|
بروز أصابع البعث القذرة في التظاهرات والاضرابات المشبوهة الأخيرة وداد فاخر * / النمسا
لجأ أيتام النظام البائد من بقايا البعث الساقط إلى كل الأساليب الغير شريفة بغية تعطيل العملية الديمقراطية، وتخريب العلاقات الوطنية مستفيدين من الوضع الديمقراطي في العراق الجديد . وقد لجئوا أخيرا لخطة قديمة نجحوا في وقت ما في تنفيذها بالاستفادة من الظروف السياسية والدولية في ذلك الوقت وتجييرها لحساب خططهم الدنيئة الشريرة . فقد دفع حقد وعمالة البعث في نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى اللجوء لشتى الأساليب الخسيسة لإسقاط الحكومة الوطنية العراقية التي انبثقت بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 . حيث تم آنذاك تحالف سياسي غير مقدس بين فلول البعث والقوى القومية الشوفينية من قوميين وناصريين، وجماعات وقيادات دينية شيعية وسنية، وكان على رأس الجماعات الدينية آل الخالصي ومدرستهم الدينية في مدينة الكاظمية . وقد كان آخر نشاط مشبوه لتلك القوى الشريرة ما قامت به من تحريض على إضراب سواق التاكسي، وبعدها الإضراب الطلابي المشبوه الذي مهد ليوم 8 شباط 1963 الأسود . واستخدم التحالف المشبوه والمدعوم آنذاك بزخم قوي من قبل( وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ) أيام الحرب الباردة شتى الوسائل القذرة من مؤامرات عسكرية وتظاهرات تحريضية، واضرابات مفتعلة لشل حركة الاقتصاد العراقي، واختلاق حالات من الشللية في الإدارات الرسمية، والإدارية للنفوذ منها لتنفيذ مآربهم الشريرة . وقد نجحوا فعلا في خطتهم تلك بسبب من السياسة الخاطئة التي اتبعها المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم بشعاره الخاطيء ( الرحمة فوق القانون ) الذي لا يصلح للتعامل مع قتلة أمثال حثالات البعث وبعض الشوفينيين من القوميين العرب، وتركه بعض المحسوبين على البعثيين والقوى القومية يديرون أمور اخطر مؤسسة عسكرية هي وزارة الدفاع، وإبعاد المخلصين من الوطنيين والشيوعيين عنها . وقد كان المجال واسعا لتحرك مثل أولئك المتآمرين، أمثال العقيد محسن الرفيعي وكيل مدير الاستخبارات العسكرية والزعيم احمد صالح العبدي الحاكم العسكري العام، وجاسم كاظم العزاوي مدير الإذاعة والتلفزيون والسكرتير الصحفي للزعيم ومجرمين آخرين سيطروا على وزارة الدفاع والقوة الجوية كالمجرم عقيد الجو عارف عبد الرزاق وحسن مصطفى النقيب وحردان التكريتي وصالح مهدي عماش والمقدم منذر الونداوي والعقيد ذياب العلكاوي، والعقيد الشاذ خلقيا عبد الكريم مصطفى نصرت، وغيرهم الكثير ممن وقف متفرجا وهو يشاهد ثورة 14 تموز تذبح بيد القتلة والمأجورين، وهكذا استطاع ذلك التحالف المشبوه والقائم على التآمر والغدر إسقاط حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم، وإقامة حفلات الدم لعراقيين شرفاء لم يكن ذنبهم سوى حب العراق والإخلاص له . وها هم يحاولون العودة لممارساتهم الدنيئة في عهد الانفتاح الديمقراطي لتعكير صفو الأمن وشل دورة الاقتصاد العراقي، والاستفادة من ذلك الظرف الشاذ بتنفيذ مآربهم الدنيئة . وما يقومون به من تحريض على بعض التظاهرات والاضرابات هو تآمر مبيت ومكشوف ومرسوم يجب التنبه له ورصده ومنع ذلك بالقوة إذا اقتضى الأمر، فلا مكان لأعداء الديمقراطية في العهد الديمقراطي الجديد، وحذار .. حذار من لدغ عقارب البعث .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |