث بامن واسقرار العراق وبنيته التحتية . ان هذا المخطط الاجرامي الذي يريد تدمير العلاقات الكويتية العراقية هدفه الاول هو الانتقام من الشعبين العراقي والكويتي بسوادهما الاعظم على حد سواء على اعتبار ان كلا الشعبين قد ساهما بصورة او باخرى بالاطاحة بالنظام الصدامي لكن السوال المطروح هل سوف يفوت الشعب العراقي هذه الفرصة على المتصيدين في الماء العكر؟ وذلك بان يقابل الجميل بالجميل اتجاه الشعب الكويتي والحكومة الكويتية التي ساهمت في تحريرهم من الدكتاتورية ام ان مخططات الاعداء ستكون اكبر من ان يعيها الفكر والعقل العراقي ؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |