عودة إلى "فارسية" الكورد الفيلية!

عزيز الحاج

 

نقل صوت العراق اليوم [ عدد 12 آب] عن شبكة "أصوات العراق" التي تشرف عليها وكالة رويترز، معلومات جديدة حول الجهة التي طلبت إدراج "القومية الفارسية" في مسودة الدستور، وتبرير ذلك من البعض.

 الخبر ينسب الأصل لجهات إيرانية مدعمة من جهات شيعية عراقية.

لقد كتب العديد من الكتاب مؤخرا مقالات وتعليقات ضافية في تفنيد هذه المزاعم الجوفاء والمغرضة، والمسمومة، الهادفة للطعن في أقلية كوردية عراقية أصيلة، قدمت للعراق العشرات من خيرة رجالات الحركة الوطنية المضحين، وفي مجالات الفن والاقتصاد والتجارة  والقانون والتربية والثقافة والرياضة البدنية، والذين ساهموا مع إخوانهم من بقية الكورد والعرب والتركمان والكلدو ـ آشوريين في حياة العراق الحديث. الأقلية التي سكنت العراق منذ قديم الزمان ومنهم من حكم بغداد قبل قرون قليلة!

 لقد نكل نظام صدام البعثي بهذه الشريحة الكبيرة من أكراد العراق بتهمة التبعية لإيران، وشردهم، وسجن وقتل المئات من أبنائهم، ونهب أموالهم وممتلكاتهم ووثائقهم العراقية. وعندما جرى تهجيرهم بالقوة لإيران، لاقوا هناك أيضا أنواع القهر والتمييز، وكانوا يوصفون ب"الغرباء العرب"! عانوا من التمييز هم وأطفالهم، تعليما وعملا وسكنا على أيدي نظام ولاية الفقيه، الذي يدعي تمثيل كل الشيعة بل وكل المسلمين في العالم.

إن رجل الدين المدعو جلال الصغير يكرر كون الفيلية  "من ذوي الأصول الإيرانية" ولذلك اقترحت جهة إيرانية احتسابهم قومية فارسية. السيد الصغير لا يستنكر هذا الطلب بل وكأنه يبرره، بالرغم من أنه يقول إن نعت العرب الشيعة فرسا هو "إهانة لهم". عجبا لماذا لا يكون نعت الكورد الفيلية العراقيين هو الآخر "إهانة"؟!!

 الواقع أن كون الشخص فارسيا ليس إهانة إن كان حقا كذلك، والشعب الفارسي شعب ذو حضارة ومساهمات في الحضارات الإسلامية وفي الحضارة العربية خاصة. إن المشكلة هنا هي أن وصف الفيلية العراقيين بإيرانيين أو فرسا هو مدان لكونه ضد الحقائق التاريخية وضد كل الشواهد الدامغة. ولا يعقل أن لا يعلم السيد الصغير أن فيلية العراق هم أكثر عراقة في عراقيتهم من شرائح واسعة من رجال الدين أنفسهم، ممن يريدون اليوم تحويل البلد لدولة ولاية الفقيه، وإلا فتقسيمه على أسس مذهبية، مما يصب حتما في الاستراتيجية الإيرانية، شاء هؤلاء أو لا.

 كفوا أيها السادة عن مزيد من ظلم الكورد الفيلية، الذين لم يحصلوا بعد سقوط الفاشية حتى على جزء صغير من تصحيح المظالم التي حلت بهم على مدى عقود السنين، والذين يكاد الجميع يتناسونهم في سوق السباق المحموم نحو تقاسم الثروة والسلطة والنفوذ! كفى قهرا وغبنا للفيلية يا سادة، يا محترمون!

 

 

 



 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com