أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض

 

ياسر سعد / كندا

Yassersaed1@yahoo.ca

أصدرت الشبكة الموحدة للإعلام الاقليمي حول الشؤون الانسانية والي تعمل بالتعاون مع الامم المتحدة تقريرا حول ظاهرة الاستغلال الجنسي للاطفال في العراق الامريكي الجديد, وحسب التقرير فإن مئات العائلات العراقية وجدت في تجارة جنس الشذوذ لدى الاطفال مورد معيشة لها في ظل انسداد الآفاق وتردي الوضع الامني بالعراق. ويروي التقرير قصة عراقية يسميها ام زكريا والتي اقعد المرض زوجها عن العمل وهي لا ترى عيبا في أن تسلم ابنيها البالغين من العمر 13 و 14 عاما الى عصابة تتاجر في ميدان جنس الاطفال داخل العراق , معتبرة أنها قدمت لها خدمة وانها فخورة بولديها. وتقول ام زكريا:"نحن عائلة فقيرة ولم يعد بإمكان زوجي العمل. وقبل ثلاثة اشهر جاء ابوالاولاد – زعيم عصابة تعمل في هذا الميدان- الى منزلي, وعرض علينا اموالا اذا سمحنا لولدينا بالعمل معه.. وشكرا له..فاليوم اصبح لدينا دخل جيد". واردفت:" لربما يجد الناس في الامر مفاجئة ولكن على الاقل يمكننا ان نأكل وانا فخورة بهما". ويستعرض التقرير حالات متباينة ويلتقي باطفال يُستغلون جنسيا بعضهم يعمل برضاء اهله وبعضهم يخشى القتل على يد الاب او الاقارب اذا ما عرفوا بوضعيته وحالته. كما يشير التقرير لبعض الاطفال والذين يرغمون على بيع اجسامهم لطلاب المتعة الحرام. كما يتحدث عن عائلات عراقية منعت اطفالها من الذهاب الى المدارس خوفا من السقوط في حبائل عصابات الجنس الاجرامية. وينقل التقرير مقابلة مع زعيم بارز لواحدة من تلك العصابات والتي لا يجد حرجا من التصريح بطبيعة عمله معتبرا ان ما تقدمه عصابته عملا مثل بقية الاعمال.

كانت دراسة أممية سابقة قد أشارت الى ان ربع اطفال العراق يعانون من لونا من ألوان سوء التغذية فيما يصارع عشر اطفال العراق شكلا من اشكال الجوع. من ناحية اخرى اعلنت المنظمة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات يوم الثاني عشر من شهر ايار الماضي في مقر الامم المتحدة في فيينا بان العراق علي وشك ان يصبح محطة انتقالية (ترازيت) لنقل الهيرويين المصنع في افغانستان الي اوروبا عبر ايران. العراق الامريكي الجديد الديمقراطي الفيدرالي والذي يتلقى فيه المرتزقة القادمون من مشارق الارض ومغاربها ما يربوا على الف دولار يوميا لقاء قيامهم بمهام امنية استدعتها الاحوال الناتجة عن الاحتلال البغيض, فيما تتوالى التقارير عن فساد اداري ونهب منظم يأتي على الاخضر واليابس في العراق الذبيح والذي اصبح قبلة وملاذ المجرمين والعصابات والقتلة ومروجي المخدرات. الامر المثير للعجب والتعجب والاسى هو في ندرة ان لم نقل انعدام الاصوات المهتمة او المبالية بمعاناة اطفال العراق ان كان من السياسيين او من المراجع المهادنة للاحتلال. الاحزاب القادمة على دبابات الاحتلال تحمل هموما هي ابعد ما تكون عن هموم المواطن العراقي المطحون, بعضها اجندته وبوصلته خارجية يتحرك بالريموت كونترول عابر للحدود من جميع الجهات وعلى الاخص الجانب الشرقي, فها هو عبد العزيز الحكيم يدعوا لاعطاء ايران مئة مليار دولار كتعويضات فيما يجبر الجوع والفاقة الام العراقية على ان تبيع ابنائها في سوق النخاسة. وهاهو الجعفري يطلق التصريحات المادحة للموقف الكويتي بعد الازمة الحدودية معها, معترفا بالجميل والايدي البيضاء للحكومة الكويتية والتي تتلقى بشره عجيب ونهم غريب التعويضات العراقية بملياراتها وتتقدم الى الامم المتحدة بطلبات جديدة لتعويضات فلكية اضافية جراء الاضرار البئيية والتي سببها احتلال العراق للكويت, على الرغم من العراق الان محتل ومنذ اكثر من عامين احتلالا غير مشروع دمره ارضا وانسانا وبيئة وصحة وصناعة وبنية تحتية ساهمت فيه الكويت الرسمية مساهمة فعالة. فيما الجوع والقهر والتجهيل والاذلال يُنشر في العراق وينتشر انتشار النار في الهشيم.

كنت انتظر من المراجع العراقية وعلى رأسها السيستاني ان يتكلم عن معاناة العراقيين, عن التعذيب والاهانات التي مستهم وما تزال في ابوغريب وبوكا والمعتقلات ما علمنا منها وما لم نعلم. كنت انتظر من القادة الروحانيين ان يحتجوا على الحال الذي اوصل الاحتلال واذنابه العراقيين اليه من القهر والجوع الى حد اصبحت الام تبيع اجسام واعراض اولادها حتى توقف زحف الجوع الكافر. المراجع المهادنة للاحتلال تخرج علينا بفتاوي تدفع الناس فيها الى الانتخابات على الاجندة الامريكية ولتطلب من الناس الاقتصاد في الكهرباء ثم لتبارك الفدرالية او بلغة اوضح تقسيم العراق وتفتيته. اين العالم من جوع اطفال العراق ومن التجارة في اجسامهم واعراضهم والعبث بحاضرهم وتدمير مستقبلهم؟ اين الدول العربية والاسلامية واين ولاة الامور والذين سمعنا من المديح والتقريض لهم ما ذكرنا بالصدر الاسلامي الاول من حملهم لهموم الامة, كيف يبيتون وفي خزائنهم مليارات الدولارات فيما اطفال العراق يبيتون على الطوى ويستيقظون على الاسى والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول: لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم.

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com