بلد النفط .. بدون نفط !!

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

من يصدق بأن العراقيين يعانون من شحة النفط والبنزين والغاز ..  حتى في مثل أيام الصيف هذه ، والعراق يعتبر من البلدان التي تمتلك إحتياطي نفطي كبير قياسا للبلدان الإخرى ، بحيث كان يوصف العراق ولايزال ، بكرة تطفو فوق بحيرة كبيرة من النفط !!

أين مكان هذا الوصف من واقع الحال ، المزري والمتردي في توفير الخدمات والإحتياجات الضرورية للعراقيين ، والذي جعلهم يقفون طوابيرا طويلة ، تأخذ من الوقت ساعات وساعات من الإنتظار الممل ، لكي يحصلوا على كمية من البنزين ، وجعل منهم كذلك يتراكضون وراء صهاريج النفط المتنقلة لكي يحصلوا على كمية من النفط

ومن يشاهد هذه الحالات وغيرها، على شاشات التلفاز من العراقيين في الخارج وغيرهم من العرب والأجانب ، لا يصدق أبدا ، بأن هذه المشاهد تنقل له من عراق النفط والثروات الوفيرة والخيرات الهائلة ، بل كأنها  لقطات ومشاهدات من أفقر بلد في العالم  .

  ومقابل هذا فأن العراقيين يحتجون كل يوم ، ويطالبون المسؤولين بتوفير كل أنواع الوقود والخدمات الحياتية لهم ، لأن معاناتهم لا تطاق أبدا ، حتى في فصل الصيف لا يتوفر النفط والغازوالبنزين !! ، فكيف إذا حل فصل الشتاء وهم بدون وقود وكهرباء ؟؟

ولكن أن هناك من المسؤولين من يقول ، أن سبب عدم توفير الوقود الكافي بكل أنواعه وإنقطاعات التيارالكهربائي ، وعدم توفير الماء الصالح للشرب ... وغيرها الكثير ، ناتج عن إستمرار العمليات الإرهابية والإجرامية التي تستهدف البنية التحتية مثلما تستهدف أرواح أبناء العراق

هذا صحيح ولا خلاف عليه ، ولكن وبالمقابل أن هناك من يلعب دورا تخريبيا خطرا ، من خلال عمليات التهريب المنظمة المحلية والى خارج الوطن ، للنفط والوقود بكل أنواعه ، إضافة الى ذلك لا تزال زمر الفساد الإداري والمالي تتحرك وتنشط في أغلب مؤسسات ودوائر الدولة ، وفي أعلى المستويات دون رقيب ولا حسيب

أن من أمثال هؤلاء ، لا يختلفون عن زمرالعصابات الإرهابية والإجرامية ، التي تقتل هنا وتفخخ السيارات والأجساد الجبانة هناك ، وأن المفسدين والإرهابيين هدفهم واحد ، هو قتل البشر وتدمير الإقتصاد والمؤسسات الخدمية وإشاعة الفوضى وعدم الإستقرار الدائم في البلد

فلذلك يتطلب من الجميع ، حكومة وأحزاب ومؤسسات ومنظمات وكل المعنيين ، محاربة الفساد المالي والإداري أولا ، وفضح كل المفسدين عبر وسائل الإعلام ، مثلما تعرض عصابات الإرهاب عبر شاشات التلفاز ، لأن المفسدين إرهاهبيون أيضا ، وأعمالهم تعتبر من الجرائم الإقتصادية الكبرى ، والتي يجب أن  يحاسبوا عليها كالمجرمين والإرهابيين

وأن في حالة تحسن الوضع الإقتصادي والمعاشي والخدماتي للمواطنين ، سوف يساهم كل هذا في محاربة الإرهاب والإرهابيين والفساد والمفسدين والرشوة والمرتشيين ، ومن دون ذلك لا يمكن أن يسود الأمن والأمان وتوفير كل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية وفي مقدمتها الكهرباء والنفط والبنزين

 

            

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com