أبطال وعملاء في أدبيات البعث

محسن ظافر غريب / لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

 

كان خطاب أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير3 أيارالماضي، موجها الى كل صحافي وصاحب موقع إلكتروني من مشايخ الإنترنت، يمتهن بغيرحرفية، مهنة طرأ عليها خفة وسفه، ويجهل ألف باء الصحافة، وتتقعر في دواخله رواسب جلآده، رهين المحبسين؛ عمى البصيرة والسجن، أمثال صدام حسين وخطابه النشاز، عديم الأدبيات وكل ما له صلة حسب أو نسب بالأدب. وقد جاء في خطاب عنان :" إن حق البحث والحصول ونقل المعلومات والأفكار، بواسطة أي وسيلة إعلامية، مدرج في المادة 19، من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأن حرية الإعلام حق كامل للإنسان، وأن القضاء عليه يولد خطرا على أمن الجميع".

 في ذكرى نكبة العراق وسورية في7 نيسان1947م، بمولد البعث المسخ المنافق النافق، نكبة تناسلت عنها نكبات، بدء بنكبة فلسطين في 14 أيار من السنة التالية1948م، ونكبة العراق خاصة في8 شباط1963م التي بدورها تناسلت نكسة حزيران1967م، في الجوارالفلسطيني وسورية خاصة في الجولان، وبأثر رجعي في نكبة8 آذارالذي أعقب بعد شهر واحد، شباط الأسود في العراق، ونكبة العودة الأخيرة بعد نصف عقد من الزمن للبعث في خيانة17 تموز التي سرقها البعث بعد13 يوم من الشؤم في30 تموز، والتي إندحرت في مخاض عسير مؤلم لدورة تجدد الحياة في نيسان ربيع بغداد 2003م. في هذه الذكرى المؤلمة، نستقبل بعد شهر من الآن، ذكرى رحيل مؤسس البعث، أب أياد( أحمد) "ميشيل يوسف عفلق"، عليه ما عليه، الذي أراح وأستراح. في ذكرى العام الماضي، أصدر أيتام حزبه البعث المحتضر، بجهدهم الذي يقدرون عليه، في( النضال السلبي)، بيانا جاء فيه:" تطل ذكرى رحيل القائد المؤسس والبعث يقود المقاومة المسلحة التي ستحرركامل تراب العراق التاريخي وجغرافيته الوطنية من زاخو شمالا وحتى كاظمة جنوبا من إحتلال الأجنبي، ومن أتى بهم الأجنبي، ليقيمهم(نواطيرا) على تراب العراق، بعد إجتزاء شواطئه الجنوبية في بداية القرن الماضي، وفي محاولته الخائبة لتقسيمه الآن". وفي يوم مولد حكومة العراق الإنتقالية المؤقتة، الذكرى 68 لمولد "صدام السجين"، وجه حزب عفلق هذا ربيع العام الجاري، بيانا آخر جاء فيه؛ " وعندما يحيي البعثيون والعراقيون والعرب ذكرى ميلاد الرفيق القائد المجاهد صدام حسين في هذا العام، فإنهم إنما يعبرون عن الحب، ويظهرون الوفاء، ويستمرون على العهد، ويؤكدون البيعة للرفيق . . صدام حسين، هدية البعث للعراق وهدية العراق للأمة، هكذا صاغ القائد المؤسس أهمية نضالات الرفيق صدام". وفي الذكرى السنوية الثانية لفرار فارس البعث الى جحره في منطقة الدور قرب مسقط رأسه قرية العوجة، عقد في19نيسان الماضي، مؤتمر حمص، برعاية رفاق البعث في المخابرات السورية والمنظمة العربية- السورية لنصرة الشعب العراقي ومشاركة حزب صلاح عمرعلي التكريتي(الإصلاح الديمقراطي) ورفيقه أحمد الأحمد، والشيخين أحمد البغدادي وجواد الخالصي، لبحث سبل تصعيد المقاومة المسلحة في العراق"، لتأتي عمليات " البرق " المسلحة المستمرة بدء من منطقة القائم الحدودية، كرد فعل من الجانب العراقي، تودي بتكرار مثل هذا المؤتمر المؤامرة في بيروت خلال الصيف الجاري، وتودي بالمسخ صدام السجين وحزبه الفاشي الشوفيني.

 لقد تناول د. محمد جابر الأنصاري في كتابه" الفكرالعربي وصراع الأضداد "( صدرسنة1996م)، فصلا خاصا بعفلق،عن كتاب زهيرالمارديني، الصادرعن دارالريس أواخرعقد ثمانينات القرن الماضي. كما تناول الكاتب السوداني عبدالعزيزحسين الصاوي، في كتابه" مراجعات نقدية للحركة القومية- عودة جديدة من السودان الى موضوع قديم " ( الصادرعن دارالطليعة البيروتية سنة1999م)، وهو دراسة موجزة تتناول لأول مرة الأثر المسيحي في نهج ميشيل عفلق، تكوين شخصيته، بمقاربة لشتى جوانب سيرته الذاتية وسيرة رفيق قيادة "غاريبالدي"، لدى حركة الوحدة الإيطالية "مازيني"، تحت عنوان" المرحلة العراقية في حياة عفلق حتى عملية الكويت!. 

 عضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي العراقي " أياد العزي" (كان عضوا في المجلس الوطني المحل)، كشف جانبا هاما من الحقيقة بقوله : " أن لطهران ودمشق اليد الطولى في أعمال التخريب التي لاصلة لها بالمقاومة المشروعة الهادفة لطرد المحتل( لدى لقاء صحيفة الشرق الأوسط به في الجزيرة تلبية منه لدعوة حركة مجتمع السلم - الإسلامية الجزائرية - ، لم يغادرالعراق، إلآ بعد فرارصدام وحزبه)، أن إيران وسورية متفقتان على تعويق الأميركان في مستنقع العراق بأي ثمن كان،حتى لو إستلزم التضحية بأمننا ودمائنا وأبنائنا، والبلدان لهما أجندة لإطالة عمرالإحتلال، يؤخران الى حين الأزمة بين أميركا وكل من إيران وسورية. المقاومة تدفع الإحتلال". آل سعود من طرفهم أمسوا يتخبطون خبط أعشى، يهبون نفط شعبهم وأموالهم الخرافية للغرب ويعلنون آيات الولاء للأنجلوساكسون، لدرجة التعاون مع البعثات الأنجيلية الأميركية، ببذل المال الكثير، كما كشفت مجلة Christian Science Monitor.

 في هذه الذكرى يبقى الخطاب البعثي الأعوج الأعرج يضلع وحده كأي مسخ كسيح ولد ليتعذب ويعذب، ويكابر كما كان شأنه من قبل، فيتذكر أمثال د. شاكرمصطفى، معلمه الأديب عفلق، صاحب مسرحية "موت السندباد" ذات الفصل الواحد، التي نشرتها مجلة "الطليعة" الدمشقية في عددها رقم 5 الصادر في تموز1936م. وترجمت الى الإنجليزية في كتاب" The Modern Arabic Short Story -" The Arath of Sindbad، لمؤلفه: A Norrative in one act by Michael AFLAQ, by Profeor Mohammad Shaheen . فكتب المتذكر المذكور:" ميشيل عفلق، هو السمفونية التي لم تتم في الأدب العربي الحديث"، وذلك تمهيدا، لتكتب د. رزان ميشيل عفلق : " موت السندباد هي المسرحية الوحيدة التي كتبها الأستاذ ميشيل عفلق وذلك في سنة1936م. ولا أكون مبالغة إذا قلت أنها ذروة في الإبداع الفني ونموذج فريد للأدب الرفيع الصافي أسلوبا ومحتوى .. ففي بضع صفحات قليلات( فصل واحد)..

