الرئيس الطالباني يتبرع بمبلغ 100 ألف دولار

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

ذكرت الصحافة العراقية بأن السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني، قد تبرع بمبلغ قدره 100 ألف دولار من مخصصاته!!، لجامعة بغداد لتغطية إشتراكات الإنترنيت للكليات التابعة لها، وكذلك خدمات التبريد وتوحيد الزي لحرس الجامعة.

نتمنى أن تهتم الحكومة العراقية وتقدم كل المساعدات من أجل تطوير الجامعات والمعاهد والمدارس، لأنها المنبر الحقيقي والمنتج للطاقات والثروة الوطنية العلمية والإبداعية. في جميع المجالات المتنوعة والمختلفة.

ولكن أن هذا العنوان يذكرني، وبألم شديد بزمن دكتاتورية الموت والحرب والتهجير.. عندما كانت الصحافة العراقية تنشر كل يوم تقريبا على صدر صفحاتها الإولى، عن تبرع ومكرمة وهدية ( الرئيس القائد ) للعراقيين، وكأن أموال العراق وثرواته هي ملك لهذا المسؤول أو ذاك.

 وإذا كان الرئيس جلال الطالباني يستطيع أن يتبرع من مخصصه بهذا المبلغ الخيالي، فإذن من حقنا كمواطنين ونعتبر أن هذا المبلغ يمكن أن نعتاش منه كل حياتنا أو أكثر من ذلك، أن نسأل رئيسنا المنتخب السيد جلال الطالباني!!، فكم راتبه الشهري إذن ؟؟

وهذه التبرعات والهبات من القادة، تعيد بي الذاكرة أيضا الى ذلك الزمن الكريه الدامي، عندما كان الدكتاتور صدام، يعين حتى بعض رجال الدين المزيفين طبعا، في بعض المحافظات بدلا من رجالاتها المعروفين من أبناء المدينة نفسها

 حيث روى لي أحد الأشخاص، بأن النظام الصدامي بعث لهم شخصا ليكون إماما لهم في صلاة الجمعة، ولكن أبناء المدينة إعتبروا أن هذا الشخص غير مرغوب به، فعندما حضر الى المسجد للصلاة، علق أحدهم ورقة على ظهره دون أن يعلم، كتب عليها بأن هذا الشيخ مكرمة وهدية من ( الرئيس القائد )، أتمنى أن لا تتكرر مثل هذه المهازل في زمننا الحاضر

لأن لا هبة ولامكرمة ولا تبرع من رئيس أو مسؤول الى شعبه، لأنها من خيرات الشعب نفسه، ولا منة لأحد على الشعوب، فلذلك أقول للرئيس جلال الطالباني، أن لا يكرر تجربة هؤلاء الذين أرادوا أن يقدموا لشعوبهم مكرمات وهبات، ولكن الشعوب جعلتهم في خندق الأعداء، لأنهم إستغلوا السلطة والثروة والمكانة، والمثال على ذلك مجرم العصر صدام وزمرته المنهارة.

حيث جعلوا حتى من تبليط الشارع وبناء المدرسة هي مكرمة من ( قائد الأمة المنصور )، وکأن شعب العراق يعيش في مقاطعة الدكتاتور صدام وهو الذي يعطي ويوزع الخيرات على المحتاجين.

لا نريد رئيسا يتبرع بأموال الشعب وخيراته بإسمه الخاص، لأنه يجب أن يكون كباقي أبناء الشعب العراقي، إذا أراد أن يكون مخلصا لشعبه ووطنه

ولا يريد شعبنا تبرعات وهبات ومكرمات من الرئيس الحالي ولا حتى من الرئيس القادم، لأن الشعوب تحصل على ما تريد من خيراتها في ظل تحقيق حريتها وإختيارها للنظام السياسي الإجتماعي الذي تريد.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com