|
الاستفتاء في الهواء الطلق ..!! أو وهكذا فاز الملالي !
هرمز كوهاري أعتبرت الانتخابات الاخيرة في العراق والتي جرت في 30/ك2/2005 ناجحة بل مفخرة للشعب العراقي ، بشهادة كل الاوساط السياسية العالمية ، من الاعداء قبل الاصدقاء ، تلك الانتخابات التي إن دلت على شيئ ، فانها تدل على جرأة الشعب العراقي وإصراره على إنجاحها وبالتالي إنجاح المسيرة السياسية ، كانت نوعا من التحدي التي يتمييز بها الشعب العراقي ، وكما قيل فاقت كل التوقعات ، لانها جرت في أوضاع وظروف صعبة ومعقدة وإستثنائية تلك التي خلقها الارهاب الاسود . ومع كل ما تقدم ذكره ، أنها لم تكن خالية من المآخذ والنواقص . الامر الذي لا يمكن الركون اليها ، طبعا لا من حيث عدد المشتركين ، بل من حيث النتائج وأقصد نوعية الفائزين أو الفائزات ، حيث من سخريات القدر ، أن ممثلات النساء ترفضن ! نعم ترفضن مطالب حقوق المرأة التي تضمنها لها الدساتير والاعلان العالمي لحقوق الانسان !! وتتمسكن بالشريعة التي تنكر عليهن حقوقهن !! إن القصة او الحكاية التي أسردها أدناه خير ما يعبر عما أعنيه بما تقدم : تقول الحكاية : " كان هناك قرية ، كانت القرية بعيدة عن المدينة والمدنيّة ، تفتقر الى المدرسة النظامية الحديثة ،كان أهالي القرية يرسلون أطفالهم الى " الملاّ " ، الملا يتولى تدريسهم عفوا تحفيظهم كالببغاءات بعض العبارات والايات دون أن يعرفوا معناها أو حتى قرأة كل كلمة أو جملة لوحدها إلا أن يرجع الطفل من البداية الى أن يصل الى الكلمة المطلوب قرأتها وعلى طريقة " الغوّار " عندما سأله "بدري بيك " أن يقرا له كلمة وسط السطر !!. أما الملا فكان يقرأ رسائل أهالي القرية على طريقة " حجي راضي " (... آه ديكي .. ونحباني للو.. ) . أما معاملة الملا للاطفال فكانت تتناسب مع ما يقدمه أهل الطفل من الالبان والاجبان أو من الاثمارو كل ما ينتجه البستان ! وفي الولائم يكون جلوسه في صدر الديوان !! . يمشي مثل أصحاب الكروش متحسسا بين حينا وآخر العمامة أو الطربوش !!. مرت شهور وسنوات والقرية في قائمة المهملات ! حتى قفزت يوما الى ذاكرة أحد مسؤولي الثقافة والارشاد .. وبوشر لفتح المدرسة الاستعداد .. !! وصل الى الملا الخبر المشؤوم .. حيث ظهرت عليه الهموم .!. وفكر بأنه سيخسر ما لذّ وطاب من الاكلات الدسمة وقد إختفت من وجهه البسمة !!. شمّر عن ساعديه لحملة ضارية .. لافشال مشروع المدرسة التي تأتي عليه كالضربة القاضية !! وبدأ مع الاهالي بالتحريض بأن المدارس الحديثة تفسد الاخلاق !! فلا يجوز وراءها الانسياق !! والمدرسة تخالف الشريعة السمحاء !! ولم تبق للدين بقاء !! وعرف فيما بعد أن الاهالي لم يقتنعوا بكلام الملاّ.. لابد أن فيه علّة !.. بعدها إلتجأ الى الاطفال يحرضهم ضد المدرسة والمعلم .. بأن المعلم يحجزهم في الصف ساعة كالسجن بينما هو يسمح لهم بالخروج والدخول حسب رغبتهم وطلبهم ! وأوصاهم بأن يرفضوا كل كلمة أو معلومة يقولها المعلم لهم ! . أخيرا أفتتحت المدرسة ، دخل عليهم المعلم بملابس لم يألفوها من قبل، يعلمهم طريقة الجلوس والسوأل والجواب ، بدأ عليهم الملل والانزعاج ... نتيجة ما تعلموه من الملاّ من إلاعوجاج !! . بدأ المعلم يكتب على اللوحة السوداء ( السبورة ) ويطلب منهم تعلمها ، إلا أنهم حسب توجيهات ملاّهم ! رفضوا وقالوا بصوت واحد " أفندي الملاّ يقول : " هذا غلط "..! الملاّ مو هيجي يعلمنا ..! الملا يعلمنا أحسن "!! بدأ المعلم يؤكد لهم أن هذا هو الصحيح والملاّ أفندي ! كان يعلمكم خطأ في خطأ! . نقل الاطفال كلام المعلم الى الملاّ ولكن الملاّ أصر أنه الصحيح والمعلم على خطأ! طبعا أمام الاطفال فقط ، أما في قرارة نفسه يعرف الحقيقة ! فكّر في خطة جهنمية !: تحدى الملاّ المعلم بذلك ، وطلب منه أن يقبل التحدي أمام الجمهور وفي ساحة مكشوفة وفي الهواء الطلق !! إستهزأ المعلم به وإستخفّ بتحديه إلا أنه قبل التحدي ! في يوم الجمعة طلب الملاّ من الاهالي الخروج الى الساحة ليحكموا بينه وبين المعلم !! تجمهر الاهالي .. وصاح الملاّ " ياجماعة يقول المعلم أفندي آني غلط وهو الصحيح !! وهسه نشوف منو الغلط ومنو الصحيح !! . طلب الملا من المعلم أن يكتب " حيةُ " فإستهزأ وإستخف به المعلم ، ومع هذا كتب "حية ُ " أما الملا أفندي فرسم حية طويلة متعرجة ! ورفع الملآ الورقتين وصاح بأعلى صوته " يا جماعة أنتم شافين حية برأسين كحية المعلم .. شوفوا وإحكموا أية الحيتين صحيحة ؟ حيتي أو حية المعلم أفندي ؟ صاحوا الاطفال بصوت واحد ثم تبعهم الاهالي .. هييييي هيييي !! حية الملا أصح !! إحنا ما شايفين حية برأسين !!! . وأكمل الاطفال الملا نريد أن يعلمنا !! لا المعلم ." وهكذا فاز الملاّ الامي بالاستفتاء الحر النزيه ودون تزوير أو تدخل !! لا من الشرطي ولا المختار!! وهكذا فازوا الملالي والمليّات عندنا بالتصويت الحر النزيه ، إلا من الافكار الرجعية بأسم الدين وبفضل الملالي في الجوامع والحسينيات ، فازوا حتى على أساتذة القانون والمثقفين فازوا فعلا بل يريدون أن يفوزوا مرارا وتكرارا بفضل الجهل الذي هو رأس مال رجال الدين من كل الديانات والمذاهب دون إستثناء دين أو طائفة ..و قبل أن تستفيق الجماهير وتعرف الحقيقة .. وتعرف حقوقها وخاصة المرأة التي طال إستعبادها من كل الجهات حتى من المرأة نفسها بفضل خطب وفتاوى رجال الدين ، بأن المرأة عورة !! وأنها ناقصة العقل والشخصية وأن النسوان عسكر الشيطان !! . أن عقل[ مس بل ] التي أسست الدولة العراقية ، و[فيجامة لاكشمي] التي أدارت جلسات هيئة الامم المتحدة و[أنديرا غاندي ] التي قادت أكبر دولة ديمقراطية في العالم من حيث السكان و[مركريت تاتشر] التي زاحمت وفازت على فطاحلة ساسة الامبراطورية البريطانية التي كانت يوما لا تغرب الشمس على إمبراطوريتها .و[مدام كوري ] التي اكتشفت اليورانيوم و[أجاثا كريستي ] التي لا زالت قصصها تطبع وتقرأ في أكثر لغات العالم وملايين أمثالهن لا يمكن حصرهن بالحساب والتعداد ، كلهن عقلهن أقل مستوى ونضوج من عقل راعي الابل أو البقر أو حتى الملالي الذين حفظوا الايات على ظهر القلب وكفى واتلقوا لحاهم وارتدوا عمامة !! لا لسبب إلا لان هذه خلقت إمرأة وذلك خلق رجلا ، ومهما سعت وجاهدت وتعلمت ستبقى إمراة وبالتالي تبقى ناقصة العقل والشخصية والايمان ، فقد كتب عليها أن تكون كذلك ، ما زال أن ليس بإستطاعتها أن تصبح رجلا !! وإذا ما أصبحت رجلا لاسمح الله ! تكون نهاية العالم والبشرية ومعهم إولئك الحاقدين على المراة اللذين يعتبرونها عورة وناقصة العقل !! أوليس حضن المرأة المدرسة الاولى التي تخرج منها اولئك الملالي والمتبحرين في العلم !! لا عتب على الاميين والجهلة بل العتب كل العتب على الذين يستغلون الجهلة لاغراضهم الشخصية من رجال الدين وبعض الساسة الذين يعتبرون الاميين والجهلة سلما يتسلقون به الى المناصب التي لا يستحقونها . ثم العتب على المثقفين الواعين الذين يتركون هؤلاء الجهلة والاميين لقمة صايغة لللاعبين على الحبال في كل زمان ومكان ." كلكم راعي وكل راعي مسؤول عن رعيته " أي كل مثقف يتحمل جزءا من مسؤولية جهل الجهلة ، وإنسياقهم وراء رجال الدين والساسة المتاجرين بالدين ، في قضايا في الحقوق والواجبات الدنيوية .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |