|
أراد صدام بغزو الكويت تحرير فلسطين !! حمزة الشمخي
في الثاني من آب عام 1990، أمر طاغية العراق السجين صدام، قواته وجيوشه وأجهزته الأمنية والإستخباراتية الخاصة للتوجه الى الحدود الكويتية ومهاجمة وغزو دولة الكويت والسيطرة عليها بالكامل، وهذا ما تم فعلا . حيث إستولت هذه الجيوش على دولة الكويت بقوة السلاح، وقتلوا وأسروا وإعتدوا على البشر وسلبوا ممتلكات المواطنين الكويتيين وغيرهم، وحرقوا ودمروا أغلب مرافق الحياة بما فيها الإقتصادية الحيوية بعد نهبها وسلبها من قبل هذه العصابات الصدامية مقابل هذه الممارسات العدوانية الخسيسة بحق أحد جيران العراق، شعب الكويت الشقيق، حيث شاهدنا وسمعنا آنذاك أصوات بعض العرب، من أنظمة وأحزاب وشخصيات وجماهير مظللة بالشعارات الفارغة من أي معنى سوى الصراخ، قد أيدت هذا العدوان الجبان وساندته بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والإعلامية . وحصل هذا حتى من بعض الذين كانوا ولازالوا تحت الإحتلال الإسرائيلي . فكيف يرضى هذا الذي عاش ويعيش تحت معاناة وعذابات الإحتلال، بأن يغزو صدام بلدا عربيا ويحتله بالقوة ؟؟، هذا صدام الذي كان يصرخ بأنه قادر على حرق إسرائيل وتحرير فلسطين، ولكنه إحتل الكويت بدلا من أن يحرر فلسطين كما كان يدعي أليس كان على العرب المؤيدين والمساندين، لغزو صدام لدولة الكويت الشقيقة، أن يفكروا ولو للحظة واحدة ويسألوا أنفسهم ؟ أليس من المفروض أن يوجه صدام جيوشه هذه الى الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بدلا من الكويت، إذا كان فعلا يريد تحرير الأراضي العربية من المحتلين الإسرائيليين ؟ . وهل أن تحرير القدس لا يمكن أن يتم إلا عبر غزو دولة الكويت ؟؟ أن قوات وجيوش صدام التي إحتلت دولة الكويت، وفعلت ما فعلت، من مآس وويلات ومصائب ومشاكل إجتماعية ونفسية لا تزال آثارها الإجرامية باقية في حياة الشعب الكويتي هي نفسها هذه العصابات الصدامية، التي تركت وراءها كل هذه المقابر الجماعية والأرامل والأيتام والعذابات اليومية، والهموم التي لا تنتهي، من القتل والتعذيب الى الحروب والتهجير مرورا بألآلاف من المفقودين والمغيبين ولم يعثر حتى على قبورهم الى يومنا هذا . أن صدام السجين هذا، مثلما أضر بالعراق وأهله، أضر كذلك بالجيران وبالقضايا العربية ومنها قضية فلسطين، وهو الذي أوصل العرب الى هذا الحال الذي نحن فيه . ولكن للأسف الشديد، وحتى بعد إكتشاف البعض من جرائم صدام الموثقة بالأدلة والبراهين بحق شعب العراق والجيران وليس كلها، لايزال البعض من العرب بما فيهم بعض أصحاب القضية الفلسطينية، يعيشون بشعارات وخطابات صدام المزيفة دون أن يلتفتوا بما حل بالعراق بسبب سياساته العدوانية الرعناء.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |