|
الشيطان ومكانته في العراق الجديد ياسر سعد / كندا انتقد عضو الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) من الطائفة اليزيدية كاميران خيري، رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الجعفري، لتكراره عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". وقال خيري، النائب ضمن القائمة الكردستانية، إن "أكثر من نصف مليون يزيدي في العراق يشعرون بالإهانة" من كثرة تكرار الجعفري في أحاديثه عبارة التعوذ من الشيطان. وقاطع كاميران رئيس الحكومة العراقية في البرلمان قائلا "في كل مرة يقول فيها الجعفري ذلك يلتفت زملائي النواب إلى وكأنني ممثل الشيطان". لكن الجعفري قال إنه لا يقصد إهانة أحد بقول العبارة الشائعة الاستخدام بين المسلمين وإن تكرارها لا يعني "إهانتكم أو بقصد استفزز الأقلية" اليزيدية. الجعفري والمفترض فيه ان يكون داعية اسلامي وهو الذي يلقبه اتباعه – او كانوا فيما مضى- بالمجاهد يعتذر عن استعاذته من الشيطان الرجيم , والعبارة ليست شائعة الاستخدام بين المسلمين فحسب بل ان المسلم مأمور بالتعوذ من الشيطان الرجيم كما ورد في اكثر من موضع في القران الكريم. في شهر نوفمبر من العام الماضي نقلت وكالة الانبار رويترز تقريرا اخباريا من بغداد ورد فيه :"من مكتبه في الطابق السادس بوزارة الداخلية في بغداد أخذ احمد الخافجي المنشق العراقي السابق يتطلع الى جنود أمريكيين يحرسون المجمع تحت أشعة الشمس اللافحة, قال اللواء البالغ من العمر 55 عاما "إنهم هنا لمساعدتنا حتى نقف على اقدامنا بصرف النظر عما تسمعه من الفضائيات العربية. أغلبية العراقيين يعرفون اننا نحتاج اليهم". وجاء في التقرير ذاته "وقال الخافجي وهو أيضا عضو بمجلس قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق "جيلي من المنفيين ضحى بكل شئ من أجل بناء مجتمع تعددي. حتى لو جاءت الانتخابات برئيس من عبدة الشيطان فواجبي أن أخدمه". بعدها بأشهر, رد وزير الداخلية العراقي بيان باقر صولاغ التابع لحزب الحكيم على الاتهامات له والمطالبة بإقالته، باعترافه في مؤتمر صحافي يوم بالتعاون مع فيلق بدر وقال إنه مستعد للتعاون "مع الشيطان" من أجل التغلب على "الإرهاب" في العراق. وقال ردا على سؤال عن وجود منظمة بدر, فيلق بدر سابقا الذي كان الذراع المسلح للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, داخل وزارته, "كل ما حصل اننا اتخذنا القرار بالتعاون مع كل الأطراف في البلاد, والتعاون يقتصر على المعلومات.. ونحن مستعدون لأخذ المعلومات من الشيطان". يبدوا جليا ان للشيطان مكانة كبيرة ومنزلة سامقة في نفوس وعقول اسلاميوا امريكا والذين يدورون في فلكها ويتواطؤن معها. فتارة يعتذرون عن الاساءة الى الشيطان وأخرى يصرحون بالرغبة في التعاون معه والاستعداد لطاعة عُباده واولياءه. واحسب ان الشيطان يقف مذهولا متعجبا ومعجبا بل ومتعلما من هولاء الذين يستخدمون الدين لخدمة الاحتلال والذين يخادعون الناس ويضربون على مشاعرهم الدينية والمذهبية وصولا لغاياتهم والتي تتجلى في تفتيت العراق وتحطيمه وتدمير نسيجه الاجتماعي. قادة العراق الجديد لم وان يكونوا معنين بالعراق ومعانة اهله واطفاله ونسائه من الذين يطحنهم الجوع وتكويهم حرارة الصيف ويقضي عليهم وبالموت البطئ نقص الماء والدواء وسوء الغذاء. للشيطان في العراق الجديد منزلة وأي منزلة فالعراق الامريكي اصبح ملاذ المجرمين والعصابات الاجرامية واصبح ساحة للعبث وترويج المخدرات والخطف والاعتداء على الاعراض والكرامات. ان العراقي المكلوم بقيادات خادعة دمرت البلاد وعبثت بحاضر ومستقبل العباد ليجد ان الاستعاذة من الشيطان وحده لا تكفي بل من واجبه ان يستعيذ بالله من شياطين الانس والجن والذين يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |