الكرد الفيلية في العراق عراقيون أصلاء لا من القومية الفارسية!

عزيز الحاج

 

اطلعت اليوم الواحد من ثلاثين تموز على ما نقله الدكتور مهدي حيدر في موقع صوت العراق حول إثارة موضوع ذكر قومية فارسية في مسودة الدستور العراقي في ندوة صحفية نقلتها الفضائية العراقية. وقد حضر الندوة السادة رئيس اللجنة الدستورية وقاسم داوود وفؤاد معصوم والمشهداني. ويتبين من إجابة الدكتور قاسم داوود حول الجهة التي تبنت إدراج القومية الفارسية أنها الأطراف الكردية في الحكم.

شخصيا استغربت أن يكون الأمر هكذا، لاسيما وأن كلا من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطنية الكوردستاني دافعا دوما عن مأساة الفيلية العراقييين، الذين شردهم واستباحهم  نظام صدام بتهمة كونهم الطابور الخامس لإيران، مع أنهم مولودون في العراق أبا عن جد ومنتشرون في بغداد ومدن الوسط والجنوب، وساهم العشرات منهم بنشاط في الحياة السياسية والميادين الثقافية والتربوية والفنية وقدم الكثيرون تضحيات كبرى من أجل العراق الديمقراطي الحر. كانت الدوافع الحقيقية لاضطهادهم الوحشي كونهم يجمعون "الآفتين؟: ككورد وكشيعة!!

أجل، استغربت أن تكون الجبهة الكوردستانية وراء طرح الموضوع على اعتبار أن الكورد الفيلية العراقيين هم فرس.

 كنت أتصور أن المقصودين هم جاليات فارسية في العتبات الشيعية المقدسة والبصرة. ومما زاد في دهشتي أن الدكتور الصديق فؤاد معصوم كما يبدو لم يوضح ولم ينف ما ذكره قاسم داوود، الذي هو من حزب الدكتور علاوي المعروف هو الآخر بتعاطفه مع الفيلية واحترامه الشديد لهم كأقلية كردية عراقية ظلمت بطرق فاشية وسادية: من تهجير جماعي، وسلب للممتلكات، وتجريد من كل الوثائق والأوراق الشخصية والرسمية، وإلقائهم على الحدود الإيرانية التي كانت مزروعة بالألغام عشية الحرب مع إيران. لقد كان المأمول مع سقوط الفاشية في العراق الإسراع بحل مشاكل الفيلية ومظالمهم وإعادة جنسياتهم وممتلكاتهم إليهم. ولكن المؤسف أن ما تم بهذا الصدد كان محدودا.

ليس عيبا ولا مثلبة في أن يكون المرء فارسيا لو كان حقا كذلك. فللفرس حضارة قديمة وعريقة، وقد تعلم عرب الإسلام منهم الكثير. كما أن عددا غير قليل من كبار العلماء والفلاسفة الذين كتبوا بالعربية وأغنوا حضارتها والحضارات الإسلامية كانوا من أصل فارسي برغم محاولات غلاة العنصريين من المؤرخين العراقيين إرجاع أصولهم للعرب. كما ظهر من الفرس شعراء كبار من أمثال الخيام وسعدي وحافظ الشيرازي. أجل ليس كون الفارسي فارسيا عيبا ولكن أن ننسب جنسية عراقي أصيل للفرس هو المدان، وهذا ما فعله صدام باعتباره للكرد الفيلية العراقيين طابورا لفرس إيران. وهل ينسى الإخوان أن العنصريين الترك والعنصريين الفرس حاولوا إرجاع أصول القومية الكردية في البلدين إما للعنصر التركي أو العنصر الفارسي؟؟

لقد كنت، وأنا الكردي من عائلة فيلية، في مقدمة من كتبوا في نقد مسودة الدستور المسخ، والذي إن اعتمد، فسوف يحل العراق الجديد في كهوف إيرانية وطالبانية! وكان من بين نقدي استغرابي لإدراج الفرس ضمن قوميات العراق.

المرجو من الصديق العزيز الدكتور معصوم، وهو الشخصية الكردية التي تتمتع بالعلم الغزير والتجربة والتفتح السياسي، أن يرفع الالتباس المؤسف، وإلا فسوف يكون من حقنا أن نعاتبه من القلب.

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com