|
للشعوب كلمتها حمزة الشمخي
مهما حاولت بعض الأنظمة والحكومات، أن تدير ظهرها الى الشعوب في الكثير من المنعطفات السياسية والقضايا المصيرية التي تهم الشعوب نفسها قبل غيرها، فأن الشعوب تعمل وتسعى دائما من أجل إيصال كلمتها الى كل العالم، والى هذه الأنظمة والحكومات التي لا تريد أن تسمع صوت الشعوب يوما ما ونحن اليوم أمام حالة عراقية، تتطلب مشاركة ومساهمة أبناء الشعب العراقي، في كل القضايا التي سترسم ملامح وتبني عراق ما بعد الدكتاتورية، عراق الديمقراطية والتعددية السياسية والعدالة الإجتماعية . ولكن نرى اليوم، أن الحوارات والنقاشات حول كتابة مسودة الدستور العراقي الدائم، بعد أن كانت محصورة في إطار اللجنة الدستورية، والتي لم تستطع بعد أيام من اللقاءات، للتوصل الى حل النقاط الخلافية العقدية، مثل إسم الدولة العراقية وآلية الفيدرالية والدين والدولة والمرأة وحقوقها ... والى غيرها . حيث حولت كل هذه الملفات بعد أن عجزت على ما يبدو اللجنة الدستورية على حلها، الى قادة الكتل البرلمانية والسياسية بإعتبارهم من يملك ( مفاتيح ) الحل وخاصة الكتل الكبيرة في الجمعية الوطنية العراقية، وهم القادرون على حلها من خلال العملية التوافقية والتي تكون أساسا ما بين قائمتي الحكومة، الإئتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني، والتي ترضي الجميع كما يقولون !! ولكن أن بعض ساسة العراق وقادته اليوم، أصبحت تصريحاتهم الإعلامية اليومية أكثر من فعلهم اليومي، وأدخلوا عملية كتابة مسودة الدستور في دهاليز ومتاهات إخرى، لا تخدم وحدة الوطن بل تغرقه بالطائفية بأشكالها المختلفة وأن تصريحات ردود الأفعال، من قبل بعض هؤلاء القادة تؤكد ذلك، وتزيد من تكريس المفاهيم الطائفية التقسيمية والمناطقية وترسخها أيضا، كشيعية المنطقة الجنوبية وكردية المنطقة الكردستانية وسنية المنطقة الغربية ..، وهكذا يختزل العراق المتنوع بمكوناته وأطيافه الجميلة . ومن حقنا أن نسآل، من خولكم أن تتحدثوا باسم كل العراق وأهله بهذه المفاهيم والأفكار التي تجزأ ولا توحد ؟؟ وما مصير العاصمة بغداد والموصل وديالى . وغيرها من مدن العراق ومحافظاته الإخرى من ( مناطقكم ) الطائفية الجديدة هذه ؟؟ . وهل سمعتم صوت الشعب العراقي وماذا يريد ؟؟، حتى تصرحوا بإسمه بفيدرالية الجنوب الشيعية، وليس كفيدرالية إدارية أو جغرافية للجنوب أو لغيره من المناطق الإخرى ضمن العراق الموحد وأن من المعروف للجميع، أن الأغلبية من العراقيين يرفضون ولا يريدون الكيانات الطائفية بدلا عن العراق الواحد الموحد، بكل تلاوينه الدينية والمذهبية والقومية والطائفية وإتجاهاته الفكرية والسياسية المختلفة ولا خلاف على مبدأ الفيدرالية التي تعزز من وحدة الوطن، إذا كانت في كردستان العراق، أو تشمل البعض من المحافظات العراقية، ولكن ينبغي أن تكون حقا إتحادية على إسس قومية أو جغرافية أو إدارية وليس فيدرالية طائفية . وأن سكوت الأغلبية من أبناء شعبنا في الوقت الراهن، لا تعني بالضرورة إنها راضية عن كل شئ، بل إنها تنتظر النتائج والقرارات، التي ستصدر من إجتماعات ساسة وقادة العراق وكل المعنيين بذلك، وبعد ذلك ستسمعون صوت الشعب العراقي، وسيقول حتما كلمته بكل وضوح كما عودنا من قبل .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |