وداعا … ايها الرفيق!

شه مال عادل سليم  / كوبنهاكن

2005-08-10

Shamal@privat.dk

 

  انشودة الصامدين

  انا جندي هدف نبيل و مقدس

 انا فدائي لطريق لا تشوبه شائبه

 اني ابذل جهدا هو جهد الرجال المخلصين

 واموت دونما وجل

 في طريق هو طريق الرجال الحقيقين

 ﴿ ﮔوران ﴾

 

الى اربعينية الرفيق الخالد احمد الجبوري ﴿ ابو ازدهار ﴾

 

وفاءا لذكراه و عرفانا مني بحسن العلاقات الرفاقية و العائلية و الانطباعات الايجابية التي تكونت لدي خلال الفترة التي تعرفت فيها عليه بدءا من منتصف السبعينات و حتى يوم رحيله المؤلم .............

يطيب لي ان اعبر عن عميق تقديري لسجاياه الاخلاقية و النضالية و الانسانية البارزة ... اذ كان الرفيق الخالد يتمتع بروح حميمة و صادقة ... وفيا و متواضعا بعيدا عن غلواء المركز الحزبي ... يكن الاحترام و الود لمن يعمل معهم و يلتقيهم الى جانب شخصيته الاجتماعية و الجماهيرية المميزة ... كان جهاديا مستعدا لاداء المهام الحزبية بوعي ونكران ذات ....

ان تاريخه النضالي حافل بمواقف معروفة كثيرة ... وجراء نشاطه السياسي المثابر تعرض الى الاعتقال و التعذيب و السجن .. الا انه بقى صامدا قي ثباته المبدئي و ايمانه الراسخ بمواصلة اداء مهامه الحزبية بصورة جيدة .... فقد انتقل الى مهام النضال الحزبي السري و من ثم الى تنظيمات العاصمه بغداد و تنظيمات كوردستان و منها قوات الانصار الشيوعيين ﴿ اﻠﭙﻴﺸﻤﻪ رﮔﻪ﴾ في الثورة الكوردية وساهم بجدية في تقديم المقترحات المعقولة و الحلول الملائمة في قضايا الوضع الداخلي لحياة الانصار كما شارك في معارك بطولية مثل ﴿ سه رى به ردى و سه رى حسن بك و معركة هه ندرين﴾ المشهورة حيث الحق ﭙﻴﺸﺸﻤﻪرﮔﻪ الحزب الشيوعي العراقي خلال ساعات قليلة هزيمة نكراء باللواء الرابع و تعقبوا فلولة المنهزمة الى داخل معسكر ﴿ رواندوز ﴾

انتقل الراحل احمد الجبوري بعد ذالك الى العمل السري في العاصمه بغداد و مارس الى جانب رفاقه المهام الحزبية المناطة مستفيدين من الانفراج السياسي في بداية السبعينات لتوسيع دائرة نشاطهم و نشر سياسة الحزب و ادبياته و ايجاد افضل الصلات بالجماهير ليستعيد الحزب دوره الذي فقده خلال السنوات المنصرمة .....

برز الراحل كشخصية شيوعية جماهيرية ... والى جانب مهامه التنظيمية كلفه الحزب على ضوء تاريخه النضالي و كفاءته

بمهامات كثيرة اخرى .. فاحسن اداء هذه المهام في الفترة اللاحقة من الانفراج السياسي و في الظهور والنشاط العلني للحزب ..

في منتصف السبعينات برزت في كوردستان جملة من الممارسات البعثية التي كرست السياسة العنصرية الشوفينية ... عارضها الحزب الشيوعي وعبر عن خطورتها و طالب بايقافها و احترام ارادة الشعب الكوردي ... الا ان البعث واصل سياسته الشوفينية خلال الاعوام التالية و شن حملات الاعتقال التي طالت كوادر الحزب خاصة في الريف و مارس اشد انواع التعذيب و الارهاب معها، و امتدّت في فترة لاحقة الى سائر مدن العراق ...... بذل الرفيق احمد الجبوري الى جانب الرفاق الاخرين جهدا و قدرا كبيرا من المشاق في العمل الحزبي الدؤوب مع المنظمات و الرفاق و الاصدقاء، لشد العزائم و رفع الهمم حتى على حساب صحته و راحته، وواصل نشاطاً يومياً متنوعاً بالرغم من الارهاق الشديد الذي كان يبدو عليه ... و هو الكادر الذي خبر الصعاب و اجتازها.

توجه الرفيق الخالد مع المجموعات الاولى للانصار، الى جبال كوردستان الحبيبة اواخر عام 1978 ...

 لقد كان الرحيل الابدي للفقيد مفجعا و حزيننا ... نستذكر فيه عدد من سمات الرفيق الراحل الذي احتل مكانة مرموقة و وحاز على احترام خاص متميز في قلوبنا و قلوب محبيه و الذين عرفوه لما كان يتمتع به من سجايا حميدة و خصال كريمة و اخلاق رفيعة ... لقد ناضل من اجل المبادئ السامية و من اجل قضية الشعب العراقي بعربه و اكراده و قومياته المتاخيه، التي كرس حياته و ضحى من اجلها ..........

 ختاما يا رفيقي العزيز تقبل مني هذه الكلمات المتواضعة و اقولها بكل صراحة ...

 كنت شجاعا و صلبا ......... مناضلا و شيوعيا باسلا ...........

 لك الذكر الطيب و لمحبيك الكثيرين جميل العزاء ...........

وداعا ..............

وداعا ..............

وداعا .............

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com