|
إفرازات المعادلة السياسية التوافقية باسم الحافي
اثر المعادلة السياسية التوافقية وتجربة التنوع الايديولوجي داخل مسرح الاحداث العراقية غيركثير من المحللين السياسيين والباحثين والمنظرين ممن كانوا ينظرون بعين التحفظ والتشكك لعملية التحول السياسي ولبعض القوى السياسية المعوّل عليها في تبني تلك التحولات، رؤاهم التحفظية والتشككية انصافاً واذعاناً منهم لحقائق ومعادلات منطقية ليس بمقدور المفكر المنصف غض الطرف عنها وعن نتائجها الحميدة على واقع الشعب العراقي، وربما كانت العملية الانتخابية وما تمخض عن افرازاتها من نتائج ايجابية من دون حصول لبس يذكر او تدخل خارجي او اختلاف داخلي قد شكلت صورة كاملة وبرهاناً جلياً للدور العظيم الذي تفرد به متبنو هذه المرحلة في انضاج عملية التحول الامثل داخل الدائرة السياسية والذي شمل في حلقاته كافة الاديان والقوميات والطوائف والاحزاب السياسية وبات الامر اكثر تجلياً ووضوحاً بعد ان أتت عملية الانتخابات ثمارها وبأرقامها المتوقعة عند الشعب ليفاجأ الكثير ممن كانوا يخشون حصول تلاعب او تزوير في محصلة النتائج، الامر الذي حدا بهؤلاء المحللين - واعني بهم المنصفين - الى اعادة جدولة ارقامهم السياسية والبدء بعملية استغوار شامل للمرحلة والاعلان امام الملأ بأخطائهم وتجنيهم على البعض من الشخصيات او الجهات السياسية لاسيما بعد استكمال سلسلة المرحلة ومارافقها من احداث اعطت للصورة ضوءاً ربما لم يكن بالحسبان عند البعض وهو افتضاح مكامن تلك الجهات العدائية للجو الديمقراطي والتي استخدمت الاساليب الغريبة والرهيبة في عمليات ذبح الانسان العراقي وترويعه والاستخفاف بكل ما وهبه الله له من حرمة وحقوق تنص عليها كل الاديان السماوية، تلك الجهات التي مارست وماتزال تمارس قتل الابرياء وخطف الموظفين الاجانب الذين يقومون باعمال انسانية وتفجير الوزارات وتفخيخ طوابير المتطوعين لصفوف قوى الامن الداخلي والحرس الوطني وغيرها الكثير من الفنون الدموية التي يتمت ورملت واثكلت الكثيرين من ابناء شعبنا.. والغريب ان معظم هذه الفنون الاجرامية متأتية من فتاوى وتشريعات بعضها من الخارج وبعضها صدرت من الداخل.. الامر المهم عند المواطن العراقي الآن هو افتضاح تلك الجهات على شاشات التلفزة وافتضاح حقائقهم المزيفة وقلوبهم المريضة التي خدع بها البعض من ذوي الانفس المريضة، ليقتلوا كما يشاؤون من الابرياء وليذبحوا ويخطفوا ويغتصبوا تحت مظلة تلك الفتاوى التي يصدرها شخص لا يرعوي عن المنكر حتى في بيت من بيوت الله. هذه الاعمال وغيرها اعطت دليلاً عظيماً يضاف الى الادلة آنفة الذكر في استشفاف واقع العراق السياسي بصورة واقعية وبرؤية موضوعية تعصم المحلل والباحث من خطل الرجم في الغيب وتجعله يبطىء ويتأنى في اصدار الاحكام الجاهزة في تلك الفئة او ذاك الحزب وكذلك تعطيه الاذن لاستقصاء مسار الاحداث وفهرسة الوقائع [ايجاباً وسلباً] وفق منظور توازني متكافىء لا تطاله هواجس التهميش وايادي الاقصاء لتكون النتائج والمعادلات ضمن اطار البحث والتحليل السياسي الامثل فالعراقي اليوم اشد حاجة من كل وقت مضى لانصافه ومؤازرته من قبل المفكرين والباحثين المنصفين ليشكل معهم قوة حقيقية نابعة من معاناة وارهاصات هذا الشعب المظلوم لسحق ما بقي من شراذم التربص بمسيرتهم الديمقراطية ولنفض كل مخلفات عقود الاستبداد والمصادرة وادخاله في أفق جديدة، أفق كان ينشده كل عراقي وعراقية.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |