|
لا تقتلوا الشهداء مرة ثانية، فمنْ قتلهم هو البعث حمزة الجواهري ناشط سياسي عراقي أبوظبي 2005-08-18
عظًم الله أجوركم وأجورنا بفقدنا هذه القافلة الجديدة من الشهداء الأبرار، نسال الله عز وجل أن يسكنهم فسيح جناته ويتغمدهم بواسع رحمته. لا أدري لماذا توجهت جميع الأصابع نحو الإسلاميين التكفيريين ونسي الجميع أو تناسوا أن أس البلاء في هذا البلد هو البعث؟ في الواقع أن التكفيريين الأوغاد، بالرغم من همجيتهم وبشاعة أعمالهم، فهم أقل خبرة وأقل ذكاء وإمكانيات من البعث، وأعتقد جازما أنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بعملية معقدة مركبة كهذه التي جرت في كراج النهضة وسط بغداد، في حين أن البعثيين هم الأكثر تطورا في عالم الجريمة من غيرهم، سواء كانوا صداميين أو غيرهم من المسميات الأخرى التي تخبأ البعث خلفها، جميعهم يصح عليهم الوصف العراقي القديم "حجار طهارة، واحد أنكس من الثاني" فلم يتركوا جريمة سجلتها كتب التاريخ إلا وطورها، وأضافوا لها الكثير، وحسنوا بأدواتها، وزادوا من بشاعتها، وأوغلوا بالقذارة في تنفيذها، وغرقوا بأوحالها حد الاختناق. الإسلامي التكفيري لا يستطيع القيام بعمل سوى ذلك النوع البسيط بغض النظر عن وحشية العمل، إنهم انتحاريين وحسب، يخططون وينفذون تلك الأعمال التي تعتمد على نوع من البشر جاء ليموت وحسب، وليس له هدف آخر سوى الانتحار، ربما يزرعون هنا أو هناك عبوة ناسفة، أو يضربون مسجدا والمصلين بداخله، أو يقومون باختطاف إنسان أعزل خلال عمله، فليس بمقدوهم أن يفعوا أكثر من ذلك، ولكن في جميع الحالات، هناك حقيقة واحدة ثابتة، وهي أن التكفيريين لا يستطيعوا القيام بأي عمل، مهما كان نوعه، ما لم يكون البعثيين طرفا به، حيث لا مأوى لهم سوى بيوت أعدها لهم البعثيين، ولا سلاح لهم سوى ذلك السلاح الذي قدمه لهم البعثيين، وهكذا، كل ما يفعله التكفيري ما هو إلا أعمالا يقوم بها نيابة عن البعثيين، ربما أهدافهم تختلف عن أهداف البعثيين، ولكن في النهاية يلتقي الطرفين في نهج واحد، وهو الوسيلة لبلوغ الأهداف، والتي تتمثل بالقتل ونشر الرعب والموت بين الناس. عملية كراج النهضة معقدة بكل المقاييس، حافلة تفجر عن بعد، وبعدها بدقائق تنفجر الثانية في الموقع الذي يتوقع البعثيون أن الناس سوف يتجمعون به، وما أن تخرج سيارات الإسعاف حاملة الضحايا، تقف لهم بالمرصاد ثلاثة مجاميع مسلحة تطلق الرصاص نحو الأبرياء من الناس وهم يقومون بجمع الضحايا وإنقاذ الجرحى، ولم يكتفوا بذلك، فلحقوا بالضحايا والمنقذين إلى المستشفى القريب والمتوقع أن يستقبل الجرحى ليفجروا السيارة الثالثة في الجميع أمام المستشفى. هذه العملية المعقدة غير ممكنة التطبيق على الإرهابيين القادمين من الخارج، لأنهم لا يعرفون البلد بدقة ولا يملكون كل هذا الكم من الإرهابيين المدربين على أعمال القنص والترويع والملاحقة حتى إتمام المهمة، وربما لا يملكون كل الإمكانيات اللوجستية التي صاحبت العملية بالكامل، لأنها بحاجة إلى من يعرف الطرق بشكل جيد جدا، وربما يعرف تماما جميع المخارج الممكنة في حال حصول نوع من إغلاق الشوارع التي تجري بها العملية وما إلى ذلك من ترتيبات ضرورية لإنجاح عملية معقدة كهذه. أضف إلى ذلك، إن أحد مستشاري وزارة الداخلية العراقية من على شاشة الفضائية العراقية أكد للمشاهدين أن التفجيرات لم تكون من النوع الانتحاري، حيث جميعها جرت بأجهزة التحكم عن بعد، وهذه الوسيلة لم يستخدمها التكفيريين الذين يعتبعون الوسيلة البسيطة التي تعتمد على الانتحار. كلا الطرفين الضالعين بالإرهاب في العراق هم مجرمين، ولكن توجيه الأصابع نحو الإسلاميين التكفيريين يحقق أهداف البعث من انتهاج هذه السياسة التي تريد صرف الأنظار عن المجرم الحقيقي، وهم البعثيين، لأنهم ببساطة شديدة يريدون العودة للسلطة من جديد، ومن يريد أن يحكم عليه أن ينظف سجله الإجرامي من جميع الأوساخ العالقة به، ولو كانت الجرائم من النوع الصريح أنها بعثية صرف، فأي مسحوق غسيل يمكن أن يزيل هذه الجرائم، وكيف يمنحوا الفضائيات العربية الفرصة لصرف الأنظار عن البعث وإحالتها إلى مجهول، لا هوية له ولا شكل ولا لون ولا طعم له، لذا فإن سياستهم ترتكز على الاختباء وراء الإسلاميين التكفيريين، وحين يتأكد العراقي أن الجريمة قد ارتكبها البعثيين، فإن البعثي في هذه الحالة هو البعثي الصدامي، وهذه هي النظرية الجديدة التي يراد لها أن تدخل في الدستور العراقي الجديد لتبرئ ضمنا جميع البعثيين من الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي يوميا، وقد نجح البعثيين فعلا بإدخالها في المسودة المتهرئة التي صدرت، وأعتقد أن هذه المفردة سوف تبقى بالدستور الدائم بعد التصويت لأنها لا تمثل نقطة خلاف بين الأطرف المتصارعة، وهذا ما يبدو وضحا من خلال مجريات الأمور لحد الآن. أيها الناس: لا تضيعوا دماء الشهداء بين القبائل، وتقتلوهم مرة أخرى، فإن من قتلهم هو البعث باسمه المطلق، وما المسميات الأخرى محاولة بعثية قديمة معروفة لخلط الأوراق وصرف الأنظار عن جرائمهم القذرة، فهم البعثيين أو البعثيين الصداميين أو المقاومة الشريفة أو المقومة القذرة أو الإسلاميين التكفيريين، أو عصابات الخطف والسرقة، كلهم ذات واحدة وهي البعث ولكن بكيانات مصطنعة مختلفة. أيها الناس: ألم تتعلموا لغة البعث التي بقي يحدثكم بها لما يزيد على أربعة عقود من الزمن؟ إنها لغة واحدة لم تتبدل مفرداتها بشيء، لغة أسسها واحدة وقواعدها واحدة ومفرداتها واحدة وجرسها واحد وإرثها واحد، إرث بعثي نجس، فهل سمعتم عراقي تحدث بهذه اللغة غيرهم؟ لغة خلط الأوراق والتدليس والكذب والرياء والافتراء وصرف الأنظار عن الحقيقة، أدواتها السلاح والحديد والنار والسجون والاغتيال والتعذيب والخطف والغدر الاغتيال التهديد والتخويف وإشعال الفتن طائفية كانت أم غير ذلك، باختصار كل المعاني التي تصف الشر في الأرض. منذ اليوم الأول والبعث يختبئ وراء واجهات مختلفة، جميعها مشخص ومعروف، إنهم يختبئون تحت الثياب، وفي الهواء، وخلف كل ستار، وفي الجحور تحت الأرض، وتجدهم في الفنادق الفخمة المنتشرة في العواصم العربية، تخبوا أيضا خلف المؤتمرات الكثيرة التي عقدت في بيروت وعمان والجزائر والكثير من المدن العراقية، وتخبوا خلف أحزاب بمسميات جميلة، وتخبوا تحت العمامة والعقال، وحتى تلك الجماعات التي ترتدي ملابس البشر والتي تساهم اليوم مع الشرفاء بصياغة الدستور العراقي الذي يفترض أن يكون دستورا لبلد ديمقراطي تعددي فدرالي!!! أيها العراقي إن عدوك واحد وهو البعث وليس غير البعث، ومن قتل قوافل الشهداء في العراق هم البعثيين، ومن يقتلهم اليوم في النهضة والنعيرية والمحاويل والحلة هم البعثيين، ومن سيقتل العراقيين في المستقبل هم البعثيين، فلا تدعوهم يوزعون دماء أبنائكم الشهداء بين القبائل، فالعدو واحد ولا أرى سواه أبدا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |