هذا هو اسلام وديمقراطية حكام ايران!

صاحب مهدي الطاهر / هولندا

keesbees@hotmail.com

شهدت مدينة قم الايرانية يوم امس عملا بربريا شنيعا قامت به قوات الامن والحرس الثوري وذلك عندما اقتحمت ضريح السيدة المعصومة الطاهرة وانهالت على عدد كبير من النساء بالضرب المبرح اللواتي كن يقيمن العزاء بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الهادي (ع) تبعه اعتقال العشرات منهن ولعدد اخر من رجال الدين الذين حاولوا يائسين التدخل لانقاذهن من اسياط الجلادين التي لاترحم.اما عن دوافع هذا التصرف الاهوج فالذي ترشح من مصادرعدة اجمعت  انه جاء على خلفية عقائدية وفكرية بحتة كان اساسها هو تبني هؤلاء النسوة لافكاء السيد الشيرازي حول مبدا الحكم على اساس ولاية الفقيه ومعارضته له والذي كان قد وافته المنية في منزله الواقع في مدينة قم منذ ثلاثة سنوات بعد اقامة جبرية فرضتها عليه السلطات الايرانية والتي امتدت لاكثر من خمس وعشرين سنة .ان هذا العمل الوحشي الغير مبرر مستنكر لعدة اسباب اهمها توقيت وقدسية المكان الذي جرت فيه العملية ،حيث ان مكان الجريمة كان مرقد مقدس للاحد الشخصيات العظام من ال البيت (ع)،كذلك ان العملية جرت اثناء اقامة التعازي بذكرى استشهاد الامام العاشر الهادي (ع)،وهي جاءت على خلفية فكرية وعقائدية اي انها تعتبر انتهاك صارخ لكل القيم الانسانية التي تبيح للفرد ممارسة طقوسه ومعتقداته بكل حرية واطمئنان ،وهي بالتاكيد ضد قيم الديمقراطية وخطوطها العريضة التي تبيح حرية الفكر والتعبير،وكذلك فان المعتدى عليهم لم يكونوا قد استخدموا القوة اتجاه العناصرالامنية بل كانوا اناس امنيين مسالمين.ان حكام طهران الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها ابان احداث النجف وكربلاء من العام المنصرم عندما حاولت القوات العراقية والقوات المتحالفة مواجهة فئة مسلحة ارادت ان تحقق اهداف سياسية بقوة السلاح وقتذاك تظاهر حكام ايران على انهم  حريصون على سلامة المراقد المقدسة الشيعية في مدينتي النجف وكربلاء بعدما ادعت ان هذه القوات قد دنست المراقد الشريفة لعلي والحسين والعباس (ع) على الرغم ان هذه القوات في الحقيقة كانت على بعد مئات الامتار من هذه المراقد المقدسة ، واذا بهم الان يرتكبون عملا بربريا مشينا وفي وضح النهار، لكن الفاهم لباطن الامور لن يفاجئ بمثل هذه الاحداث فنحن نعلم علم اليقين ان تلك الدموع ما كانت الا دموع التماسيح هدفها سياسي واعلامي الغرض منه النيل من الديمقراطية العراقية الوليدة والتي ترعاها الولايات المتحدة الامريكية وذلك باسلوب التحريض وشحذ الهمم والمشاعرلتكون ارض العراق ساحة لتحقيق مصالحهم الدنيئة ، وقد كان لنا نحن العراقيون في انتفاضة اذار عام 1991وما ارتبط بها من احداث واعمال مشينة ارتكبها صدام وازلامه درسا قاسيا لنا لن ينسى  ابدا عندما اختارت السلطات الايرانية الصمت المنطبق على هذه الاحداث ولم تحرك ساكنا حين هٌدمت المراقد الطاهرة وقُتل عدد كبير من خيرة ابناء شعبنا ومٌنعت المعارضة العراقية المقيمة في ايران من قبل الحكومة الايرانية من دخول الاراضي العراقية بعدما كانت كل الظروف تشجع على تحرك واسع اكبر قد يطيح بنظام صدام ليرمي به الى مزبلة التاريخ، الشيء الاخر الذي يدعونا الى عدم تصديق ما يقوله حكام ايران هوموقفهم قبل الحرب الاخيرة التي اسقطت نظام صدام حيث دابت الحكومة الايرانية ووسائل اعلامها بشحن حملة واسعة النطاق ضد هذه الحرب وسعت بكل وسيلة ممكنة لتاليب الشارع العربي والاسلامي للوقوف ضدها والحيلولة دون اندلاعها  بينما نراهم الان بعد سقوط نظام صدام قد غيروا لون جلدهم كما تغير الحرباء لون جلدها واذا بهم يتحولوا بين ليلة وضحاها من رافض لهذه الحرب الى مؤيد لها في محاولة مكشوفة منهم للتقرب من الشعب العراقي وذلك بملامسة جراحه واَلامه التي كان سببها الاول ذلك النظام البعثي، حتى اذا وصلوا لاسامح الله الى اهدافهم الشريرة نقضوا عهدهم وعادوا الى سيرتهم الاولى وهي معروفة لدى كل ذوعقل وبصيرة وهي الحفاظ على المصالح القومية الايرانية على حساب بقية الشعوب والامم الاخرى .ان على رجال الدين العراقيين والحوزة العلمية في النجف الاشرف خاصة ان يدينوا هذا العمل باشد العبارات الممكنة على اعتبار ان مسؤولياتهم الدينية تقتضي عليهم فعل ذلك وعلى القادة السياسيين العراقيين كذلك الذين لهم توجهات ورؤى ديمقراطية شجب هذا العمل باعتباره خارج عن كل القيم الديمقراطية من حرية التعبير والتفكير والاعتقاد  .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com