الجنوب العراقي من أكثر المدن بهجة وإستثمار حيوي من خلال الوضع الجغرافي الذي يتمتع به من أنهار تشق طريقها اليه ونخيل وأشجار كثيرة ونقاء الاجواء الصحية وكأن الزائر لمناطق جنوب العراق لاول مره يخيل أنه دخل في جنة لا يكتنفها الشك ناهيك عن بساطة أهله وسخاءهم المبهر وإحساسهم المتين والعميق بوطنيتهم وللارض التي تولدوا فيها فهناك عشق حقيقي مفعم بالحيوية والنشاط بين أبناء الجنوب وبين البيئة وهناك إرتباط عميق للاصالة العربية العريقة .

فما إن إستولى حزب البعث على السلطه في العراق حتى تغير وضع جنوب العراق من خلال المآسي التي واجهها الجنوب من قبل صدام وأعوانه فقد غير صدام معالم الحضارة سرق نخيلها جفف أهوارها قتل رجالها قمع أنتفاضتها جعلها مقبرة من المقابر الجماعية التي أرتكبها طيلة بقائه في السلطة فلم ولن يهنأ أهالي الجنوب طيلة الحقبة المنصرمة فقد همـش أهالي الجنوب وأبعدوا عن تحقيق دورهم في الحياة السياسية والأجتماعية .

أما وقد وصل العراق الى مرحلة الديمقراطية وحرية الفكر والرأي بعد الإطاحة بنظام البعث وصدام وشهد العراق جمل من محطات التغيـير السياسي وآن الأوان الى أبناء الجنوب أن يأخذوا حقهم وإستحقاقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم من خلال الحصول على الفيدرالية التي يطمح اليها إبن الجنوب كما يطمح اليها أبن كردستان فهذا إستحقاق قبل أن يكون مطلب ولا أحد يستطيع أقصاء هذا الإستحقاق مهما كانت صفته ومسؤوليته سواء على مستوى قيادات عراقية أو احزاب .

أذا كنا ننادي بالديمقراطية فهذا استحقاق لا يمكن الفصل بينه وبين مباديء الديمقراطية الحديثة وهناك التمثيل الشعبي المتمثل بالجمعية الوطنية التي تنادي بهذا الحق المطلوب لابناء جنوب العراق فقد عاش جنوب العراق تحت السلطة المركزية أعواماً وأعوام دون تمثيل حقيقي لهم فكان من يحكم أبناء الجنوب لا ينتمون الى جنوب العراق أصلاً فكيف يكون هناك توافق بين من يؤدي دوره في مصير أغلبية لا ينتمي اليها لا بأرض ولا بصفة مطلقة وكيف يعرف حقيقة مطالب وأحساس الجماهير التي تنتمي الى صفتها وأرضها فيجب أن يكون التمثيل من أبناء الجنوب أنفسهم لامور منها تخفبف من السلطة المركزية وتوزيعها على الجماهير التي يكون مطلبهم الفيدرالية.

الاستفادة من الثروات الموجوده في الجنوب وتوزيعها على أهالي الجنوب أنفسهم وكذلك إشراك جميع مكونات المجتمع بالادارة فهذا مطلب حقيقي لابناء الجنوب ولا تنازل عنه مهما كانت الظروف وفي حال عدم حصول فيدرالية الجنوب فسوف لن يكون هناك توافق بين السلطة المركزية وجنوب العراق مما يؤدي الى إنشاء حالة من التمرد تعصف بالعراق في جنوبة لانهم ليس لديهم أي شيء يفقدونه أكثر مما فقدوه وحل بهم فالذي يرفض مثل هكذا مطالب فليضع نفسه في تصدي لتمرد هو في غنى عنه مازلنا في حالة من الديمقراطية وإتاحة الفرص والمجالات لكل فرد في المجتمع وحتى نكون وصلنا الى مرحلة متقدمة من التعدد الديموغرافي في البلد وإعطاء كل ذي حق حقه لكي نأمن شرور إعتداءات الارهاب المنظم الذي يتربص بنا الدوائر ويكيد لنا ما حمله من أحقاد مازالت تعصف بأرض العراق هالة من العف الذي مرة يسمي نفسه مقــاومه ومره أخرى جهــاد وتتعدد التسميات والمحصلة واحدة هي قتل أبناء الشعب الواحد .