|
الحق كل الحق مع اهل السماوة النجباء صاحب مهدي الطاهر / هولندا
لاشك ان الاوضاع التي يمر بها العراق حاليا هي من الصعوبة والتعقيد ما يشيب منها الجنين في بطن امه ،الا ان من رام وصل الشمس حاك خيوطها، وان الثواب على قدر المشقة ،اذ ان حلم بناء عراق ديمقراطي تعددي حضاري يستحق كل هذه التضحيات الجسام ويستحق المزيد من الصبر والثبور حتى الوصول الى الهدف المنشود الذي هو اصبح قاب قوسين او دنى يكاد ان يلمس لمس اليد فهناك عمل سياسي حثيث ومتواصل تقوم به قوى عراقية مثقفة لها تطلعات غاية في التقدم والرقي مدعوم بشكل كبير من قبل المجتمع الدولي مصرة على انجاح التجربة العراقية الوليدة مهما كانت المعوقات والصعاب والتحديات التي تواجهها ،ولكن الطرق التي توصل الى هذه النتيجة بالتاكيد هي طرق عديدة ومتشعبة، وبما ان ضغط الاحداث وكثرة المعانات والتضحيات المصاحبة لهذه العملية يدفع بالمتصدين للعمل السياسي في العراق والذين تطوعوا لتحمل مسؤولياتهم الكبرى في هذه الظروف الاستثنائية ،ان يسلكوا اقصر الطرق واكثرها سلامة للوصول الى الهدف المرجو ،لان الدماء الطاهرة التي تراق على ارض العراق يوميا هي بمثابة النبع الصافي الذي يروي تلك الارض ليحيي ما فوقها وليحفظ ما تحتها الا انها كذلك تحدث اثرا في قلوب كل العراقيين الشرفاء فالماء الجاري فوق صخرة بصورة مستمرة ولفترة طويلة سيحدث اثرا ما عليها لن يمح وسيبقى شاخصا الى الابد لذا كان لزاما على من يقود سفينة العراق الجديد ان يرسو بها حيث الامن والاستقرار وباقل خسائر ممكنة ،اما تلك الشعارات والوعود التي ما زال يطلقها البعض فهي تبقى فارغة من محتواها ولن تسمن او تغني من جوع مالم يفرزه الواقع منها على انها موجوده بشكل حقائق ثابتة لا غبار عليها .قبل حوالي سنة ونصف من الان حاولت ان استشرق صفحة ناصعة مليئة بالتفاؤل والامل لما ستكون عليه مدينة السماوة حيث توقعت ان تصبح السماوة بمثابة دبي العراق في الستقبل المنظور ولا اقصد هنا انها ستصل الى مصاف المدن الراقية كمدينة دبي في غضون سنتين الا انني توقعت ان تحصل فيها عملية اعمار كبرى متميزة مقارنة بما سيحصل في مدن العراق الجنوبية الاخرى هذه النظرة التفاؤلية كانت مبنية على معطيات واقعية مستندة الى رؤية منطقية فالجميع يعرف ان مدينة السماوة هي المدينة الوحيدة التي لم تطالها اعمال الشغب او التخريب التي عصفت بباقي مدن الجنوب اذ حافضت على هدؤها واستقرارها على مدى السنتين المنصرمتين وبالتالي كان من المنطقي ان تكافئ هذه المحافظة بان تولى نصيبها الكبير من الاعمار والتنمية، الا ان الاحداث الاخيرة دلت بشكل لا لبس فيه على خطا هذه التوقعات بل اثبتت انها في تراجع مستمر وتردي خطير في الاوضاع الاجتماعية والخدمية .لم تكن مطاليب اهل السماوة مطاليب تعجيزية بل كانت محدودة وبسيطة تقتصر على توفير الماء والكهرباء التي يمكن ان تتحقق بكل سهولة ويسر اذا ما تحققت الارادة الصادقة والمخلصة من قبل المعنيين،فاذا كان العذر ان محطات الطاقة الكهربائية المعدودة المنتشرة هنا وهناك على بقاع متفرقة من التراب العراقي تستهدف من قبل الارهابيين بكل سهولة ويسر فان نصب مولدات كبيرة داخل المحافظة لا اعتقد انها من المستحيلات او ان بناء محطة لتحلية المياة من نهر الفرات الذي تحتضنه هذه المحافظة هي ليست كذلك من المستحيلات ! اذن عندما تراق دماء بعض ابناء هذه المحافظة لمجرد مطالبتهم بهذه المطاليب وتجابه احتجاجاتهم بالنار والحديد لهو امر تقشعر له الابدان ويندى له الجبين وهو تصرف مرفوض جملة وتفصيلا وعلى من ارتكب هذا الجرم البشع ايا كانت مركزه السياسي اوالاجتماعي ان يجلب الى التحقيق والمساءلة ،فللسماويون كل الحق ان يطالبوا بحقوقهم المشروعة بعدما اثبتوا انهم جديرون بالاحترام والتقدير.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |