تغييب الكورد الفيليين وصمة عار على جبين الدستورالجديد  

فيروز حاتم

feyruz67@yahoo.com

 يبدو أن من يدعون تمثيلنا في الجمعية العمومية الموقرة ولأنشغالهم الدائم بقضايا الشريحة وإحقاق حقوقها والدفاع المستميت عنها في جلساتها اليومية، وما يقومون به من جهود مضنية وحثيثة لوضع حد لمعاناة اهلنا المهجرين قسرا والذين لازالوا بأنتظار تحقق ما وعدوهم به من خلال قوائمهم وائتلافاتهم وأحزابهم التي كان لها الفضل الكبير في وصولهم الى اروقة المجلس الوطني الموقر ، لم يلاحظوا أو حتى يطلعوا على مسودة الدستور الجديد المطروحة في الصحف ووسائل الاعلام ، وما جاء فيها من إهانة للفيليين ،أكبر من إهانة النظام البائد لهم .
إن ما يجري في العراق من أحداث يجعلنا في حيرة من امرنا في الرد على الشاعر الشعبي الذي يظهر يوميا على شاشة الفيحاء الفضائية ويتساءل بسخرية:
( طاح لو بعده الصنم ؟؟؟ خاف ما طاح الصنم ؟!!!!) واليوم نقولها له بملئ الفم : (لا والله أبد ما طاح الصنم ). وصنم الشاعر كان واحدا بلا منازع واليوم جاءت أصنام بأحجام واشكال متعددة، ولكل أتباعه وشيعته ..
أسترعي انتباهكم ايها الفيلية الافاضل لنقطتين هامتين تخص قضيتنا :
الاولى مكتوبة في مسودة الدستور والاخرى مسموعة ومرئية . فإن تكرمتم واطلعتم عليهما أعلنوا لأبناء جلدتكم موقفكم ولو لمرة وبكل شجاعة ودونما أي ملاحظات أوتحفظات. لأن التاريخ ودماء شهدائنا لن يغفرا لكم ولأي كان ألاستهانة بحقوقنا ومطالبنا .

النقطة الاولى
جاءت في المادة الثالثةمن مسودة الدستور المطروحة للمناقشة و الذي وضعه ممثلو شعب العراق برغبته وإرادة الله لإقامة العدل على أسس راسخة لضمان حق كل انسان ومواطن دون رهبة أو تحيز طبقاً لمبدأ سيادة القانون وضمان الحريات الاساسية و التمتع بها في ظل دولة المؤسسات و......
(( المادة الثالثة: يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيستين هما العربية والكردية ومن قوميات أساسية(قومية أساسية) هي التركمانية والكلدانية والآشورية والسريانية والأرمنية والشبك و(الفرس) ومن ايزيدية وصابئة مندائيين، يتساوون كلهم في حقوق وواجبات المواطنة)).
النقطة الثانية
تصريح عجيب للسيد الشيخ همام حمودي رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بكتابة الدستور جاء من خلال رده على سؤال وجه اليه من قبل احد الصحفيين في مؤتمر لأعضاء من لجنة كتابة الدستور ونقلته فضائية العراقية أمس الاربعاء الساعة الواحدة بتوقيت لندن (الرابعة عصرا بتوقيت بغداد ) وكان السؤال :
ما المقصود بالقومية الفارسية الذي يراد تضمينها في الدستور؟ فكان جواب الشيخ همام حمودي كالآتي:
((لقد قام النظام الصدامي بتهجير كثيرمن الناس بحجة تبعيتهم الايرانية كالأكراد الفيلية كما ان محمد مهدي الجواهري هو من اصل فارسي وطه باقر الشخصية والعلامة المعروف, وهنا امامنا عمارة البهبهاني وأحذية باتا وأحذية الشاكري, كما ان النظام هجر كافة اعضاء غرفة تجارة بغدادا )).
لسنا هنا بصدد بيان التناقض اللغوي والقانوني الواضح في المادة الثالثةمن مسودة الدستور. فقد تم ذكرها في ملاحظات الحزب الكوردي الفيلي العراقي على المسودة في الفقرة الثامنة . إذ لا تجد هناك تمييز بين القومية والدين والمذهب . وينسلخ الايزديون والشبك من قوميتهم الكورديةليصبحوا قومية اساسية الى جانب القوميات الاخرى ويبقى الفيليون( على العهد باقون وإلى الابد مهمشون). رغم تطابق حالتهم مع الشبك والايزديين ورغم الفارق العددي الواضح .
إننا لسنا ممن يستهان به بهذه الطريقة المخزية. فالفيليون أسمى من أن يكونوا هدفا للمزايدات الرخيصة والصفقات المشبوهة للاخرين.
وأما ذكر الفارسية كقومية في نفس المادة و تفسير( من هم المقصودون بها) ؟؟ في الفقرة الثانية من قبل البعض ومنهم الشيخ الجليل همام حمودي بأن الفيليين والمسفرين الى ايران والعائدين فيما بعد،هم المقصودون بها، أشد وقعا من سابقتها.إذ بناء عليه يجب اضافة قوميات اخرى ك(الانجليزية) مثلا حيث أن غالبية العائدين الى العراق بعد التحرير من امريكا وبرطانيا وسائر المنافي (على ظهر الدبابات) كما يسمونهم ، من حملة الجنسيات الاجنبية ولا يتكلمون باللغة الانجليزية فحسب، وربما أولادهم لا يجيدون العربية. وحتى القوات المتعددة الجنسيات نفسها، بما انه لا يوجد سقف زمني لرحيلها عن العراق ، وقد يستمر بقاؤها بفضل الارهاب المتفشي لسنين طوال يجبرها على التجنس، يجب أن تجد في الدستور العراقي الجديد ما يثبت شرعيتها .

إن تسمية الكورد الفيلية بالفرس، أبشع من وصف الدكتاتور المقبور بكل تفاهته لهم . فهو لم يتجرأ على تسميتهم بالفرس،وإنما وصفهم بالتبعية الايرانية. إذ أن ايران بلد متعدد القوميات. والفارسية إحدى قومياتها الى جانب الكوردية والعربية والتركية والبلوجيةو...
والذي يثير استغرابنا هو هذا التناقض الواضح والمشهود . فهم من جهة لا يذكرون الكورد الفيلية في المادة الثالثة بأعتبار أن اللفظ الاول من الاسم يحمل إنتمائهم القومي الكوردي، ويأتون على ذكرهم كمثال لتفسير القومية (الفارسية ) في تصريحاتهم من جهة أخرى . فكيف يمكن جمع هذين النقيضين ؟؟؟؟؟؟؟؟
(كوردي فيلي = فارسي)
إن كانوا ينعتوننا بالفرس لولائنا وإنتمائنا لمكتب آل البيت (عليهم السلام) فهذا فخر لنا ما بعده فخر. ولكن الإشكال حتى هنا يطرح نفسه. إذ سيشمل هذا التعريف كل شيعة العراق العرب الذين وصفهم مملوك الاردن ومن هم على شاكلته بالهلال الشيعي الفارسي وحذر من خطورة هذا الهلال. ولم يقبل عرب العراق بهذه التسمية ورفضوها جملة وتفصيلا كونهم عربا ويعتزون بعروبتهم الى جانب اعتزازهم بانتمائهم المذهبي لأهل البيت (ع) .
فكيف نقبل نحن الكورد الشيعة ما رفض العرب الشيعة قبوله ؟؟؟ولا أعتقد أن ذاكرة العراقيين قد نسيت مواكب العزاء الحسينية للاكراد الفيلية!!! فهل يا ترى يذكر أحدهم أنها كانت تسمى (مواكب العزاء الحسينية للفرس الفيلية) ؟؟؟
لذا نتوجه لكل القوى الوطنية الخيرة أحزابا سياسية وشخصيات ومنظمات المجتمع المدني ولجنة دعم اليمقراطية وأانصارها والمثقفين والسياسيين و كل الخيرين من أبناء العراق بالوقوف الى جانبنا ورفض إلغاء الكورد الفيليين من الدستور العراقي الجديد ... 
 

 فيروز حاتم 
29/7/2005 
عضو المكتب السياسي للحزب الكوردي الفيلي العراقي 
عضو رابطة المرأة الفيلية للحزب
عضو جمعية المرأة الفيلية

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com