فشخصية السندباد لوحدها وافرة الغنى. فهذا الشخص المعتز الذي يعود من آخر سفراته الطويلة الى بغداد القديمة، محطم البنية مهترىء الهندام، خائبا مفلسا، خاسرا كل ثروته، فاقدا أهله وبيته،هو في الحقيقة بطل، البطل الذي يتطلع دوما إليه الأستاذ عفلق( نجده قبل عامين سنة1934م) في السندباد وعشيقته. وإذا ربطنا بمقاله "الأرض والسماء"سنة1944م، الأرض متطلبات الجسم ولذات الحياة اليومية مقرون ذلك بالإيمان. عاد بسرالحياة فخرجت الأفعى السوداء من فم السندباد بعد موته ، سلطة الشيوخ أتت بالضربة القاضية، على السندباد الذي تجرأ فتفوه بالحقيقة. تعبيرالشيوخ إستعمله عفلق سنة1955م، في مقاله خبرة الشيوخ وإندفاعات الشباب ، للدلالة على النفعيين والجبناء والمتخاذلين، ومقاله الإيمان سنة1943 تبقي على صحة طريق النضال. وبتحقيق الإشتراكية نمهد البيئة لخلق مجتمع صالح".

 تحرص أدبيات البعث بجناحيه في العراق والشام، بإدعاء صفة البطولة قبل سقوطه بفرار رفاقه، وتوكد إسقاط Projection صفة العمالة، على كل واع رافض للبعث مرفوض منه، وكاد المريب أن يقول خذوني!. حتى إذا وضع ربيع بغداد 2003م، وربيع دمشق2001- 2005م، جناحي البعث على المحك، بان في وضح النهار، بعد خداع بل قل ضياع جيل بأكمله، على ما عرف بأنها صفة، إنما هي صفقة مغلفة ببهرج دعائي وخطاب مدع خداع متلون، مثل حرباء، وقل"عرف السبب فبطل العجب!".

 كان الصحافي الرافض المرفوض، الذي لم يغادر موطنه سورية إلآ مرة واحدة في مهمة إعلامية،"حكم البابا "(44 سنة)، جامع مقالاته اللآذعة ضد أنظمة الإعلام والسياسة والأمن، في كتاب " كتاب في الخوف"، بدء بمقاله الأول في صحيفة " النهار" البيروتية مطلع سنة أولى الفية ثالثة2001م، بعنوان" ثلاثون عاما من الإلغاء : لاصحف ولاصحفيين ولا من يحزنون "!، وعلى أثره بدأت أجهزة الأمن تستدعيه مرارا، بعد تهميشه ونقل عمله خلال19سنة في صحيفة "تشرين" الدمشقية الى مكتب الصحيفة في حلب(350 كم شمالي دمشق)، لأنه كان يرى أن لبنان يكبر وسورية تصغر، أو على رأي صاحبة الصوت الملائكي رمز لبنان، فيروز:"يا ورق الأصفرعم نكبر، تخلص الدني وما في غيرك يا وطني، وبتظلك طفل صغير!"، ثم "أبواب أبواب، شي غرب، شي صحاب،شي مسكر، شي ناطر، تايرجعوا الغياب"، ثم لأن"حكم البابا "، وقع على بيان يطالب الخصم، بالإفراج عن عضوالأمانة العامة لحزب الشعب الديمقرطي السوري رياض الترك، يقول عن إمتهان البعث لمهنته في كتابه هذا(عنوانه عنوان مقالنا السابق)؛" إن الصحافي الذي كان يكتب عن خطة الحكومة الرشيدة، فإنه بعد شهرمن إنتحار رئيسها "محمود الزعبي"، يكتب عن سرقاتها وفسادها( كما جرى في العراق، بعد شهر من إنصراف حكومة رفيق البعث"علآوي"، القابلة للصرف الديمقراطي!)، والكاتب المصري نجيب محفوظ، مع الشاعرالفلسطيني محمود درويش كانا على القائمة السوداء، تحولا بعد صدور أوامر البعث، الى محورمديح!. إن المسؤولين السوريين يفضلون قراءة الصحف العربية على صحفهم.وفي6 أيارالجاري شارك في برنامج قناة الحرة الأميركية بالعربية، في نقاش حول الضغوطات الأميركية للإصلاح في سورية. وكان قد شاطره قوله الناشط الحقوقي"د. عمار قربي" القائل : " أحصيت أكثرمن 40 محطة تلفزيونية تبث سقوط تمثال صدام مباشرة من العراق، إلآ أن التلفزيون العربي السوري، باثا برامجا عن الآثار والبراري والحيتان، وفي نشرة الأخبارالرئيسة في الثامنة والنصف مساء، أي بعد5 ساعات على سقوط التمثال، لم يكن هناك قرار بإذاعة هذا الخبر!( ذلك لأن الإستبداد نابع من غرائز الجوارح والكواسر والحيتان).

 بيد أن قيام قيامة البعث الوحيد على الأرض، خلال 4 أيام إنعقاد مؤتمرالقيادة القطرية لحزب البعث ( الديمقراطي) في ذكرى النكسة، حزيران العام الجاري، حتم على حكم البعث إيجاد لجنة إعلام ناطقة تعمل على أرض الواقع، بإسم الحزب، برئاسة وزير المغتربين السورية السابقة، السيدة "بثينة شعبان"، وعضوية وزيرالإعلام د. مهدي دخل الله، ومدير وكالة الأنباء السورية د. عدنان محمود، ومديرالتلفزيون السوري معين حيدر، فضلا عن رؤساء تحريرالصحف الرسمية الثلاث.

 ومثلما جناحا البعث، ظاهرة،"ثمة ظاهرتان متشابهتي الطبيعة"، يقول كتاب " نجيب عازوري" الصادر سنة1950م(يقظة الأمة العربية)، ويتابع" في هذه الآونة في تركيا:يقظة الأمة العربية وجهد اليهود الخفي لإعادة مملكة إسرائيل القديمة"(ص41). ولد عازوري سنة1870م، ماسوني كان عضوا في جمعية تركيا الفتاة المناهضة للخلافة الإسلامية العثمانية، منها إنسحب ليعمل بمنصب مساعد حاكم القدس"كاظم بك"، الذي طرده ليغادر فلسطين سنة1904م، وفي السنة التالية ساهم في المؤتمرالعربي الأول في باريس، وتولى تحرير صحيفة"مصر" لسان حال حزب"مصرالفتاة". كان يرى أن مصر قبطية بربرية أفريقية فرعونية غيرعربية، إنطلاقا من إعتماده العرق واللغة.أصدر في 24 نيسان1907م، كتابه المناهض للجامعة الإسلامية بعنوان "جامعة الوطن العربي"، وساهم مع يوجين يونج بتأسيس حركة معاداة اليهود في باريس. ويرى فرنسا رسول الحرية والحماية للوطن القومي العربي، وأن العرب والكرد والأرمن يريدون الإنفصال عن الشجرة النخرة تركيا. وبرعاية فرنسا عقد عبدالحميد الزهراوي في18 حزيران1913م ، المؤتمرالعربي السوري . وإنتخب نائبا للرئيس وكان الأعضاء : إسكندرعمون، شكري غانم، ندرة المطران، نعوم مكرزل، خيرالله خيرالله، شارل دباس وغيرهم. وقد عبرت جمعية الآداب والعلوم في بيروت 1842م،عن هذه اليقظة العربية التي جلبها السيد بونابرت الى مصر بعد واقعة أبي قير.

ومن أقطابها فضلا عن سلامة موسى في مصر، شبلي شميل ( سميه البعثي العروبي العيسمي)، وبحق بطرس البستاني، ثم الجمعية العلمية السورية سنة1857م، وقصيدة إبراهيم اليازجي سنة1868م، ومطلعها؛ " تنبهوا وأستفيقوا أيها العرب / فقد طغى الخطب حتى غاصت الركب"، حتى قامت الحرب الروسية- التركية سنة1877م، بدء إحتضارالرجل التركي المريض!.

 وورثت" الثورة العربية الكبرى"، أسلاب تركة المستبد غيرالعادل، في شبه جزيرة الأناضول، فتمخض كل من؛ لململة الأنجلوساكسون لفلول الجيش العثماني، لتأسيس الجيش الذي عادوا بعد ثمانين حولا، ليحلوه في العراق بقيادة أميركية، وكذلك مولد حزب البعث العربي في الشام.تمخض عن تلكم التداعيات التي وصلت مداها المرسوم لها، تحت غطاء رسالة العدل التي طبقت وترجمت عمليا الى جور، وهدف الوحدة التي كرسها الأجنبي الطامع كما يشتهي، شروط تشرذم وإذعان، بمثل إتفاقيات"سان ريمو" و" سايكس بيكو" الإستعمارية،على أرض العرب وعلى عموم أمة الإسلام، من كشمير الى مراكش، لتكون وعاء يستوعب مشروعه"الشرق الأوسع" بدعاوى منح حرية مزلزلة،قامت على باطل، فهي باطل،لأنها إن لم تنتزع، فإن المانح وزارة يسلب وطنا، والمبارك للجلبي منصبه، يفرض الدليمي(خنجرا) في خاصرة الجعفري رغم مظاهر تدين الإثنين وورعهما وتورعهما عن الأخذ بالطائفية، لدرجة زواج الدليمي وهو سني من سيدة شيعية على ما يصفون. كما أن هذا الذي يمنح قادرعلى أن يمنع مستحقات السيادة كما تفتح وعينا عليها مع القيادة الحقيقية للعراق التي إغتالتها نكبة8 شباط1963م، لأنها كانت حقا وصدقا وفعلا صناعة عراقية بإمتياز.

 وبعد لعبة الحرب الباردة نضج في العصرالسوفيتي، هذا المشروع غيرالشرعي مولدا وغيرالمشروع منهجا،على هيئة سيناريوهات، وعلى نارهادئة، منها؛ إسداء نصح المدير الأسبق، لقسم " الشرق الأوسط " في مجلس الأمن القومي الأميركي، وهو محلل سياسي، في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، المعروفة بمختصرها الكريهCIA، ويدعى" فلبنت ليفبربنت"، لإدارته الأميركية، في كتابه الموسوم بعنوان " إرث سورية ؛ إختبار بشار بالنارTeriting Syria:Trying Bashar By Fir "، ويعرف العنوان الفصل الثاني، بعنوان مشابه " إرث حافظ وإرث بشار"، ويقع في286 صفحة قطع متوسط، خلص فيه مؤلفه الى هذه المقاربة؛ بأن بشارا غير متزمت عقائديا مثل طالبان، وليس بمجرم مثل رفيقه في جناح البعث الآخر صدام، وهو كرر إستعداده للإصلاح والعصرنة رغم غياب الوضوح، وعليه؛ وجبت صفقة مع سورية، ومن المخيب عدم حشد واشنطن الإمكانات والجهد لذلك.

 في التاسع من نيسان كان يا ما كان، ثم وقع إستشراف شاعرنا "مظفرالنواب"؛ "في العاشرمن نيسان نسيت على أبواب الأهواز حذائي!"، كناية لما بعد إغتراب 4 مليون من أمثاله الإضطراري لتفشي طاعون البعث في موطنه العراق، وفي العاشر من أيار2005م، صحيفة " النهار" البيروتية، طلعت علينا بمصادر أميركية مطلعة، تفيد بأن سفير حكومة البعث اليتيم في واشنطن ( د. عماد مصطفى)، كان قد عقد صفقة غير كفء ، وبعد مطالعتنا الصحيفة، فهمنا أنها كالعادة بين رفاق البعث أفرادا مثل؛ القيادي الريادي الشيعي"علي صالح السعدي" الذي إعترف أنه جاء بقاطرة قطار أميركي،أوالمقود السني"سعدون الدليمي، الذي قيل أنه جاء ممتطيا(همرا مطهمة)، إلآ أنه لم يتأبط شرا،وعلى رواية أخرى، بل جاء على ظهردبابة أميركية، كفرد أم تنظيم، أونظام ، مثل عموم جناح البعث الإنهزامي في العراق، أو مثل المعمرالذي تواجه سلطته خريفا ليبيا غاضبا،"القذا - في"، حسب وصف شبيهه العارف به، ولي عهدآل سعودعبدالله على الملأ، في أحد مؤتمرات القمة، ووصف الملتقى التشاوري الوطني الليبي في ذكرى أيلول الأسود الليبي للعام الجاري!.أما "الصفقة" فهي ( ضيزى) بالعرف الدولي، أعادت الشام الى حكم الطاعة إطلاقا، الى إما الباب العالي، وبيت الحرملك التركي، أويلحق بحديقة البيت الأبيض الخلفية، جريا على عادة الأمويين بإلحاق مثل ما سمي بكاتب الوحي (معاوي)، بنسبه مثل زياد ابن أبيه الذي نافسه عليه آخرون. ألم يقل شاعر لبنان، سعيد عقل؛ أمويون .. ألحقوا الدنيا ببستان هشام؟!.

 من طرفه سفير سورية لدى لندن " سامي خيمي"، وهو مقرب من الرئيس الشاب بشارالأسد، يعرب عن خشيته من هدف واشنطن(الحقيقي)، في حديث له لوكالة رويترز، ويقول:" آمل أن يكون تغيير النظام مجرد خيال"!.

 تزامن عقد تلكم الصفقة الصفيقة مع حج خادم الحرمين الشريفين الجديد، المملوك عبدالله آل سعود، الى كعبته المشرفة واشنطن، ولمزرعة سيده ، سيد البيت الأبيض، بوش الإبن(كراوفورد) ، وهو عراب صفقة الكواليس، في 28 نيسان المنصرم، مع رئيس شركة Bridge Strategies New، السيد Joe ALBAUGH ، وبصفتيه سمسارا وصديقا من عهد الشباب لبوش الإبن، وهومع آخرين من مجموعة الشركة، يتطلع للتعاون مع نظام جناح البعث اليتيم في مسقط رأسه سورية، الذي كله عقل صاف، مثل إنشاء الرفيق الأعلى"ميشيل عفلق" المدرسي(في سبيل البعث) عن عهد البطولة والفروسية، كله آذان صاغية للتعاون،عسى أن يتفادى أمثولة، أومثال مصير توأمه المهزوم في العراق الذي ضربه الله مثلا، حيث أن الله جل جلاله لايستحي أن يضرب مثلاما ذبابة، بذمامة جناح البعث!.إذ أعرب البعث بلسانه العربي المبين عن أمله بقبول بضاعته مزجاة عن أيد وهو صاغر، وقد فقه تماما الإستحقاق الذي حق ووجب عليه!.

 ومن المناضلين رفاق صدقوا ما عاهدوا الرفيق الأعلى عليه؛ أب طارق ( سعدون الدليمي، من أصول قبلية عربية من غربي العراق)، أقام عشر سنوات أيدا، في مضارب آل سعود، الأمرالذي أعاده داعية داهية إسلامي، على خلفية حصوله على زمالة دراسية في جامعة " كيل" البريطانية، عندما كان يؤدي عمله ويتعاون مع رفيق البعث، مديرالأمن العام الأسبق اللواء " فاضل البراك "، في التحقيقات مع أعضاء التنظيمات(الشيعية) الممثلة في" الإئتلاف الوطني العراقي الموحد" الحاكم اليوم!.

 والعربون بخس، حصوله على شهادة الدكتوراه في علم النفس الإجتماعي في حزيران1990م. وعندما ولج الجيش المنحل ضبطا والمحل مسلكا، الى النتوء الجغرافي الجنوبي البصري - الكويت- ، قلبت السلطات البريطانية ظهر المجن لحلفاء حرب الخليج الأولى، وأبعدت رفاقهم من الطلبة البعثيين من معاهدها، الى العراق، ومن ضمنهم د. سعدون الدليمي، الفتى المكرس" إحتياطا مضموما! " ( وهذا مصطلح كان يستخدمه صدام قبل سجنه) لهذا اليوم، على أن يتخلف في الأردن سنة1993م، متعللا بالإنصراف للأعمال الحرة وللتجارة ( ولمآرب أخرى)، مع شركاء آل كعود، ومشعان الجبوري عضو الجمعية الوطنية العراقية اليوم، كما زعم المتقاعد النكرالبكر، بعد 18 تشرين الثاني1963م بأنه إنصرف لتربية البقر! ، ريثما يعود العراق، بقرة حلوب لأحد جناحي البعث، وتعود الشام في تشرين1970م ضيعة لجناحه الثاني، ويجيزمعها( بوش الأب للأسد الأب) ، لبنان ريثما يأتي الورثة، بوش الإبن والأسد الإبن!، فنقل الدليمي وزيرالدفاع الحالي خدماته أسوة بنائب رئيس الجمهورية الحالي الياور، الى آل سعود، ومعهما أسرتيهما، وحصلا على الجنسية السعودية، ليواصلا حركاتهما المكوكية المباركة، بين عمان ولندن وواشنطن، وشاركا بالعديد من مؤتمرات المعارضة العراقية، وقبل حرب خلع الأسياد لبيدقهم صدام المنتهية صلاحيته، إنخرط الدليمي، في دورات تدريبية، وورش عمل عديدة نظمتها واشنطن لعملائها العراقيين المنعمين، الذين دفعهم صدام وحزبه الى المعارضة، لتأهيلهم للعمل في العراق، بعد إحتلاله، بصفة مستشارين، أو موظفين، ولتأهيل الرفيق الدليمي ليحل في عرين مؤسس جمهورية العراق، الزعيم الخالد " عبد الكريم قاسم "، وزيرا للدفاع، وقد عاد مع فتح العراق إبتداء، ليفتتح واجهة " مركزالدراسات السياسية والإستراتيجية والإستفتاءات"، الذي يزعم ( الخبثاء) أنه ممول من وكالة التنمية الأميركية التابعة لوكالة CIA ذاتها، مع مراكز أخرى مشابهة تندرج ضمن تقليعة الرتل الخامس المعاصر، مراكز ومنظمات المجتمع المدني، وأن الدليمي ينافق وسوف ينافح مستقبلا، عن(مثل) إمام وخطيب جامع الأقصى في بعقوبة " الشيخ عبدالرزاق رشيد الدليمي"، الذي إنفجرت بيده قنبلة شعبية أودت بحياته، بشبهة الإنتحار، وقد برهن صدقيته في منعه تعرض قواته وقوات أخيه الشيعي الزبيدي ( الداخلية) للنسوة العراقيات، وبرهن على حسن سيرة ومسؤولية عالية في عمله الوضيفي!.

 كانت صحيفة " القدس العربي" اللندنية، قد نشرت للروائي العراقي المقيم في تونس، عبدالرحمن مجيد الربيعي ( وهوعلماني من الجنوب العراقي الشيعي)، مقاله الأسبوعي، وجاء فيه(بخ بخ!)؛" أصبح مشعان الناطق بإسم السنة العرب، ركب الموجة وهوالآتي في الركب الأميركي"!.

 في تاسوعاء نيسان2003م، سلم بغداد للأميركان، رهط سكرتيرالقيادة العامة للقوات المسلحة، الفريق الركن "حسين رشيد التكريتي"، وولده الرائد علي، عندما أهانا الشرف العسكري، وواجب الذب عن الحرمات، والذود عن حياض الوطن، فمكنا الإستحمار، الإحتلال الذي مهد أرضيته من قبل ، نفرفيهم صدامهم المصدوم بالرعب، وولى الخاسئون الأدبارمثل حمرمستنفرة، فرت من قسورة، فتسرب(علوج) الغزاة من هور رجب الى منطقة الدورة، بتواطىء قائد القطط السمان( الحرس الجمهوري) الفريق الركن ماهر سفيان حسن التكريتي، الذي إعتقل في17 تموز2004م، بعد أن ظل طليقا، في تكريت. وتم ترحيل الأب والإبن الى أميركا مع5 مليون دولار أميركي. وكأني بلسان حال الأميركان يقول؛ هذي بضاعتنا ردت إلينا!.

 وفي غرة نيسان2005م أفتى الوقف السني، مع64 عالم دين من أهل السنة على ضرورة الإنخراط في القوات المسلحة جيشا وشرطة وقوى أمن.

وفي العاشر من أيارالجاري، سلم الشعلان الشيعي وزارة الدفاع للدليمي، فإنتقلت المواجهة المسلحة الى حدود الأنبار- سورية، داخل منطقة القائم، والشارع العراقي مازال بين تفسير وتبرير. حمى الله الحمى العراق الحبيب.

 

مـلــحــــق بأقوال (شاهدين) من الشارع العراقي

_________________________

 طالعتنا أعداد صحيفة عبد الباري عطوان" القدس العربي"، في 19 حزيران - 2 آب، على التوالي، من الصيف الماضي ، وفيها مواضيع بقلم عضو" نقابة الصحافيين العراقيين"، وهي مازالت، مثل أموال القاصرين( مجمدة)، الإعلامي "هارون محمد"، المقيم في لندن، وقد جاء فيها:" من المحزن، إسناد وزارة الدفاع، في حكومة علآوي، الى رجل لايعرف ألف باء العسكرية، وضعيف الشخصية، كل كفاءته؛ أنه كان موظفا في دائرة الإذاعة والتلفزيون، بدرجة ( فني تسجيل)، فهذا التعيين هو إهانة للجيش العراقي، وحط من مكانة وتاريخ، المؤسسة العسكرية والوطنية، فمثل هذا الشخص، الذي رشحه لعضوية المجلس الوطني في دورته الأولى عام1980م، رغم أنه لايصلح لهذا الموقع من جميع النواحي، وأرسله مع زوجته مرتين الى لندن، في منتصف الثمانينات لتلقي العلاج على نفقة الدولة، في الوقت الذي كان فيه العراقيون ممنوعين من السفر بالقوة، والإكراه، ولم يكتف النظام السابق، بما قدمه له، بل صدر من أعلى مراجعه، قرارا أثار لغطا واسعا، في حينه، أعفي بموجبه شقيقه، من قضية خطيرة، إعترف بإرتكابها عندما كان يدرس في تركيا، والقصة معروفة بتفاصيلها في الديوانية والحمزة والمشخاب. هذا الوزيرهو نفسه ذهب الى أربيل ووقف في إجتماع الحزب الديمقراطي الكردي وبالغ في إطراء الفيدرالية الإنفصالية التي يطالب بها بارزاني وطالباني تقربا منهما"، "عندما يصر الأميركان على رفض، عودة الجيش العراقي الى الخدمة، وإنشاء جيش مهلهل جديد، وفق سياسات طائفية وعرقية، وإدخال ضباط وعناصر، من الميليشيات الحزبية والكردية والشيعية فيه، وأغلب هؤلاء لهم صلات مع إيران، عن طريق قادتهم وأحزابهم . رئيس أركان الجيش، اللواء عامر الهاشمي، قدم إستقالته. وزيرالدفاع، شيعي، والمفتش العام للوزارة، كردي. بعد كل هذا يريد منا الشعلان أن نصدق أن جيشه قادر على نقل المعركة الى شوارع وبيوت طهران!..عملاء إيران في الأحزاب الطائفية والكردية فككوا 160 طائرة عراقية مقاتلة من طراز ميغ 23 وسوخوي 29 وميراج 1 كانت البقية من سلاح الطيران العراقي منذ حرب1991م، كل طائرة كلفت 300 مليون دولار. نقلت الى إيران دبابات تي 54 و55".

 ومن أقوال الشارع العراقي، على لسان الشاعرالعراقي السبعيني"سعدي يوسف"، المقيم في لندن - كتب في 23 شباط2003م، و19 كانون الثاني من العام الجاري- على التوالي : " البعث في العراق، المختطف أوالأصيل يكمل مسيرته( ثلاثين عاما من الهول) ليسلم البلاد، الى المستعمر الذي جاء به، وليكون في منتهى السعادة لأن ثلاثة أوأربعة من ضباطه ظلوا في السلطة يعينون الإحتلال وييسرون مساعيه"،"يقول أحمد الكلب للشعلان :أنت هربت خمسمائة مليون دولار من المال العام الى بيروت، ويقول الشعلان المشعول الصفحة، لأحمد الكلب:أنت زرت إسرائيل ثلاث مرات .. الخ، المسألة؛ أن الإثنين، كانا من أخطر أتباع صدام حسين، حتى اللحظة الأخيرة. أحمد الكلب، ظل حتى غزو الكويت، من أهم موردي السلاح الى النظام. بل أنه كان وراء صفقة يورانيوم النيجرالتي تمت الإتصالات بشأنها في العاصمة الفرنسية.أما الشعلان، مشعول الصفحة، فقد تكفل المكتب الإعلامي لعصابة أحمد الكلب بتوثيق خدماته لصدام"!.

 الملحق من إعداد كاتب الموضوع أعلاه

 

 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com