|
ما بين العراق والكويت حمزة الشمخي
أن ما يجمع بين البلدين الشقيقين العراق والكويت ، أكثر مما يفرق بينهما ، حيث تربطهما علاقات أخوية تاريخية وطيدة وراسخة بين الشعبين الشقيقين عبر السنين ، والباقية الى الأبد بالرغم من تبدل وتغيير الأنظمة والحكام لأن علاقات الشعوب فيما بينها ، لا تحددها الحكومات والحكام في أي زمان ومكان ، بل يحددها وينميها ويطورها ، هي الشعوب نفسها ، صانعة علاقات التضامن والتعاون والتآخي فيما بينها أن التعامل بين الشقيقتين العراق والكويت ، له خصوصيته المتميزة ، من حيث الجوار والعلاقات الإجتماعية والعائلية المتشعبة والمتداخلة فيما بين الأسر العراقية والكويتية ، والتي لا يمكن تجاوزها والعبور فوقها ( بقرار حكومي أو سياسي ) ، كما أراد أن يفعل الدكتاتور السجين صدام في سنوات حكمه الأسود للعراق ومن المعروف أن كل القضايا والمشاكل الحدودية وما شابه ذلك بين البلدان المختلفة ، لا يمكن أن تحل وتعالج عبر وسائل الإعلام ، من خلال الخطابات العاطفية والشعارات الجوفاء والتهديدات العنجهية ، هذه اللغة ، التي أخرتنا عشرات السنين وأوصلتنا الى الحال الذي نحن فيه . أن مشاكل البلدان والشعوب ، يجب أن تحل من خلال المنظمات والمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية ، والتي بدورها تستند على كل المستندات والوثائق والمواثيق والإتفاقيات ، التي تم بموجبها التوصل لهذه القضية أو تلك ، بدلا من أن تلجأ الى لغة تهيج المشاعر وإستفزاز الغير ، دون اللجوء الى لغة الحكمة والسياسة والدبلوماسية والقوانين الدولية ، بإعتبارها صاحبة الفصل في حل المشاكل بين الدول والشعوب وإننا في العراق ما بعد الدكتاتورية الظالمة ، علينا أن لا نسمح لمن يريد أعادة دورة الزمن الى الوراء ، من خلال بعض الممارسات والسلوكيات ، التي تذكرنا بالرعونة السياسية والمهرجانات الحماسية للطاغية صدام وأزلامه ، والتي أدخلت شعبنا ووطننا في مآزق خطيرة ومدمرة نتيجة سياستها العدوانية إتجاه الشعب العراقي والجيران وإلا ماذا جنى شعبنا من حروب صدام وعدوانيته ، إتجاه الجارة إيران وغزو دولة الكويت الشقيقة ؟ ، غير الخسائر البشرية الكبيرة والمادية الهائلة والتدمير والخراب الإقتصادي والثقافي والإجتماعي والنفسي ... ، والتي لا زالت آثارها باقية ولا تمحى بهذه السهولة . أن للشقيقتين العراق والكويت ، تاريخ أخوي متين وراسخ ، ولا يمكن أن تزعزعه الرياح العابرة ، نتيجة لجهود الطيبين والمخلصين في كلا البلدين ، من أجل المزيد من العلاقات والتواصل والمحبة والسلام الدائم لخير الشعبين الشقيقين
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |