رسالة الى خالد مشعل مع التحيات العراقية

زهير كاظم عبود

zouher_abbod@hotmail.com

 السلام عليكم

الدماء العراقية التي سفحناها في المطلة وجبل الشيخ والخيام ومزرعيت والغور والناقورة ورويسات محمود ومجدل شمس لم تكن قانية بما يكفي، فقد دفنت اجساد طاهرة في قبور مجهولة وبغير علم من اهلها لحد اللحظة.

الدماء العراقية التي صبغت ارض فلسطين أو اراضي الجولان وسفح جبل الشيخ والأغوار من اجل الوقوف الى جانب حق ومحنة شعب فلسطين لم تكن بالمستوى الذي يليق بأن يلتفت اليها خالد مشعل.

سنوات عجاف كنا ياسيدي مشعل نتوسد التراب ونأكل أعمارنا نضعها في اياديكم، نتوغل معكم وربما قبلكم في دوريات وعمليات نقتطع بها من زماننا أملاً بتحقيق الخطوات الأولى نحو النصر الأكيد لشعب يمتلك حقاً في الحياة الحرة والكريمة والعودة مثل باقي الشعوب، سنوات عجاف كانت سلطة صدام تحاسبنا عليها وتلاحقنا عليها بسبب انتمائنا الى تنظيمات العمل الفدائي في فلسطين مهما كانت اشكال واحجام هذه التنظيمات، فغير مسموح لنا نحن اهل العراق في زمن الطاغية ان نكون منتسبين الى غير تنظيم ( جبهة التحرير العربية ) وهي منظمة نخجل من الأرتباط بها لكونها ترتبط بجهاز المخابرات العراقي سيء الصيت وهذه المعلومة يعرفها كل العراقيين.

لن استغرب وانت تحث الناس على قتلنا، ولن استغرب وانت تشجع الناس ان يفجروا انفسهم وسط حشود اهل العراق، فقد تكالبت علينا كل بنات آوى اخي خالد، وصارت الجرذان لها انياب في العراق، وصارت الخطابات تبدأ بتحرير العراق من الأحتلال وتنتهي بقتل ابناء العراق، نفس ابناء العراق الذين اعطوك دمهم وارواحهم واعمارهم ومستقبلهم، نفس العراقيين الذين توسدوا مع اخوتك تراب القواعد والربايا والقواطع والمعسكرات ليس لهم معك عقد او وعد سوى ضمائرهم.

التفجيرات التي حدثت في فقراء اهل العراق تعبر بصدق عن النوايا الحقيقية في نفوس من يريد ان يفتك بشعب العراق، والتشجيع على القتل يعبر بصدق عن محنة الضمير العربي والأسلامي تجاه اهل العراق.

اجل اخي خالد من يتنادى بالخطابات وبالمقالات يتستر بعبارات ليس لها موقع او محل من الأعراب في دحر الأحتلال والأنتصار على الأمبريالية، يتستر تحت عباءة التنظيمات المتطرفة والأرهابية يريد ان ينتقم من شعب العراق، لايعبر الا عن مكنوناته الشخصية تجاه مايحمله من حقد على شعب العراق.

وأزاء عملية التجهيل والأعماء التي تتم للمواطن العربي الساذج الذي تمكنت منه الفضائيات والكتابات الصفراء حتى صار اشخاصاً هنا في العراق لم نسمع بأسماؤهم ولابأصواتهم وليس لهم مواقع بين المجتمع قادة يطالبون بالموت لشعب العراق لأنه تخلى عن طاغيته، فهذا زمن التمسك بالطغاة ماداموا يلصقون اسم فلسطين في مؤخرة خطاباتهم.

أجل اخي خالد هذا زمان هجين صار فيه الساقط شهيداً والشهيد قتيل ومنبوذ وتلصق به صفة العمالة، وتتذكر معي العامل أحمد عبد الأمير المنظف في امانة بغداد الذي كان يجمع الأزبال والأوساخ من ارصفة العاصمة والذي تم قتله ( لعمالته للأمريكان )، فجمع القمامة صار عمالة للأمبريالية اخي خالد، هذا العامل كان يحلم براتب لايعادل 100 دولار يستطيع به أن يكسي اخوته القاصرين ثيابا مثل باقي الناس وأن يتمكن من توفير لقمة الخبز لأمه الأرملة، لكن خطابات القتل طالت روحه الشهيدة فتوقفت عن العطاء الأنساني، التفجيرات التي حصلت في الحلة وبغداد الجديدة والمسيب وكراج العلاوي والنهضة وكل باقي العراق حصدت ارواح البؤساء والفقراء من اهل العراق، حتى من يشتري الخبز في الصباح صار عرضة للقتل تحت نداء خطابات القتل.

اخي خالد مشعل بأسم الدم العراقي المراق، وبأسم الضحايا من تم ذبحه نحراً او بالرصاص او بالتفخيخ بسيارات منفجرة أو بأجساد لبهائم عربية يتم شحنها لقتل اخوتك واهلك الذي تباهوا يوما انهم جعلوا انفسهم وارواحهم فداء لشعب فلسطين وليس ضد شعب فلسطين أرسل لك هذه الرسالة والسلام.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com