|
فيزا ـ منفى سعد جاسم / كندا - الى اصدقائي الادباء والفنانين الذين مازالوا (UN)ينتظرون رحمة الله حالُهُ حالُ الكثيرين من ابناء الرافدين ... هذه البلادُ التي كانت ملاذاً ومأوى ووطناً آخرَ للآلاف بل الملايين من أبناء أُمة الضاد ... والعباد من كائنات هذا العالم الطاعن في القسوة والخراب ... وكذلك الحلم بالخلاص ... هذه البلادُ التي كانت ملاذاً لهؤلاء كلهم ‘ لأنها بلاد ثروات وافرة ‘ وأُناسها نبلاءٌ وكرماءٌ وطيبون ويمتلكون تطلعات وأحلاماً كبيرة في الأرتقاء والصيرورة الحقيقية . ولكن ... وبعد أَن دمرتْ حروب الديكتا- ثور العبثية كلَّ تلك الثروات والنِعم ‘ اللهم إلا نعمة ( النفط) التي تحولتْ الى ( نقمة) لم يحصل ابناء الرافدين من ورائها سوى القهر والحرمان والتأفف وإطلاق الحسرات الساخنة على ثرواتهم التي ضاعت في جيوب وبطون وخزائن تجار وسماسرة الحروب وأجلاف بعث ( العوجة) ومؤسسات ومنشآت تصنيع الثقافة التخريبية والحربية التي لاتنتج سوى قصائد ومقالات و ( جنجلوتيات) المديح والتملق الوضيع ‘والصواريخ والمدافع والدبابات والراجمات والبنادق والمسدسات التي لم يسلم منها لا الجيران ولا الاخوة ولا أبناء الرافدين أنفسهم ... نعودُ الى صاحبنا ابن – الرافدين – الذي حالُهُ حال الكثيرين من أولئك الأبناء الذين انتهى بهم المصير الى هاربين ومهاجرين ومُهَجَّرينومطاردين يفترشون خرائط بلاد الله ‘ فقد حدثَ أن رماه قدرهُ في عاصمة عربية تلوذُ في واحد من احيائها المترفة مفوضية من المفوضيات السامية لشؤون اللاجئين وأعني ال ( اليو – أَن ) وقد قيلَ لهُ أَنَّ هذه ( المفوضية ) : هي الكيان الوحيد – القادر – على انقاذك من الضياع والتشرد والمطاردات والقهر في كل اشكاله اللاانسانية .. ولهذا قرر- ابن الرافدين – أن يطرق أَبواب ال ( يو – أَن ) ... متسلحاً بكلِّ اوراقه الثبوتية من جنسية وشهادة جنسية وشهادات دراسية ودفتر خدمة عسكرية خالٍ من طمغة التسريح ‘ وكذلك قرر ابن الرافدين أن يحمل معه قصاصات من صحف مضادة .. وأعني معارضة كتبَ في إحداهنَّ مامعناهُ : بأَنهُ كان رافضاً لكلِّ ماجرى ويجري من حروب تدميرية لامعنى لها ‘ وحملات إبادة وقمع واغتيالات مُدبَّرة ... ومقابر جماعية ابتلعت مالايُعّدُّ ولا يحصى من البشر الرافديني البرئ ... ومطاردات وترهيب أَدَّيا الى هروب اكثر من اربعة ملايين انسان . وهاهوابن الرافدين ينتظر مصيراً مجهولا وُيمنّي نفسه بالوصول الى احد المنافي التي اصبح هاجس الوصول اليها هو الحلم الذهبي لكلِّ الذين يقفون يومياً أَمام ابواب المفوضيات الساميات في بعض العواصم العربية بإنتظار رحمة ال ( اليو – أَن ) لعلها تفتح لهم أبواب الخلاص ... وتمنحهم فيزا الى منفى بارد أو حاقد وربتما هو قبرٌ موحشٌ أو حضن نبيل ... أَليستْ هذه هيَ المأساة الحقيقية ؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |