عودة الطيور المهاجرة .. الفصل السابع

انقلاب 14 تمـوز جولاي 1958 وعقابيله *

 

بروفيسور دكتور عبد الإله الصائغ

مشيغن / الولايات المتحدة الاميركية

يا باحثاً عني ليقتُلَني!!                سترى بأني كنتُ مقتولا
يا من بشمت وعثت في وطني!!           أتخال كلَّ الطير مأكولا

ومضيت تطلب موئل العفن          فحسبت كل مجلبب غولا
 
ياميتاً يمشي بلا كفن!!                 مازلت لِلْأَذْقانِ مغلولا
لنْ تَبْلُغَنْ شأو
اً فكل دني!!              رغم الصحاب يظل معزولا

غن وإن حابوك بالمنن                لكنَّ أغنيتي هيَ الأولى 1

استبدت بضيفنا الثقيل عبد ابو دراغ لذاذة الحديث تلك الليلة! فشرح لنا مشاهداته عن الساعة الأخيرة من حياة العائلة المالكة العراقية! كانت التفاصيل التي تتطاير رذاذا من فمه المخمور تنبيء ان العائلة المالكة البائسة ليست سوى كيان واه ولعله أوهى من بيت العنكبوت! وطال باله وحديثه قبالة طول بالنا واسئلتنا! فقد استطاع ان يصف لنا بدقة عالية مشاهداته المروعة حتى تهيأ لنا اننا بدأنا نرى معه الذي رآه ونصغي الى هدير الرصاص الغادر الذي صليت به العائلة الملكية مع حشرجات الاحتظار! وهو على اي حال شيء كارثي وفضيع لايقدم عليه اي انسان فكيف بمن يدعي الحضارة ويتبنى الحرية! وبت اتخيل العائلة لحظة صليها برشقات الموت بينا بامرني ينظر الى ماحدث بتشف! العائلة وهي تضع اعينها بعيني حارسها غير الأمين طه بامرني وتقول له (حتى انت يابامرني) حتى انت يامن اعتددناه ولد العائلة فكان يفطر ويتغدى ويتعشى مع الاميرات حين يكون الملك وخاله غائبين! مهما كانت الاسباب فللخيانة مذاق واحد ولعنة واحدة!! ويمكنني الآن القول ان ابو دراغ لم يضف كثيرا عن الصور التي باعها للمصور النجفي نوري الفلوجي! وقد بدا لي ان حديثه وقـر وكأنه هوامش سمعية حركية على صور مرئية سكونية! لكن والدتي الزرقاء وجدتي جلوة (رحمهما الله) وبقية العائلة كانوا مصغين بكل جوارحهم فما يقوله ابو دراغ لايمكن ان يحصل في اي بلد سوى العراق! انه ابعد من الخيال وأعمق من الفجيعة! هل كان عبد ابو دراغ يبالغ? قد ولكن ما جاء على السنة قادة 14تموز 1958 يؤكد ان العائلة المالكة عانت من غدر لئيم وبخاصة من حراسها والمسؤولين عن حمايتها! وإذا كان قصر الرحاب بيتا بسيطا للعائلة المالكة فقد اضحى بعد قتل سكانه غيلة وخرابه نكاية! اضحى سجناً مروعاً للنهاية فشهد نهايات اشرف الزعماء العراقيين جنبا الى جنب مع طلاب الكرسي وتلامذة اشعب! بل وشهد نهاية عدد من قادة تموز الذين رقصوا طربا لمنظر دماء العائلة المالكة المسكينة! فكأنه اصبح لعنة على اللحظة التاريخية التي اسلمته للغوغاء ومحترفي الجريمة! كان الملك فيصل الثاني يعيش مع والدته الملكة عالية فلما ماتت في الخمسينات انتقل الى قصر الرحاب حيث يقيم خاله الأمير عبد الإله بن علي! قالت الزرقاء متحسرة ليته بقي في قصره بعيدا عن الرحاب لكان تجنب هذه النهاية المؤلمة! عندها التفت عبد ابو دراغ اليَّ وقال سيدنا والدتك لايهمها مصير عبد الإله الوصي! فقط هي مهتمة بالملك فيصل الثاني! فلم اشأ التعليق على سؤاله فقد تمنيت في سري ان يكف عن السرد الدقيق لأن الوالدة كانت تبكي وتنشج مع امها جلوة على مآل العائلة الهاشمية! فهما تحبان بكل جوارحهما الملك وعياله! وكان والدي السيد علي الصائغ قد ادخل في روعهما ان الملك من اقاربنا المقربين! فهل كان والدي مصدقا بهذه النكتة? اما والدتي وجدتي فكانتا مصدقتين تماما! نهض ابو دراغ كما لو كان مكلفا بتمثيل دور ما على مسرح هول البيت! اشار الى مانحن فيه وهو الهول الكبير! فقال افرضوا ان هذا الهول هو قصر الرحاب (فارتعدت والدتي من شؤم التشبيه وسمعتها تقرأ المعوذات وتنفث بعد كل معوذة لكن عبد ابو دراغ لايعبأ حين يستشيط حماسه! وأكمل جملته : وتلك الحديقة واشار بيده الى حديقة بيتنا! تلك الحديقة هي الحديقة الأمامية لقصر الرحاب! كانت احدى الدبابات قد قصفت غرف النوم والمعيشة في قصر الرحاب فشبت الحرائق وتدافع الدخان واللهب من النوافذ والأبواب مما اضطر العائلة المالكة الى اليأس القاتم وطلبوا التفاوض على عجل مع العسكريين لكي يستسلموا مقابل حمايتهم وبعد ان حصلت العائلة المالكة على وعد شرف وعهد امان بالمحافظة على حياتها وممتلكاتها من العسكر الهائج خرجت العائلة المالكة من داخل القصر باتجاه الباب الفاصل بين القصر والحديقة وكانت القوة العسكرية متمركزة بين قصر الأميرة راجحة وقصر الرحاب! خرجت العائلة من باب المطبخ الاميرات والوصيفات كن في الصف الاول! كانت اكبر الاميرات تحمل المصحف مفتوحا وتضعه لضعفها فوق راسها بينما يكون الصف الثاني متكونا من الامير عبد الإله والى جانبه ابن اخته فيصل الثاني وبعض الخدم وهناك صف ثالث فيه سيدة واحدة لعلها الاميرة شذى ابنة شيخ ربيعة وهي زوجة عبد الإله وكانت كأنها تتخفى بين الاغصان! ربما الاميرة شذى تلقت اشارة من احد الضباط بالتريث في المشي! العائلة في الصف الاول والملك وخاله في الصف الثاني! ولست متأكدا من منهما كان يحمل قطعة قماش بيضاء الملك او خاله! لقد رسم العسكريون للعائلة خط الخروج فالتزمت به العائلة بدقة شديدة ولما اقتربت العائلة من الحوض المشؤوم الذي كان يوما ما نافورة تخلب الانظار في منتصف الطريق بين دخيلة القصر والباب الخارجي لحديقة القصر! لاحظت ان عبد الاله كان يرتجف من الخوف بينما بدا فيصل الثاني شجاعا مستسلماً لقضاء الله وقدره!! فجأة وبلا مقدمات او مسوغات انهمر الرصاص الغادر الكثيف فسقط الجميع قتلى في الحال بينما جرحت الاميرة في الصف الثالث وكانت تئن فحملها احد الضباط من اقاربها وهرب بها! كان يشير ابو دراغ بيده دون ان يستشعر اي حزن أو أسف على العائلة التي كان يرتبط معها بعلاقات مبهمة! ... بعض المشاعر لا تهتز لأي مصيبة اما مشاعر عبد ابو دراغ فكانت هكذا! والغريب ان وصفه كان مقاربا للمعلومات التي تكلمت فيما بعد عن مصير العائلة المالكة! .............................

كان الفراش قد اعد للرجال في سطيحة الدار الكبير بيت الزرقاء بينما اعد الفراش للنساء في سطيحة البيت الصغير بيت بدرية! وما إن وضعنا رؤوسناعلى الوسادة حتى غرقنا في نوم عميق جدا! وقد تعرضت لأحلام كابوسية تلك الليلة بسبب المشاهد الدموية التي برع في تصويرها عبد ابو دراغ!استيقظت في الصباح فوجدت الشيخ عبد ابو دراغ قد غادر البيت ونحن نائمون ونحن معتادون على ان ابودراغ ينام متأخرا ويستيقظ مبكرا فكل انسان قاتل ومطلوب ثأرا لا يغفو له جفن فقد يأتيه الموت من خلال الماء والهواء! استيقظت واخذت الدوش وحين شاهدتني الزرقاء متباطئا في تناول افطاري قالت لي ان صديقك الكوفي عبد الوهاب البكاء وآخر معه من الكوفة ايضا ينتظران في غرفة الأستقبال وأردفت الوالدة كلا مها بـ : البكاء كما قال لي لديه شغل معك خاص ومستعجل! تناولت افطاري على عجل ودخلت عليهما مرحبا مهليا مصافحا! كان الآخر الصديق البعثي المعروف صاحب الرماحي (قتله عبد السلام عارف بعد 18 تشرين 1963) وعلمت منهما ان الزعيم عبد الكريم قاسم خصص يوم الجمعة الساعة 10 صباحا موعدا لاستقبال اهل النجف داخل وزارة الدفاع وفي السادسة من صبيحة بعد غد ستنطلق السيارات الخشبية الكبيرة المصنوعة هياكلها في معامل النجف! فالطرق مزدحمة ولابد ان نحسب للتأخير حسابا! فقلت له هل ان الزعيم خصص اليوم لكم للبعثين مثلا? فأنا لست بعثيا كما تعلمون! فأجابني صاحب الرماحي الأبيض النحيل ذو العنق الطويل والحنجرة البارزة والتمتمة في احيان كثيرة! وعادة المرحوم صاحب هي ان يقول ما حقه نصف دقيقة بنصف ساعة وذلك ما يضايقني حقا! اجابني : عيني صايغ ترة كل الجماعة مبلغون! الشيوعيون والاستقلاليون والمستقلون ورجال الحوزة فسألته برما : ولماذا ابلغ انا من قبلكم مثلا?؟ فقال عبد الوهاب البكاء : شنو قضيتك عبد الإله مو انته صديقي وصديق صاحب?؟ مو احنه نسبح سوية? بعدين الشيوعيون مبلغون ليش ما بلغوك? فقلت له وانا لست شيوعيا ولكنني صديقهم! كنت في العهد الملكي مسجونا بتهمة الشيوعية لكنني مستقل واميل بعواطفي الى حزب الاستقلال فإثنان من زعمائه هما المحاميان محمد صديق شنشل واحمد هادي الحبوبي ترافعا عني مجانا ودون ان اكلفهما! ثم التفت الى ضيفيَّ فوجدتهما يتهامسان والتذمر باد على وجهيهما فهما يتهيآن للخروج! فنهضت لاصافحهما ووضعت على وجهي تعابير الرضا وقلت لهما بحميمية موافق ولسوف انطلق يوم الجمعة مبكرا واقف حيث تمر السيارات! سانتظر اية سيارة على شارع الكوفة نجف لتحملني مع الجميع الى بغداد! ونهضا وشيعتهما الى باب الدار! ... وكنت مدعوا على الغداء عند سماحة الشيخ حسن الخنيزي القطيفي (جارنا بيتا لبيت) 2 وهو زوج السيدة ملوك خضر القزويني ابنة كبير خطباء المنبر الحسيني في النجف السيد خضر القزويني وشقيقة المطرب الحبيب ياس الخضر وشقيقة السيدة ام لطيف زوجة آية الله العظمى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء! وهما الشيخ وزوجته يسمياني السيد ويعجبان بحافظتي للشعر والتاريخ! وانا احبهما جدا بحيث استثارت محبتهما لي ومحبتي لهما حساسية الزرقاء! ارتديت الثوب السعودي الذي اهداه لي الشيخ القطيفي! وصففت شعري جيدا ووضعت الجاكيت الاسود فوق كتفي وبيدي مسبحة كهرب ثمينة اهداها لي الأستاذ محمدحسين القزويني شقيق ام عماد وشقيق المطرب ياس الخضر! جارتنا السيدة الفاضلة ام عماد فنانة كبيرة في طهي الطعام فهي تدمج خبرتها كنجفية وخبرتها المستقاة من الايرانيين المقيمين في النجف! القيمة والمسمى والفسنجون والسبيناغ! اذا مررت على الشارع الذي فيه بيت ام عماد فلسوف يتناهى الى رئتيك قبل منخريك شميم الطبخ الباذخ! كنت اتناول طعامي مسرورا واعلق على كل صنف من الطعام! بل كنا نستغرق في الضحك ونتبادل النكات المهذبة لأتفه شيء! وفي مثل هذا السرور الغامر دقت الزرقاء العظيمة علينا الحائط ثلاث دقات وهي شفرة معناها تعال يا عبد الإله فورا فثمة امر مهم يستدعي حضورك! لم اعط الطرقات الثلاث كبير اهتمام فأنا مندمج مع هذه الاسرة الجميلة! ثم تكررت الطرقات الثلاث مرات ومرات ولما لم استجب لها طرقت الزرقاء الباب وقالت لي بلهجة موبخة : شنو انته تنسه نفسك لما تاكل لو تسولف! تعال عندك خطار من النجف! فاضطررت الى مغادرة قصر الخنيزي (اهل الكوفة يطلقون عليه قصرا!!) وانا خجل لأن الوالدة لم تسلم على الشيخ الجليل ولا على صديقتها القديمة مما يؤكد لهما ان الوالدة ليست مرتاحة لصداقتهم لي! وما إن دخلت البيت حتى نهض الصديقان النجفيان حمودي المقرم 3وهادي الجمالي وهما قوميان كانا اقرب اليَّ من وهاب البكاء وصاحب الرماحي!! وصافحاني وعانقاني ثم اوصياني ان انتظر سيارتهما فقط لأنهما سيحملان معهما طعاما يكفي ثلاثتنا (المقرم والجمالي والصائغ) فوافقت وانصرفا ليسبحا في الشط ولمن لا يدري فإن الكوفة مصيف النجفيين في شهور الصيف!لم يلبثا معي سوى دقائق فهل ارجع الى بيت الشيخ الخنيزي ام التحق بصديقي للسباحة معهما?؟ ....

الجمعة الساعة السادسة صباحا كنت واقفا على درب قافلة السيارات النجفية! وصعدت في السيارة التي تقل هادي الجمالي وحمودي المقرم! وكان معي شقيقي الصغير الرائع محمد الصائغ! لقد بذلت كثيرا من الجهد لكي اقنع الزرقاء بالموافقة على سفر اخي محمد معي! هي تخاف عليه لانه صغير ولأنه آخر العنقود وتظن انني سوف انساه في بغداد فإما ان يضيع وهذه مصيبة او تدوسه الأرجل وهذه مصيبة المصائب! اقسمت لها بأغلظ الأيمان ان لاخطر على محمد ووافقت بعد لأي وأين!! صعدنا السيارة ورحب بنا الموجودون واتذكر من الكوفة السيد علي القصير والسيد علي الياسري وجاسم حكومة وزكي سعيد فضل ومن النجف عبد الرزاق الحلي وصادق الحبوبي ومهدي محسن بحر وعلاوي منصور بين قوسين معظم من في السيارة بين حزبي استقلالي وبين مستقل! كان الطريق جميلا فالنفوس عطشى للفرح والأغاني تدعو للسلام والمحبة والوحدة!مررنا بمدينة نبي الله ذي الكفل فاستقبلتنا وفود المحبة ورشقتنا بالورد والملبس!! ووزعوا علينا تين الكفل الأبيض وحين وصلنا الى مدينة الحلة الفيحاء استقبلنا اهلها باللافتات والورد والشوكلاتا! بل ووزعوا علينا الرغيف والبيض المسلوق والشاي على انه افطارجماهير الحلة كانت شيوعية الولاء فيخاطبوننا اهلا رفاق حسن عوينه والشبيبي! وكم شعرت بفرح طاغ لهذه التعبيرات الفطرية المقدسة وكم تمنيت ان تدوم الى الابد ....... ولكن!!! واخيرا قررنا ان لانقف لا في مدينة الحصوة التي طالما وضع المشاغبون نقطة فوق حاء الأولى (الحصوة ترحب بكم) ولا في مدينة المحمودية ولا في اية مدينة اخرى خشية ان يقهرنا الوقت فقد انفقنا في ذي الكفل وبابل قرابة الساعتين ونحن نرقص مع الجماهير ونتظاهر! وخشينا ان نتأخر عن الميقات! عموما وصلنا بغداد العاصمة وكان الناس يصطفون على جانبي الطريق ويحملون اللافتات ويصفقون لنا نحن اهالي النجف المعروفة بمناضليها الأسطوريين! وحاولوا ايقافنا لكي نرقص معا ونشاركهم الفرح الا ان هادي الجمالي وهو قائد القافلة قال للسائق ارجوك لا تقف! واصل السير الى وزارة الدفاع لو سمحت! واعترض السيد صادق الحبوبي وهو طيب القلب فيه لوثة ونهـر السائق وقال له : لتسمع كلام هادي تره دورات ايعجبه يتكشخ علينا! لم نرض على تعليق السيد صادق لأننا نعرف كياسة الأستاذ هادي الجمالي ورجاحة عقله! ووصلنا ساحة الميدان وكانت الساحة جديدة تقع في مدخل شارع الرشيد بعد ان تم تهديم زقاقي الصابونجية وكَوكَـ نزر وكان الزقاقان خاصين بشؤون البغاء المجاز رسميا ولا ندري لماذا يتم تهديم هذين الزقاقين بينما يتم الحفاظ على زقاقي جديد حسن باشا والحيدر خانة الخلفي! وهذان الزقاقان مبتليان ببيوت الدعارة شأنهما شأن الصابونجية وكَوكَـ نزر?؟!! وقفت السيارات وكان عددها ستاً الى جانب عدد كبير من سيارات الوفود الأخرى! وترجلنا وتم ترتيبنا بهيئة جوقات (جوكَات) فلدينا نحن المشاهدة خبرة ممتازة في فن التجويكَـ قبسناها من عزيات شهر المحرم وبخاصة في العاشوراء الاولى منه! وسرنا خفافا وثقالا نحو وزارة الدفاع وقبل ان نصلها بخمسين مترا خرج موكب عبد السلام عارف من وزارة الدفاع فقرأ اللافتات : وفود مدينة النجف الأشرف تبارك الزعيم عبد الكريم قاسم بثورة 14 تموز الخالدة! ولا ندري لماذا اختزل المشرفون على اليافطات اسم عبد السلام عارف! فحدج عارف الوفود النجفية بنظرة احتقار لا تغفلها العين! ثم اشار بيده علينا ان لا ندخل وزارة الدفاع قبل ان نستمع الى خطبته فينا ومن سيارة الجيب العسكرية وقف عبد السلام محمد عارف برتبته العسكرية واوسمته الكثيرة وبدأ خطبته ببسم الله الرحمن الرحيم وظنوا انهم مانعتهم حصونهم ... وتهيأ لي وانا اسمع خطبته المملة ان عبد السلام عارف الفلوجي يعيد فقرات من البيان الأول الذي قرأه بنفسه من دار الاذاعة العراقية! ثم واصل خطابه وكانت الكلمات تخرج من انفه ((.... ايتها الجماهير النجفية الباسلة يا ابناء علي بن ابي طالب والحسين بن علي! لقد قمنا بالثورة المباركة من اجلكم! وضحينا بأرواحنا كي تعيشوا محررين! ....