|
إمـــــا الفيدراليــــــة أو مواجهات مسلحة
شوقي العيسى
برز في هذا الوقت مفهوم الفيدرالية في الساحة السياسية العراقية وهو مفهوم جديد على المجتمع العراقي ولكن الشعب العراقي بتطلعاته وثقافته السياسية المح هذا المفهوم وأدرك هذا العنوان لانه زكما هو معلوم معمول به في كثير من الانظمة منها العربية والعالمية وبما أن العراق الجديد قد دخل مرحلة جديدة من التطور المدني والسياسي فلا ضير من إقامة نظام فيدرالي يتطلع اليه الشعب العراقي منذ عقود . ولا سيما عندما تتكون هناك أكثر من فيدرالية واحده تشمل كل قطاعات الشعب بمحافظاته من الشمال الى الجنوب العراقي وبما أن قانون إدارة الدولة المؤقت أتاح هذه الفقرة بمواده الدستورية وقد شمل إقليم كردستان العراق بهذه الفيدرالية فما المانع لاقامته في جنوب العراق ووسطه لكي يتمتع الشعب العراقي بحقوق الفيدرالية التي حرموا منها . وهناك جملة من الفوائد المتوخات من الفيدرالية في حال تطبيقها منها توزيع الثروات الطبيعية الموجودة في الاقليم على جميع أبناءه بالتساوي وبهذه العملية نكون قد تخلصنا من إدارة القمع وتوزيع الاستحقاقات على محتاجيها. ومنها السيطرة الكاملة والكلية على الارهاب الذي توغل في بلدنا الحبيب وذلك كلما قلت الحدود الادارية للاقليم أو المحافظات كلما كان بالامكان القضاء المبرم على أعداء العراق فتكون الدائرة الصغيره مفيده في أحيان كثيرة. وكذلك القضاء على الفساد الاداري الذي يعصف بالعراق وقد زادت هذه الظاهرة السلبية في البلد وهذه النقطة مرتبطه بتوزيع الثروات فكلما أقتربنا من أدراك معنى الفيدرالية ومفهومها كلما تم القضاء على الفساد الاداري من خلال أعطاء كل ذي حقٍ حقه. وكذلك من فوائد الفيدرالية القضاء التام على تأخير إجراء المعاملات الرسمية الذي ما يسمى (( بالروتين الاداري)) فهذه العملية تؤخر تقدم البلد الحضاري والفكري حيث كنا في السابق مممن لديه أي قضية معينه فبعد المراجعات المكثفة التي يقضيها في المدينه او المحافظة أو القضاء فبعدها ينتقل الى المركز أي الاداره العليا وهي مركز العراق بغداد مما يكلف ويشق على المواطن عناء السفر ومصاريفه وأبتعاده عن عمله لمدة يوم أو يومين أو أكثر أما في حال إقرار الفيدراليه فسيكون الامر مختلف تقضى معاملاته وهو في عمق اقليمه او مدينته التي يقطنها. ومنها التمكن والاطمئنان لعدم بزوخ نجوم الدكتاتورية التي عصفت بالعراق وأستحالت على كل شيء وتمكنت من إخضاع الشعب العراقي لهكذا دكتاتوريات فاسده أمثال إبن العوجه وغيرهم. وهناك في نظام الفيدرالية عملية الموازنة الحقيقية والمكتسبة من القدرات التي تنبع من محافظات هذا الاقليم أي الكفاءات الفذة الموجودة داخل الاقليم من خلال أدارة أنفسهم بأنفسهم وبذلك يضمن أهل الاقليم عدم تولي شخص إدارة إقليمهم من خارج هذا الاقليم فبذلك نضمن تكافيء الفرص والقضاء المبرم على البطالة . ومنها قدرة أهالي الاقليم بالتعامل مع مرؤوسيهم بمرونه والعكس وتلبية جميع متطلبات وحاجات الاقليم بدون الرجوع الى المركز في حالة النظام المركزي . فلو فرضنا مثالا فيدرالية جنوب العراق إذا تكون من ثلاث محافظات البصرة والناصرية والعمارة وهذه المحافظات كانت الاكثر تضرراً في النظام المركزي في عهد نظام إبن العوجه الذي عصف باهالي الجنوب وأذاقهم كل أنواع العذاب . ففي حالة إقامة الفيدرالية لهذه الثلاث محافظات أولاً تضمن حقوقها التي سلبت في كل العهود المظلمة وإعادة الاعمار بها وتمكنهم من إدارة شؤون إقليمهم بانفسهم سوف يتخلص أبناء الجنوب من الفقر والعاهات التي تنكلوها وبما أن هذه المحافظات الجنوبية الثلاث أغلبية شيعية ونحن الان في ظل نظام مركزي وكذلك بأغلبية شيعية في البرلمان والدولة ولكن وللاسف الشديد لم يضمن هذا النظام المركزي بأقل الحقوق لهذه المحافظات الثلاث رغم أن الدولة الان شيعية باعتبار أن رئيس الوزراء شيعي وأغلبية الجمعية الوطنية ورغم كل ذلك بقى إبن البصرة وإبن الناصرية وإبن العمارة مستبعد عن الدائرة السياسية في العراق ولا يوجد لحد الان أعمار شارع واحد من شوارع هذه المحافظات فكم شخص من أبناء هذه المحافظات الان في الجمعية الوطنية أو الوزارات لايوجد وحتى إن وجد فلا يفي بمتطلبات هذه المحافظات الثلاث التي قد يكون تعداد سكانها باقل التقادير ثلاث ملايـين نسمة فأين التمثيل لهذه الثلاث ملايـين في الحكومه والجمعية الوطنية وثانياً هل هناك في الجمعية الوطنية أو الحكومة المركزية أحدى العناصر النسويه من أهالي جنوب العراق كلا لا يوجد فهذه المحافظات مهمشه سواء في الانظمة الدكتاتورية أو في ظل الانظمة التي تكون فيها الاغلبية شيعية فمتى تلبى طلباتهم واستحقاقاتهم المرجوه الا بتطبيق نظام الفيدرالية لهذه الثلاث محافظات ولن يرضى أهالي الجنوب من هذه المحافظات الثلاث بغير هذا المطلب والا سيكونون عصاة مسلحة باغلبيتهم الشاسعه يقفون بوجه وامام أي كان لنيل حقوقهم واستحقاقهم في الفيدرالية وبما ان هناك في البلد العراقي شاعت عاصفة التمرد والمقاومة المسلحة فسيكون جنوب العراق كذلك إذا لم يعطون حقوقهم ودمتم سالمين.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |