لا ديمقراطية للعراقيين قالها بعض رجال الدين

صاحب مهدي الطاهر / هولندا

keesbees@hotmail.com

 

كل الطرق تؤدي الى روما مقولة مشهورة لهتلر اطلقها عندما كان يشعر بنشوة الانتصارالذي حققه في بداية الحرب العالمية الثانية حين بدات تتساقط القلاع تحت قدميه الواحدة تلو الاخرى فكان لا تهمه معرفة الطرق الاسهل او الاقصر التي يجب ان يسلكها للوصول الى روما فهو يعتقد انه يمتلك القوة القاهرة، وبطبيعة الحال فان النتيجة واحدة هي ان اقدامه قد وطئت روما، وقد تنطبق هذه المقولة على رجالات الدين الذين لهم حاليا باع طويل في رسم مستقبل العراق الجديد عندما اكدوا ان كل الطرق تؤدي الى نتيجة واحدة الا وهي بناء دكتاتورية جديدة في العراق بعد ان مَن عليهم (الشيطان الاكبر) بكرمه الواسع عندما فتح لهم باب العراق مشرعا بعدما كان موصدا بوجوههم لعشرات السنيين حين قضى على دكتاتورية البعث الفاشي فوفر لهم اسباب النجاح للوصل الى سدة الحكم  فتصدروا ركب القوم من الامة العراقية الحية ،ولا اعتراض ولا حسد ولا منافسة، الا ان يلتزموا بما وعدوابه العراقيين سابقا حين قطعوا على انفسهم عهدا انهم لن يقيموا دولة اسلامية على التراب العراقي وانهم سيحترمون  الديمقراطية الوليدة وسينشدوا الحرية لعموم العراقيين ،ولكن الاناء ينضح بما فيه وها هم الان ينقلبون على كل العهود والمواثيق التي قطعوها مع انفسهم اولا ومع العراقيين ثانيا فاذا بدستورهم سيء الصيت يكشف عورتهم ويظهر انيابهم القاتلة وهي تنغرس في الجسد العراقي والتي ارادوا لها ان لا تبارح هذا الجسد الى ما شاء الله .ان مسودة الدستورالتي سوف تطرح على الجمعية الوطنية في اية لحظة هو دستوراسلامي ذو نفس ايراني في جوهرة اما قشوره فهي عبارة عن حق وحرية وديمقراطية زائفة سرابية سيتمتع بها الشعب العراقي ولكن من الباب الخلفي،ففي كل فقرة في مسودة الدستور تناولت موضوعة الحرية والحقوق والديمقراطية قد كانت مشروطة بعدم تعارضها مع الاحكام الاسلامية!! وبهذا فان كل الامتيازات التي ضمنها الدستور المقترح للعراقيين قد فرغت من معناها وجدواها.ان الاحكام الاسلامية التي تقيد الحقوق والديمقراطيات والحريات هي مفهوم مرن هلامي قد تكون لها حاليا وجه معين ولكن بعد حين قد تتلبس بلبوس اخر حسب ما تقتضيه المصالح الفئوية والشخصية لمن صاغ او ساهم في كتابة هذا الدستور، فالجميع يعلم ان الزرقاوي واتباعه يعتبر كل ما يقوم به الان من اعمال ارهابية في العراق وباقي دول العالم منسجمة تماما مع الاحكام الاسلامية فما المانع اذن ان يخرج لنا لاحقا من يفسر لنا ان التعارض مع الاحكام الاسلامية الواردة في الدستور تحتم فعل هذا وذاك بما لا ينسجم مع كل الحقوق والواجبات والقيم التي نصت عليها المواثيق الدولية المعنية بادمية وانسانية ورقي الجنس البشري؟.انها نتيجة واحدة ان تصادر الحريات من هذه الجهة او تلك فليس هناك من ثمة فرق ان يحكمنا دكتاتور فاشي قومي قمعي علماني كصدام او ان يكون دكتاتور متلبس بلباس الدين يصدراحكامه ويسلط سيفه الدامي على رقابنا باسم الدين فلا فارق بتة بين الوجهين انهما وجهين لعملة واحدة .ان على الاعضاء الاخرين الذين لهم توجهات ديمقراطية حضارية تواكب التقدم والرقي الذي وصل له عالم اليوم ممن يجدوا ان لهم دورما في امكانية تغيير الوضع الحالي وتصحيح المسار الذي يجري به كتابة وصياغة الدستورالدائم ان يمارسوا دورهم بهذا الاتجاة لئلا يعيدنا اعداء الحرية الى المربع رقم واحد الذي ما برحنا ان نغادره ومنذ امد بعيد .انها نتيجة واحدة عندما تحل الدكتاتورية في العراق سواء جاءت بطريقة الانقلاب العسكري او بطريقة الاحتيال الدستوري، انها الدكتاتورية المقيتة التي  تكرس لون واحد في الشارع العراقي يجعل حياة العراقيين لا تطاق فليس هناك من تنوع في الالوان تريح النفس وتبعث فيها روح الامل والتفاؤل ،قد يراها البعض على انها باقة ورد ولكن اية باقة هذه التي تكون من نفس اللون ونفس الرائحة تراها كل يوم بل كل دقيقة ولحظة تعاود التكرارلعشرات السنيين فيما يحرم على العراقيين ان ينظروا او يقطفوا اويشموا باقات اخرى تختلف في اللون والعطر والابعاد ومرونة وصلابة..(ان التنوع هو اساس الحياة وسر وجودها).

                                     

  

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com