كيف تحمي الحكومة العراقية شعبها وتخلص لحيتها من الإرهاب!؟
طارق حربي
tarikharbi@chello.no
ليس لدينا وصفات جاهزة نحن الكتاب والشعراء خارج وطننا ويد الجعفري خلو من العصا السحرية، بعد تركة الخراب التي خلفها النظام الساقط، هذا أصبح مؤكدا لأن الإرهابيين الذين يصفهم قائد شرطة سامراء بالمجانين، ولايمكن إيقافهم في قتل المدنيين، سيستمرون في عملياتهم الغادرة وليس بايدينا إلا أن نفكر بطرق جديدة لمكافحة إرهابهم، الذي مايزال مسنودا من دول إقليمية لها أجندتها في تقسيم العراق، والدفع بالعملية السياسية نحو مهاوي المجهول!!
ويتساقط أبناء شعبنا في الشوارع والكراجات والمطاعم وفي كل مكان، وسط حزننا العميم وسخطنا من صمت عربي وإسلامي خاصة، فكارثة الأربعاء الفائت في كراج النهضة، أدخلت الحكومة في مأزق حرج للغاية، وواضح أن هذا هو هدف الإرهاب اليوم : وهل هناك غير إضعاف الحكومة وزعزعة الثقة بها، وفي النهاية جعلها تعمل في واد، بينما الشعب ينطحن في واد آخر!
إنني أشك كثيرا في أن مغسول الدماغ القادم من مغاور تورا بورا وكهوفها، وإن صلى ركعتين في جوامع دمشق، وأطلق رصاصتين في القائم، إبتهاجا بقتل أكبر عدد ممكن من شعبنا، أشك بأن المذكور يعرف شوارعنا ومطاعمنا وكراجاتنا بهذه الدقة وهذا الرصد الميداني، مالم تكن تسنده خبرة مخابراتية عراقية وغيرها، من منظومات دولة المنظمة السرية الساقطة، فتفجير سيارتين مفخختين في كراج النهضة، ومن ثم اللحاق بجرحى العملية الجبانة، إلى مستشفى الكندي وتفجير الثالثة بالذين يخلونهم وغيرهم من المراجعين، إنما هو عمل إجرامي مدروس ومخطط له بأيدي الجبناء اليائسين من بقايا صدام، أي قيادات ميدانية تطور العمليات، ورأس مال يشجع، وفضائيات تلمع وتصوغ الأخبار حسب الهوى الطائفي!.
لايجب ترك الشر القادم من وراء الحدود الغربية خاصة يستفحل، ونخسر المزيد من أرواح شعبنا، فيدمر البرابرة مستقبل العملية السياسية وبالتالي مستقبلنا كله لاسمح الله، إن الحكومة العراقية ولكي تحمي شعبها وتخلص لحيتها من الإرهاب، تحتاج إلى إعادة نظر ومجابهة القتلة بشجاعة ومسؤولية وعمل دؤوب، أرى من هنا :
- أن لاتفلت روح المبادأة والمبادرة من يد الحكومة في شن حرب معلومات سريعة ووافية ضد الإرهاب، لاأحد اليوم يطرب لسماع وكيل وزارة الداخلية العراقية لشؤون الاستخبارات السيد حسين علي كمال وهو يصرح للإعلام: (( معلوماتنا في الوزارة لا تزال ناقصة الأمر الذي يسمح بعودة التفجيرات الانتحارية بين الحين والآخر...))!!!
- دهم أوكار الإرهابيين وتقديم من يلقى القبض عليهم إلى محاكمة عادلة، لإنزال القصاص بهم، وعدم إعادتهم إلى بلدانهم، كما حدث مع البهيمة السعودية التي فجرت صهريجا مؤخرا وقتل 12 عراقيا ثم أعادته الحكومة العراقية إلى السعودية، بسبب حروق في جسمه النتن ليستقبل هناك بطلا قاتل الشيعة الكافرين!!
- عدم ترك العراقيين المتعاونين مع الإرهابيين بأي شكل من الأشكال، وإنزال أقصى العقوبات بمن يؤويهم ويطعمهم ويسهل لهم الحركة في الوطن ويزوجهم ويسهل أمرهم.
- تقديم الأصوات العراقية النابحة في الإعلام إلى المحاكمة العادلة، وأقصد أولئك الذي يسوغون قتل الأبرياء العراقيين وقطع الرؤوس تحت شعارات المقاومة الشريفة!!، واولهم طبعا هيئة علماء البعثيين والضاري وابنه ومشعان وطكعان وغيرهم، لأن تصريحات هؤلاء وجعيرهم في الفضائيات الطائفية خاصة، تشجع على الإرهاب وتخل بالأمن القومي للبلاد.
- معلوم أنه في عهد النظام الساقط كانت تعمل على الحدود الغربية ثلاث منظومات استخباراتية، شمالية ووسطى وجنوبية، مكلفة برصد الحدود وجس النبض وتسليم الهاربين من محارق الحروب الصدامية، وكذلك السياسيين المطاردين والمطلوبين وغيرهم، وكان قسم كبير من تلك المنظومات ممن يعرفون الصحراء جيدا : أي من البدو الرحل وأبناء المدن الحدودية وخدموا النظام البعثي طويلا، لماذا لاتشكل الحكومة العراقية اليوم منظومات شبيهة بسابقاتها، لكن بكادر وطني ومخلص للعراق!!؟،
أرى أن بث العيون العراقية على الحدود ولاسيما في القائم وآلبوكمال وغيرها من المدن الحدودية، وتشجيع العراقيين في تلك المناطق على العمل الإستخباراتي خدمة لوطنهم، وإلقاء القبض على الإرهابيين وهم مايزالون على الحدود، كل ذلك كفيل بقمع الأرواح الخائسة وردها عن نحر العراق الحبيب!
- تطهير الأجهزة الاستخباراتية من عناصر النظام الساقط، في مشروع وطني لايقبل المحاباة ولاتبويس اللحى لإرجاع فلان وتقديم اسم علان في تلك الأجهزة الحساسة!
- ولابد من الدهم المستمر لورش تصليح السيارات المشكوك بأمرها في المدن العاصية على العملية السياسية العراقية، وكبس ورش تحضير السيارات المفخخة وتفكيكها وتقديم الأيدي النجسة إلى القضاء.
- في كل دول العالم ترصد مكافآت مالية مشجعة لمن يدلي بمعلومات عن أماكن تواجد الإرهابيين قبل بدئهم بالعمليات، فلماذا لاتبادر الحكومة في هذا المجال لما له من مردود جيد على الملف الأمني!؟
- تخصيص يوم واحد أو يومين لكل مدينة يشك بتواجد الإرهابيين فيها، وفرض حضر التجول وإحصاء السكان وإخراج الغرباء لاسيما العربان الإرهابيين الجربان الملتحين المغسولة أدمغتهم بخطابات بن لادين والظواهري والأنظمة العربية الظالمة.
- كلام الدبلوماسية العراقية والإعلام العراقي على النظام البعثي السوري، أرى أنهما غير قادرين البتة، على ردعه، عادة لايؤخذ المجرمون بالدبلوماسية واللين، وكأن الذي يفعلونه في العراق أمر هين وانتهى الأمر، بل بالعكس فهذا النظام الفاشي لايكف عن سياسته العدوانية تجاه وطننا، ويحتاج برأيي إلى وقفة تشبه الوقفة الدولية بعد اتهامه باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق الحريري، وتم طرد جيش سوريا من لبنان (بليله ظلمه!!)، على الحكومة العراقية إيجاد طرق بديلة أكثر فاعلية وحزما، سواء مع النظام الفاشي في سوريا، أومع بقية الأنظمة المستبدة المجاورة، التي لاتنوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وأفضعها تأهيل الإرهابيين في معسكرات خاصة وتشجيعهم وإرسالهم لقتل العراقيين.