يا ابناء النجف يا ابناء العروبة والاسلام والقومية العربية! باسم مجلس قيادة الثورة ارحب بكم اجمل ترحيب واقول لكم جمهوريتكم جمهورية عراقية عربية اشتراكية خاكية منكم واليكم!.. انني انقل اليكم تحيات رفاقي الضباط الأحرار الساهرين على مصالحكم وازف لكم البشرى العظيمة ان العراق سيلتحق فورا بدولة الجمهورية العربية المتحدة! ايها النجفيون ايها المواطنون لن يستطيع الخونة تأجيل موعد الوحدة العربية! جمهورية عربية عراقية اشتراكية ناصرية خاكية منكم واليكم ..)) وهالني ان عبد السلام عارف كان يهذي وربما لا يعرف ما يقول او ما سيترتب على قوله! بل كان الزبد الابيض السميك يغطي زاويتي فمه الواسع مثل فم زنجي ويتطاير في الفضاء ولم يمسح فمه بمنديل!بل لم ينبهه احد من حمايته ومريديه وما اكثرهم! بل هالني ان الاستاذ هادي الجمالي يهمس لعبد السلام عارف وهو ينظر في ساعته : سيادة العقيد عبد السلام عارف لدينا موعد مع سيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وقد تأخرنا عنه نصف ساعة! فنظر عارف الى الجمالي نظرة ازدراء وبان الزعل على وجهه! وامر السائق ان يغادر المكان! وكأن عبد السلام عارف قرر الهروب من الاهانة التي وجهها اليه هادي الجمالي! لأن عارف كان يتصرف وكأنه الزعيم الاول والأوحد وانه ذو جاذبية ضاغطة على الشارع وربما وقر في روعه ان الزعيم قاسم بدأ ينافسه حتى بين القوميين فالأستاذ هادي الجمالي كان قياديا في حزب الاستقلال 4 يقول له اي لعارف : نحن على موعد مع الزعيم! فمن هو الزعيم أن لم يكن عارف صديق القوميين هو الزعيم!! وهكذا تخلصنا من هذا الفضولي وكلنا شوق للقاء عبد الكريم قاسم! فتحركنا نحو وزارة الدفاع واخترقناها من الباب النظامي وكان الجيش يصطف على جانبي الباب وهم يصفقون لنا بمحبة لن نجدها بعد اليوم!ولن يفوتني ان اذكر ان لحمة باقية معلقة على مسمار مدخل وزارة الدفاع قيل لنا هذه شلو من جسم الوصي عبد الإله ففي هذا المسمار نفسه علقت جثة احد العقداء الخمسة من زعماء حركة مايس 1941!!  هانحن تحت الشرفة في الطابق الثالث نهتف ونهزج ونصخب وان هي الا دقايق حتى طلع علينا الزعيم عبد الكريم قاسم : رافعا يده اليمنى محييا بطريقة جميلة وهو يرتدي بذلته العسكرية الجذابة التي يخالط اللون الكاكي فيها اللون الاحمر علامة الأركان! كانت هيبته والله فوق كل دهشة ووصف! فوجئت ان عبد الكريم قاسم صبوح الوجه رشيق الجسد جريء الجنان طليق اللسان! خلافا لفكرتي عنه التي استقيتها من الصور التي التقطها له صديقاي الصحفيان عبد الرضا النجم (عراقي يقطن السماوة الآن) واسماعيل الربيعي (سوري لا اعرف اين صفا به الدهر) وكان يبدو في صورهما قبيحا مذعورا منحني الظهر مغيب السمت! رأيت الزعيم عبد الكريم قاسم بعيني هاتين وكان جميلا جدا احمر الوجه صارم الملامح ومع انني قلت ان قاسم جريء الجنان لكنني اقسم انه كان خجولا يستحي من الهتاف باسمه ومن مئات الصور التي يحملها المتظاهرون! له ولعبد الناصر! ودخل خلفه المحامي محمد صديق شنشل وكان شنشل باسقاً وسيما في الخمسينات من عمره وعلى جوانبي اذنه ثمة شيب بينا ارتدى بدلة زرقاء متوهجة فكان في منتهى الاناقة ووقف الى يسار الزعيم وخلف الزعيم عدد من الضباط لم اتبينهم! أهم حمايته ام الضباط الاحرار! صديق شنشل كان يسلم على اهالي النجف من وراء الزعيم فلديه فرع لمكتبه يديره شريكه في المهنة ورفيقه في العقيدة المحامي الأستاذ احمد الحبوبي! فصفقنا لشنشل الذي رفع يديه عاليا وشبكهما كدعوة الى وحدة الصف الجماهيري حين سمع هتافات تنتصر لقاسم وهتافات اخرى تنتصر لجمال عبد الناصر! ثم وضع شنشل يديه على صدره بموضع القلب! اما الزعيم قاسم فلم يتضايق من تصرفات شنشل مع ان شنشل كان يخاطب القوميين وليس من الصواب ان يتحدث مع الجماهير من خلف قاسم ودون استئذان منه! وبدأ قاسم الرائع كلمته التاريخية (ايها النجفيون الشرفاء انني ارى في سواعدكم قوة كبيرة تحمي وجود الجمهورية العراقية الخالدة! ان رفاقي الضباط الأحرار وزملائي الوزراء حملوني امانة نقل تحياتهم لكم ولعلمائكم العظام واقول لكم اننا لن ننسى نضال اهالي النجف! فقد اضعفتم بنضالكم السلطة الملكية الغاشمة مما سهل علينا توجيه الضربة لهم في الصميم! ايها العراقيون الشرفاء عهد الله علي وعلى رفاقي وزملائي ان نوفي معكم العهد وان لايغفو لنا جفن ويطيب لنا طعام ما لم ننصف المظلوم ونعوض المتضرر ونبني البيوت لأبناء شعبنا العظيم ولن نغفل شريحة عراقية فالكل سواسية امام ابنائكم الثوار! سكان المدن والارياف والصحاري! ايها العراقيون الشرفاء ان عبد الكريم قاسم ابن لكل العراقيين دون استثناء ومن حقكم بعد اليوم ان تحاسبوننا دون خوف او مجاملة! سيظل العراق جمهورية خالدة من شماله الى جنوبه ومن غربه حتى شرقه وليخسأ الخونة ولتقطع اياديهم التي تمتد الينا في الظلام .............) 5 انتهى الخطاب وتفرقت الجموع وقيل لنا ان مشادة حدثت بين النجفيين على من يمثل النجف لمقابلة الزعيم الذي طلب ان يجتمع بممثلي النجف او ممثلي المتظاهرين على اقل تقدير لكنني لم ار شيئا من هذا عدد الساعات التي امضيتها مع المتظاهرين! حين خرجت من وزارة الدفاع تمنيت لو سمح لي بالتقاط صورة تذكارية مع قاسم فقد كان يطل من الطابق الثالث بينا استطعت ان التقط صورة مع عبد السلام عارف التقطها لي شخص يسمى ابو خالد وقد علمت فيما بعد انه صار مرموقا في النجف بحيث اطلق اسمه على احد احياء النجف الجديدة! الغريب انني نسيت اخي الصغير محمد الصائغ وقد اقسمت للوالدة الزرقاء انني سأحافظ عليه وامسكه بيدي! طيب ما العمل? هرولت لكي الحق بالسيارة التي جئت بها فدخلت زقاقا مقابلا لوزارة الدفاع طويلا جدا تهيأ لي انه لن ينتهي فقررت العودة من حيث اتيت ويبدو انني دخلت في زقاق مختلف عن الاول حين عودتي! وبعد مشي حوالي الساعة ادركت انني اضعت الطريق وانني سلكت دروبا يضيع فيها ابن بغداد!! وبعد عياط وشياط وشفاعة من قريش تبرع بغدادي يضع جراوية متميزة على رأسه بأن يدلني على ساحة الميدان وحيث تقف سيارات وفود اهالي النجف لكنه وبخني بطريقة مهذبة (إبني اذا انت متندل عجب طلعت وحيدك! ليش ما رجعت وي ربعك!) لم اجبه لأنني وبخت نفسي قبله مرات ومرات! واخيرا بعد ان مشينا طويلا بحيث سولت لي نفسي ان هذا البغدادي ربما يضمر لي السوء! لكنه اوصلني المكان نفسه بعد التي واللتيا! والمصادفة المرعبة اننا لم نجد اية سيارة فقد انطلقت السيارات لكي تصل النجف مبكرة وبعض (السرسرية) بتعبير اهل النجف لم يعودوا مع العائدين بل اتفقوا فيما بينهم لكي يذهبوا الى علاوي الحلة ويشربوا العرق المستكي ابو الصطعش ولسوف يطلبون مزة كثيرة تكفيهم مؤونة العشاء!! فإذا لعبت الخمرة في الرؤوس انطلقوا الى سنما بغداد او الرشيد او الحمراء او الوطني ..... الخ ويبدوا ان جماعتي في السيارة حين وجدوا اخي الصغير محمد ولم يجدوني ظنوا انني ذهبت مع السرسرية لكي اشرب واتمزمز واشاهد السينما!! وربما قالوا انني تركت اخي الصغير ولم اسأل عنه فقد انساني الشيطان حتى اخي محمد! لا لن اهتم بما يقوله الصحاب عني فانا كنت وما زلت لا ارسم لشخصيتي قداسة فتراني صديق المعممين مندمجا معهم! صديق العركَجية منسجما معهم! استطيع ان احب اشد الناس تدينا كما احب الشيوعي! لكنني احتقر التطرف في كل شيء! فقط سأحتمل الزرقاء وهي تقول لي (ها اشكَال بهلول? تيهت اخيك عبودي!!) وسأحتمل اهانات اخي الكبير السيد عبد الأمير الصائغ وسيقول لي (بهي بهي مناضلين آخر زمان! هو لو كل المناضلين مثلك يا أغبر جني جان الأستعمار هواية ارحم) لن احتج عليه مهما قال لأنني سركلت طباعه وعرفت عدوانيته معي التي بدأت منذ وعيت ومازالت مستمرة لكنني احبه فيدك منك وإن كانت شلاء! دارت هذه الخزعبلات في ضميري ولم انته منها إلا على صوت صاحبي البغدادي ابو الجراوية الذي بدأت اخاف منه واتمنى لو هربت عنه! قال لي متهكما : جماعتك عافوك طيب عندك فلوس? فأجبته ببراءة عندي ربع دينار كاغد! فضحك وهز يده وقال عمي ترة اجرة الأوتيل ربع دينار! لعد منين تاكل? منين تشرب? اشلون ترجع لاهلك? فقلت له كأنني استفزه : الله كريم! فقال على الفور اذن اتركك في امان الله وانصرف وكان يمشي بسرعة غير طبيعية بحيث اختفى عن عيني ولبثت وحيدا مع سذاجتي ولا اباليتي!! ما العمل? تذكرت عندها صديقة امي وقريبتها الحاجة ام ثابت? لكنني لا اعرف اسمها!! ولا اعرف اين تقيم تحديدا! نعم في علاوي الحلة مقابل مقهى المطرب ناصر حكيم قريبا من سينما الأزرملي (ازرملي نسبة الى ارض روم!!) فبدأت مشوار السؤال عن ام ثابت قبل ان يداهمني الليل فأبيت في الشارع! مرت بي امرأة بملامح هادئة عطوفة فأوقفتها وقلت لها (خالة عفية متندلين بيت ام ثابت?) فابتسمت المرأة كأنها تسمع مني نكته بايخة فعلقت (خيعونها الأمك عله هل خلفة! ام ثابت! مليون وحدة اسمها ام ثابت وليدي) فاستدركت وقلت لها (هيه ابعلاوي الحلة يم سينما الأزرملي كَبال كَهوة ناصر حكيم) فعدلت المرة لهجتها معي وقالت (خاله انته منين?) قلت لها آني سيد من النجف! فهشت وبشت فقالت ابو هاشم والنعم من اهل النجف اولاد علي والله! شسمك? فأجبتها عبد الإله! عندها قالت لي اتبعني اليوم ابخت جدك راح اتبات عدها وإذا ما اندلينة دربها راح ابيتك عندي عندي ابنية ابعمرك! وفي الطريق سألتني الحاجة : شنو اسم ابنها? قلت لها : موكَتلج ام ثابت! فقالت الحاجة يعني ابو ثابت منو? عندها تذكرت انها طليقة عباس الشوك فولدها ثابت عباس الشوك وهو شقيق متصرف بغداد عبود عباس الشوك! وهكذا اعتمدت على هذه الحاجة البغدادية الفاضلة ولم تشك تعبا ولا وصبا واوصلتني الى بيت المالكة الحاجة ام ابراهيم التي تحتل ام ثابت وابنتها الشابة (عهدذاك) غرفة واحدة من بيت ام ابراهيم! فأية مفارقة طليقة اثرى اثرياء بغداد تسكن في غرفة واحدة في منطقة شعبية لاتصلح سكنا للعوائل! استقبلتني فخرية التي تكبرني في السن قليلا وعانقتني كأنني شقيقها من امها وابيها وسألتني (لعد وين خالتي الزركَة?؟) فقلت لها اجيبك بعدين فأنا وحدي وشكرت المرأة التي جلست قليلا ثم وقبل ان تنصرف وضعت في جيبي شيئا وقالت لي لا تفتحه الآن إلا بعد ان اغادر البيت وباستني بيدي وقالت متضرعة آني ابدخل جدك سيدنا ابو هاشم ثم انصرفت مثل غيمة عطر!!?؟ وحين غادرت الحاجة الرائعة اكتشفت انها دست في جيبي نصف دينار عراقي وهو مبلغ كبير وقد اصبح لدي ثلاثة ارباع الدينار وهي تكفي بعد طرح مئة فلس منها اجور السيارة التي تعيدني الى النجف تكفي دخول السينما مرات ومرات لأن تذكرة

دخول السنما اربعون فلسا فقط!! اعطتني فخرية دشداشة خالها شقيق امها سائق الشاحنة ابراهيم وكانت مغسولة ومكوية! وقالت البسها سيد وآنه راح اخابر امي واخابر ثابت واسويلك عشه! اذا نعسان نام وانا اصحيك حين يجهز العشاء? اذا تريد اتروح للسينما انت حر المهم راحتك!! .............

 

البقية في الفصل الثامن من عودة الطيور المهاجرة

مشيغن المحروسة

الجمعة المباركة

أ. د. عبد الإله الصائغ

5 آب اوغست 2005 


* مساء الجمعة 1 جون حزيران 2005 التأم شمل الادباء والمثقفين في غرفة الكتاب والمثقفين العراقيين البالتاكية وكنت سعيدا باستقطاب هذه الروم المباركة لادباء ومثقفين عراقيين وعرب لهم مكانة جميلة في الافئدة والأجندة!... ثم استأذن سماحة العلامة الشيخ علي القطبي الحديث فكان له ما اراد , فأثنى على مذكراتي (عودة الطيور المهاجرة) اسلوبا ومعالجة وموضوعا إلا ان مايشينها الصراحة المغرقة التي تسيء الى العمل ..!! وربما سببت للصائغ او لاصدقائه او ذويه حرجا لامسوغ له! وتمنى عليَّ ان اخفف من لهجتي! ولم اشأ ان اعترض عليه لأن لدى هذا الشيخ منزلة في نفسي يعرفها هو كما اعرف منزلتي في نفسه وهي وجهة نظر مطروحة مألوفة في الاعتراضات على فن السيرة الذاتية! ثم تكلم بعده الأستاذ عباس سميسم فقال ان من حق الأديب بل من واجبه ان يكون صادقا وصريحا حين يكتب وحين يفكر! وأكد ان الصراحة المغرقة ينبغي ان تلامس كل فنون الكتابة وليست السيرة وحدها! بعدها تحدث الأستاذ جاسم المطير فأثنى على عودة الطيور المهاجرة وقال بلهجة صارمة إن اهم شرط لنجاح أي سيرة ذاتية هي صراحتها المتناهية جداَ وإلا انتفت الحاجة اليها! وقال المطير انه يتابع كتابات صديقه الصائغ منذ فترة مبكرة واثنى عليها . وكان ذلك مما دفع بي لنشر فصل عن السيرة الذاتية بوصفها جنسا ادبيا! في موقع عراق الكلمة الذي يشرف عليه الشاعر اسامة العقيلي وعدد من المواقع الصديقة .

* مساء السبت 2 جون حزيران 2005 هاتفتني من السويد الشاعرة وئام ملا سلمان واثنت على مذكراتي! وقالت ان ضحية السيد حسين السيد هلال السيد سلمان اسمه غنـي الدباغ وليس عبد الزهرة الدباغ وقالت ان لكل من المقتول والقاتل رحمهما الله بنتا جميلة واسمها هناء وهما صديقتاي جدا! إ. هـ السيدة وئام تعني بهناء ابنة المغفور له السيد حسين السيد سلمان الزكَرتي و هي ابنة اختي الكبرى ومعلمتي الأولى بدرية واسمها السيدة هناء السيد حسين! نشأت هناء وهي رضيعة في بيت الزرقاء فاصبحتُ صديقا لها وابا ومازلت وهي لاتطيق فراقي ولا فراق شقيقي دكتور محمد وكانت استاذتي بدرية الصائغ حين تجد تعلق هناء بي او بمحمد تقول وهي تكفكف دموعها (امشينة انروح نبع الماي نورد ولوما الشك الخال والد) ووعدت الشاعرة وئام ملا سلمان ان تكتب ذلك ليكون وثيقة في مذكراتي لكنها نسيت وعدها!! واخرت هذا الفصل بانتظار ماتكتبه وفق ما اخبرتني!! .

1 - عبد الإله الصائغ

2 – الشيخ حسن الخنيزي نور الله ثراه هو شقيق الكاتب المعروف عبد الله الخنيزي مؤلف كتاب ابو طالب مؤمن قريش الذي صادرته العائلة السعودية الوهابية الحاكمة وحكمت المؤلف بالإعدام ولم ينقذه من المصير المحتوم سوى شاه ايران محمد رضا بهلوي! والشيخ حسن هو والد الشاعر السعودي الكبير الاستاذ عبد الواحد رحمه الله وقد قتلت العائلة السعودية ولده الكبير الشيخ داوود بحجة انه شيوعي وكان الشيخ حسن امام القطيف ووكيل السيد محسن الحكيم! وصديق الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ولهذا تزوج شقيقة زوجة كاشف الغطاء فهما عديلان! وكان حلم الشيخ الرائع ان يموت في العراق ويدفن في النجف ولكنه مات ودفن في السعودية وبقيت مقبرته الفخمة شاغرة فاغرة!

 3 – شاب من حزب الاستقلال عالي التهذيب مات 1959 وهو طالب اعدادية مات بطريقة غامضة!

4 – اوجه السؤال الى صديق طفولتي الاستاذ امير السيد جواد الحلو عن مصير الأستاذ هادي الجمالي الذي اختفى فجأة بعيد انقلاب 14 تموز 1958

5- انتقيت سطور الخطبة من دفتر مذكراتي .

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com