|
ما ايطول للصبح د. حيدر الساعدي
كلما اجلس امام الشاشة اللعينة سواء كانت شاشة التلفزيزن او الكمبيوتر تتوتر اعصابي واشعر بغثيان وصداع غريب عندما ارى او اقرا تصريحات المتغيبون وليس المغيبين عن الانتخابات كما يدعون ذلك وبكل صلف، وكاننا لم نكن مع الجماهير الغفيرة التي خرجت تبحث عن العراق الذي ضاع وتمزق نتيجة خمس وثلاثين سنة من ثقافة (العجل يابة اجتلو اذا خالفك الراي), او اننا في زمن بعيد جدا لكي تشترى به الاحاديث عن مناقب فلان و مثالب فلان وكل حديث عن مناقب فلان بكذا دينار ومثالب فلان بكذا، للاسف فالمتغيبون بارادتهم لازالوا يتحدثون بنفس العنجهية الفارغة والتي مللناها ولانرغب في سماعها مرة اخرى ولا احد يرد عليهم او يسكتهم . كلما اسمع تصريح لاحد الذين تمت دعوتهم للمشاركة بكتابة الدستور ظلما وعدوانا على ارادة الثمانية ملايين بطل ممن خرجوا وارواحهم على اكفهم للانتخابات، اتذكر حكاية شعبية ارجوا ان تسامحوني اخوتي القراء على سردها بالرغم من بعض الكلمات التي سترد فيها و لربما تكون خارج ماتعودتوه مني في كتاباتي السابقة، ولكن ولتطابق الحكاية مع الواقع الذي نراه ونعيشه اليوم اجد ان من الضروري سردها عليكم لعلهم يكفون عن ض...هم الذي نسمعه كل يوم . ( يحكى ان رجل فقير وزوجته اشتروا وبعد جهود وتقتير لمدة طويلة غطاء" لحاف كما نسميه باللهجة العراقية " ليقيهم برد الشتاء القاسي على الفقراء خصوصا . كان اللحاف ملونا ومزركشا وبالتاكيد غال الثمن بالنسبة لهم، فلذلك لم تسع الزوجة الدنيا وهي تراه وكانت تنتظر قدوم الليل على احر من الجمر كي تتغطى به وتتنعم بدفئه . وكحال الفقراء كان عشاءهم البصل والباقلاء وخبز الشعير وكل ما يحشو البطن وينفخها في نفس الوقت . جاء الليل واندست الزوجة تحت لحافها الجديد بكل سعادة واحتضنت زوجها السعيد ايضا بهذه المناسبة، وبدا الزوجة الحديث : - ابو فلان هذا اللحاف شكلة زين وثكيل اعتقد يطول عدنة سنتين لو ثلاثة . وسمع صوت غازات البطن تخرج من امعاء الزوجة بطريقة لا ارادية، فغض الرجل النظر ولم يعلق كي لايخجلها، فاسترسلت الزوجة وقالت: - ابو فلان هذا اللحاف شكلة كلش زين وثكيل واعتقد ايطول اربعة لو خمس سنوات . وسمع ايضا ذلك الصوت اللا ارادي واللعين يخرج من امعاءها المحشوة بالبصل والبقوليات والذي اثار الزوج ولكنه فضل السكوت على ان يفسد فرحتها بهذا اللحاف الجديد . سكوت الرجل وتغاضيه عن الاصوات الغريبة شجعها على الاسترسال بالحديث فقالت : - ابو فلان هذا اللحاف امبين عليه كلش زين وقوي وثكيل واعتقد يطول عدنة كل العمر . وخرج ذلك الصوت من امعاء المسكينة للمرة الثالثة والذي جعل الرجل هذه المرة يتنرفز و يخرج عن طوره وهدوئه ويصرخ بها قائلا : - ام فلان اللحاف كلش زين وقوي وثكيل وحلو وكلشي وكلاشي ويطول سنين وسنين ويبقى لاحفادنا ولكن لو بقيتي على " اضراطج " هذا ماراح يتحمل هذا اللحاف المسكين للصبح ) . وانا ايها الاخوة القراء اكرر اذا بقي الاخوة المتغيبون على ض....هم الذي نسمعه كل يوم، فانا اؤكد لكم ان لحاف العراق مايطول للصبح.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |