مدرسة المشاغبين العربية
مهند
صلاحات / كاتب وباحث فلسطيني
عضو تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين
salahatm@hotmail.com
قد يبدو اسم مدرسة المشاغبين اسماً مألوفاً
يعرفه غالبية القراء باعتباره إنتاجاً
كوميدياً رائعاً أهدانا المسرح المصري وبقي
لسنوات يتردد في أذهاننا باعتباره جمع نخبة من
فناني مصر المبدعين، لكن قد يتساءل القارئ ما
الذي دعاني اليوم لأن استذكر هذا العمل
الكوميدي!!!
ببساطة قيل قديماً إن التاريخ يعيد نفسه ،
لكن المؤسف جداً أن نجد أحداث الكوميديا
المسرحية تصبح واقعاًً يعيد نفسه علينا.
قبل
فترة قصيرة شاهدت ذات المسرحية التي سبق أن
شاهدتها عدة مرات من قبل، لكن هذه المرة كانت
تحمل معها نموذجا يمثل الواقع العربي الحالي
من حيث المؤثرات بالحدث والمتأثرين فيه.
حين قام الفنان الكوميدي المصري عادل إمام
بتنصيب علام الملواني زعيماً للهنود الحمر
ورقص معه رقصة الهنود الحمر، دون أن يكون عادل
إمام أحد أفراد الهنود الحمر ولا تربطه رابطة
عقد اجتماعي معهم لينصب لهم خليفة أو زعيم ،
رسم صورة الوضع الحالي للواقع العربي من حيث
تعاطي السياسة الأمريكية معنا كعرب ، حيث جاءت
أمريكا للمنطقة ونصبت أسامة بن لادن زعيماً
للعرب المسلمين وبدأت ترقص معه رقصة الإرهاب.
رقصة الإرهاب التي تلت تنصيب أسامة بن لادن زعيماً للعرب والمسلمين لم يكلف
فقط الشعوب العربية تبعات هذا التنصيب
وإرهاصاته ، بل تعدته أيضاً ليطال أذاه
الجاليات العربية في دول أمريكا وأوروبا ،
فغدا عرفاً دولياً أن خلف أي انفجار أو عمل قد
ينتج عن عصابات مافيا متناحرة تقف وراءه
القاعدة الإسلامية الإرهابية التي تمثل العرب
والمسلمين بتنصيب أمريكي بإمتياز.
لقد غدا المسرح الدولي في منطقة الشرق الأوسط خليطاً من المهرجين والمسحوقين
والمغبونين لمسرحية واحد لها مخرج ومنتج
أمريكي يتحكم في الشخوص كيفما يشاء، وهوة
المأزق تتسع بشكل أكبر عن السابق في ظل
محاولات أمريكا لجر أوروبا خلفها مستفيدة من
مسرحية الإرهاب اللادنية التي أخرجتها لتجعلها
فزاعة العالم كله رغم إدراك بعض السياسيين
الأوروبيين وتحديدا الفرنسيين منهم لطبيعة
اللعبة وطبيعة الرقصة الإرهابية ومن يقف خلفها
وقد أشار لها الكاتب الفرنسي تيري ميسان في
كتابه الخديعة الكبرى والذي قال في لقائه مع
فيصل القاسم على فضائية الجزيرة : أسامة بن
لادن يقول في الأشرطة التي توزعها وزارة
الدفاع الأميركية ما ترجو الوزارة أن يقوله
بالضبط، لقد ذهب بن لادن بكلامه إلى حد القول
إنه أرسل طائرة بوينج 757 لضرب البنتاجون، في
حين أننا نعرف أن ذلك خطأ، ولم يحدث مطلقاً
بتلك الطريقة، بل هو مجرد دعاية أميركية صرف،
أنا أرى أن بن لادن هو بوق لهذه الدعاية، أنه
أخطر عدو للعالم العربي والإسلامي لأنه يساهم
في تشويه وتوجيه أصابع الاتهام إليه على أنه
مجرم وجاني، وأنا أتساءل عما يزعم من إرادة
الولايات المتحدة في القبض على أسامة بن لادن،
وقد علمنا من صحيفة "الفيجارو" الفرنسية أن
أسامة بن لادن كان في المستشفى الأميركي في
دبي للعلاج في شهر يوليو تموز الماضي، حيث
قابل رئيس الـ C.I.A هناك، وفي تلك الفترة كان
يوجد أمر دولي للقبض عليه، ومكافأة قدرها خمسة
ملايين دولار لمن يوقفه. *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* لقاء مع تيري ميسان حول كتابه الخديعة
الكبرى على فضائية الجزيرة بتاريخ 12/06/2002