|
انهما النقيضان الكوليرا والنووي في ايران صاحب مهدي الطاهر / هولندا
لم يات التناقض هنا من باب الفعل والتاثيرالذي يمكن ان يحدثاه هذان الصنفان فكلاهما وباء يستهدف في الدرجة الاولى الجنس البشري فيفتك به ويحطمه شر تحطيم، الا انه ياتي من باب اخر يختلف تماما فالكوليرا وباء يظهر بشكل طبيعي كنتيجة للتدهورالكبيرالذي تعاني منه البنية التحتية وهو عكس الثاني ينشط اكثركلما كانت البيئة اكثر ترهلا وخرابا لذا فهو بامتيازعاشق للفقراء ،اما الثاني وهو النووي فمن صنع البشر وابداعاته الخلاقه المتقدمة يحتاج الى ارادة حقيقية والى بنية تحتية وتكنولوجيا متقدمة جدا وسيولة مادية ضخمة للانتاجه في الامس الاول عصف وباء الكوليرا بايران واصاب اكثر من خمسة مائة وسبعين شخصا توفي لحد هذا التاريخ سبعة منهم ،ولم تقتصر الاصابات في المناطق النائية بل شملت مناطقة كبيرة وحيوية كالعاصمة طهران ومدينة قم، هذا يعني ان ايران ما زالت لم تصل بعد الى المستوى المطلوب من الخدمات الضرورية التي تجنبها وقوع مثل هذا الوباء الذي اصبح امكانية وقوعه في الدول المتقدمة من المستحيلات بعد ان وفرت كل الاسباب الكفيلة لردعه وسيطرت عليه من خلال النهوض ببنيتها التحتية ،الا ان الحكومة الايرانية ما زالت تكابر وتتحجج باعذار واهية وتماطل من خلال التسويف واطالة الوقت بغية الوصول الى امتلاك التكنولوجيا النووية وهي تعلم علم اليقين انها لو وفرت ربع الانفاق اللازم لتحقيق هذا الطموح لغرض توظيفه لبناء بنية تحتية ضرورية للبلاد لكان بالامكان تحقيق هذا الهدف وتجنب وقوع مثل هذه الكوارث . ان الحكومة الايرانية سبق لها وان استنجدت بفرق الانقاذ الدولية ابان وقوع زلزال بام الشهير وقد طلبت منهم حصرا تزويدها بالكلاب البوليسية بغية الوصول الى احياء مفترضين ما زالوا تحت الانقاض فضلا عن معونات اخرى مادية وطبية والخيام والبطانيات . ومنذ وقت قريب قتل اكثر من خمسة اشخاص وجرح المئات واعتقل مئات اخرين جراء الاحتجاجات التي اجتاحت اقليم عرباستان(خوزسستان) كنتيجة للوضع المتردي الذي وصل اليه حالهم المعيشي والاجتماعي والثقافي بعد اهمال واضح مارسته الدولة الفارسية عليهم . فاذا كانت ايران لم تزل تفتقر الى البنية التحتية والى الكلاب البوليسية وعجزها من تحقيق تقدم ولو بسيط في الاحوال والظروف المعيشية للمواطن الايراني وامور اخرى ضرورية وهامة هو بامس الحاجة اليها فما مغزى هذا الاصرار المنقطع النظيرعلى المضي بثبات من اجل امتلاك الطاقة النووية والسلاح النووي رغم كل الصعوبات التي تواجهها من قبل المجتمع الدولي لمنعها من تحقيق ذلك ؟! الحكومة الايرانية تبرر ذلك بين فينة واخرى ولكن على خجل بانها تسعى من خلال امتلاكها لتكنولوجيا السلاح المتقدمة للحفاظ على منجزات الثورة الايرانية، والسوال المطروح اية منجزات تتحدث عنها هذه الحكومة وحال ايران والمواطن الايراني بهذا المستوى السيء من الفقر والحرمان؟! واذا افترضنا جزافا ان ايران تمكنت من حيازة السلاح النووي والتكنولوجيا النووية فهل سيكون بالفعل الرادع الحقيقي الذي يمنع الاخرين من مهاجمة ايران ؟واذا كان الجواب بالايجاب فان مثل الازمة الكوبية التي وضعت العالم باسره على شفى حرب نووية شاملة في ستينيات القرن الماضي مازال ماثلا امام الجميع اذ وافق الاتحاد السوفيتي على مضض في اللحظة الاخيرة على سحب الصواريخ المنصوبة في كوبا واصدراوامره للسفن الحاملة للدفعة الثانية بالعودة الى موانئ الاخطبوط الروسي بعد ان تبين لرجال الكرملن ان قرار واشنطن راسخ ولا رجعة عنه مهما كانت النتائج وحيثياتها ، فهل تعتقد الحكومة الايرانية ان ايران ستكون في حين امتلاكها للسلاح النووي اكثر قوة واتساعا من الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يمثل المعسكر الشرقي بكل جبروته وسطوته وقوته ؟! واذا افترضنا كذلك ان ايران عندما تهاجم من قبل اية جهة كانت فهل تمتلك حقا القدرة والقرار السياسي على استخدام السلاح النووي ؟ وان كان الجواب بالايجاب فما هو مصير ايران والشعب الايراني وقتذاك انه دون شك كارثي ستفوق خسائره بالتاكيد الطرف المقابل للعشرات المرات، وفي هذه الحالة ماذا كسب الشعب الايراني من وراء هذا كله ومن هذه النتيجة المفجعة ؟ فهو لم ير خيرا يذكرعلى يد حكومته اثناء السلام بعدما كرست جل اهتمامها وسخرت كل موارد ايران الكبيرة لانتاج السلاح النووي وكذلك لم ير خيرا بعدما امتلك السلاح النووي المفترض بل كانت الطامة اعمق واكبر واعم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |