|
العلمانيه والدين جواد كاظم خلف
السطور التي أصفها هنا محاوله متواضعه ومركزه لتقديم تفسير من وجهة نظر شخصيه أحاول قدر ألأمكان أن تكون حياديه!عذرآ لمن يعتبرها إساءة لقناعاته... في بداية الثمانينات كنت مدرسآفي الجزائر لمادة العلوم الطبيعيه للتعليم الثانوي كما يسموه أو ألأعدادي كما نسميه....كان العلم وبعين مجرده من الدين هو هدفي لأيصال مايمكن أيصاله للطلبه، كنت أؤمن بتوسيع أفاق خيال الطالب بحيث يكون متحررآ من أي أفق غير ألأفق العلمي......في أحد ألأمتحانات قررت مساعدة الجميع بعلامه واحده من مجموع العشرين التي تمثل الحد ألأقصى....طريقتي إلى ذلك بسيطه أطرح سؤالآ وأطلب من الجميع أن يكتبوا وجهة نظرهم ، المهم أن يكتبوا!، ليحصل من يكتب على درجه واحده.... السؤال كان بالصيغه التاليه، تخيل إن علم الوراثه سيتوصل إلى تهجين ألأنسان بالكلوروفيل ...ناقش هذه الفكره. بلا شك إن الفكره خياليه علميآ ولكنها قد تصبح واقعآ يومآ ما!... إن حدثت فمعناها إن ألأنسان سيكون منتجآ للطاقه وليس مستهلكآ وهي ثوره بايولوجيه تقلب الكثير من الموازين على أرضنا! لست هنا بصدد الدخول في التفاصيل.... المهم كل من كتب سطرآ أو صفحة حصل على علامته..... مرت أيام قبل أن يستدعيني المدير الجزائريالذي كان رجلآ كبيرآ في السن وبنفس الوقت إمامآ وكان معجبآ بمشاكساتي الكثيره ومحاميآ عني لأبعد الحدود!,, أمد الله في عمره إن كان حيآ وأسكنه فسيح جناته إن أسلم ألأمانه،، طلب مني الجلوس وأخبرني إن هناك فوضى وشكاوي من أئمة المساجد حول الموضوع وأنه يحاول أطفاء النيران وأفضل الطرق ربما تجنب هذه المواضيع..... كان ردي أنني أستاذ بيولوجيا ولست مستعدآ للعب دور رجل الدين.... المهم كان العام الدراسي في نهايته مما ساعد بأنهاء الموضوع... وددت أن أقول بمثالي هذا أن مجالات الحياة متعدده ومن الصعب أقحام العامل الديني فيها لأن علم الكيمياء أو الرياضيات أو علوم الطب أو الهندسه ....الخ لايمكن لها أن ت ضيع في زحمة نصوص الدين.... نظرية فيثاغورس لاتقبل الجدل والتجربه خير برهان .... في ألأنسانيات كالفلسفه والأجتماع والأقتصاد إلى حد ما...الخ هناك أمكانيه للجدل للرأي والرأي ألآخر.... ربما ذهبت بعيدآ بعض الشئ في العلوم وقصدي من هذا إن تفاصيل الحياة اليوميه معقده وكمثال أخذت العلوم كمثال على حرية البحث والتقصي دون عوائق لا من الدين ولا من رجالات السياسه...العلوم في كل ألأحوال لاتفضي إلى تقويض الدين بل إن طريقها مختلف وله وجهته ولا يعنيها وبكل ألأحوال ليست قادره على تثبيت أو نفي حقائق ألأديان.... أنهاتتعامل بمفردات ولغه وأدوات لاتمت للدين بصله. الدين يبقى قناعه شخصيه تتفاوت من فرد لآخر ومن الصعب اليوم فرض قناعه بعينها لأن فلسفة الدين ذاتها شائكه ومتنوعه ولذلك ظهرت أحزاب دينيه كل منها يحمل فلسفته ويدافع عنها .... كل ألأحزاب دينيه أو سياسيه لايمكن وضعها ضمن العلمانيه التي هي ,, العلمانيه،،عباره عن زاوية نظر عريضه جدآ تصل إلى ال 180 درجه، بمعنى إنها تسمح بوجود المؤمن والملحد والعاقل والمجنون والعالم والجاهل!والمتطرف بأقواله والمعتدلألخ في قارب واحد.... الملاحظ هنا إن المتدين الغير متحزب والذي يتستر في تدينه بأعتبار ذلك لايخص ألآخرين بل يخصه والخالق فقط......أنه يلتقي تمامآ مع العلماني في كل نقاط التسامح أعلاه وله نفس زاوية النظر... ال 180 درجه! الصوره معكوسه تمامآ للمتحزب الديني أو السياسي، زاوية نظر التسامح لديه محدوده جدآ ، إنها على قدر مايمليه عليه تنظيمه ومهما أدعى المتحزب السياسي من علمانيه فهو كاذب لأن علمانيته لاتتعدى مصالحه وتحالفاته الحزبيه ومهما إدعى المتحزب الديني من أيمان فهو يبقى أسيرآ لفلسفه واحده ، فلسفة حزبه الدينيه!.... المتدين المجرد والعلماني المجرد يلتقيان ويتفقان دون أن يدركا.... وكلآ منهما لن يعيق تطور المجتمع ... على ألأقل بسبب نقائهماوللحديث بقيه!!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |