|
هنا تغير التاريخ د.حيدر الساعدي
قرأ مسلم ابن عقيل رضوان الله عليه رسالة ابا عبد الله الحسين (ع) الى اهل الكوفة، سالت الدموع وشهقت القلوب لوعة واملا بقرب لقاء ابن بنت رسول الله، ومدت ثمانية ملايين يد من مختلف الاديان والطوائف والقوميات بانتخابات حرة وديمقراطية لمبايعته ونصرته. شكل ابن عقيل( رض) جيش جديد من الذين لم يوالوا ابن زياد لعنه الله يوما ولم يخدموا في اجهزته القمعية ولم تلطخ ايديهم بدماء العراقيين، ثم سيطر بهذا الجيش الثائر شديد الباس يحركه حب الله ورسوله وآل بيته عليهم السلام اجمعين وحب العراق واهله على مقاليد الامور. كتب ابن عقيل (رض) الى سيد الشهداء يطلب منه الاسراع بالقدوم فلقد تم الخلاص ممن حرفوا الدين وخالفوا وصية رسول الله ونشروا الفسق والفجور في ارض العراق وتم القبض على ابن زياد وهو في السجن ينتظر المحاكمة العادلة. بالتاكيد كان ايتام حزب ابن زياد لعنه الله ولعنهم الى يوم الدين يتابعون الاخبار والاحداث فقرروا التصدي للامر ومحاولة ثني اهل الكوفة عن عزمهم وقرارهم بالترغيب والترهيب والرشوة. انتشرت بقايا الاجهزة الامنية والاستخبارات لبث الرعب في هذه القلوب الصابرة المطمئنة، نشروا الاشاعات ان هناك جيش جرار قادم من مختلف البلاد وانه سيقطع راس كل من بايع وإستمر على مبايعته وسيدفع المال بسخاء لكل من ينسحب. ارسل بقايا رفاق ابن زياد الفسقة ممن جمعوهم من الامصار المختلفة والمعروفين بفسقهم وفجورهم والمطرودين من قبل بلدانهم الاصلية يساندهم اتباع حزبه والمستفيدين منه، قام هؤلاء المرتزقة بقتل الأبرياء وألآمنين من اهل العراق وبدأوا بتخريب البنية التحتية للكوفة وذلك لإشاعة جو من الإحباط عند عامة الناس... هنا تغير التاريخ... هل دخل الخوف الى قلوب اهل الكوفة؟،هل تخاذلوا وتركوا سفير سيد الشهداء (ع) لوحده؟، هل فضلوا الدنيا على الآخرة؟... ماذا حصل؟... بعض من الامهات والزوجات قالن لابنائهن وازواجهن : - جيش ابن عقيل كثير، اليس من الاحسن لكم ان تعودوا الى بيوتكم وعيالكم والقوم يكفوكم هذا العناء؟ فإن انتصر ابن عقيل تخلصنا من ابن زياد وزمرته وتحقق املنا بلا مشقة ولا خطر، وان لم يستطع وخسر المعركة فلن يعاقبكم ابن زياد ورفاقه لو عادوا للسلطة فتكونون رابحين في الحالتين. و في مكان آخر دار نقاش حاد بين الجمهور : - يا اهل الكوفة هل نتنازل عن حلمنا الذي انتظرناه خمس وثلاثين سنة؟ - لا والله لن نخذل ابا عبد الله عليه افضل السلام مرتين. - نعم ان تخلينا عنه عاد ابن زياد وحزبه الكافر وخسرنا كل شيء. - ان عاد محبي ابن الملعون للسلطة سيقطعون رقابنا كلنا ولن يرحمنا ابدا. - من هم هؤلاء المجرمون كي نخافهم ! الله اكبر وهو الذي نخافه فقط. - ماذا نقول لرسول الله (ص) وامير المؤمنين (ع) يوم القيامة، باي وجه نقابل الخالق ونحن نخذل من لاجلهم خلق الكون واقيمت الصلوات؟ - لا والله لن نقبل رشوة الفسقة ونبدل الآخرة بالمال الحرام. وقبل ان ينتهي هذا النقاش، تعالت الاصوات: - اقتلوا جواسيسهم ومجرميهم ! اقتلوا مرتزقته القادمين من جحور العقارب والخسة! لاتخذلوا الحق ! فقتل كل الجواسيس والمجرمين واختفت علامات النكوص والاحباط التي ظهرت لاول وهلة وسط الجماهير. نادى فلان امه وفلان زوجته : - عودي الى البيت سامحك الله، فو الله لن اترك الحق واجلس كالمنافقين في بيتي واتبع من غلب ! لقد دعوناه للمجيء وبايعناه وألآن عندما حانت ساعة الجد تريدين مني ان اهرب؟، عودي وإستغفري الله عسى ان يغفر لك ! وصل الحسين (ع) الى الكوفة واقام دولة الحق، دولة الحرية والديمقراطية، دولة المساواة بيت الاديان والطوائف والقوميات واعدم ابن زياد بعد محاكمة عادلة وعلنية لم يشهد التاريخ مثلها، اما من جاء من وراء حدود ارض الكوفة لنصرة الطاغية فلقد قتل من قتل وهرب من هرب منهم. انتهى زمن الطغيان وعادت الفرحة الى الوجوه التي غادرتها منذ سنين ولاول مرة نامن الامهات وهن مطمئنات ان اولادهن عائدون لهن غدا بأمان إلا ما شاء الله.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |