|
زمن الإنقلابات قادم حمزة الشمخي
بعد أن ساد في الأعوام الأخيرة، ما نطلق عليه بمشروع عملية الإصلاح والإنفتاح الديمقراطي وإنتقال السلطة بالطريقة السلمية على الصعيد العالمي، وعدم الإعتراف بشرعية الإنقلابات العسكرية، وخاصة في منطقتنا العربية صاحبة التاريخ المتميز بإنقلابات الدبابات والعسكر . حيث إستغلت بعض الأنظمة العربية هذه الظروف، وتحديدا الأنظمة التي جاءت على ظهر الدبابات لإستلام السلطة بقوة السلاح وبالضد من إرادة الشعوب، بحيث إستثمرت هذه الحالة لصالحها، من أجل البقاء للأبد في الحكم، بإسم التعكزعلى الشرعية والإستفتاءات الشكلية، على الطريقة العربية 99، 99 من الأصوات للرئيس الواحد الوحيد ولكن بنفس الوقت، لن تحسب هذه الأنظمة الإستبدادية حساباتها بالشكل الصحيح، حيث نسيت أن بعض الدوائر والجهات الدولية الداعية للديمقراطية وحقوق الإنسان، بإمكانها التخلي عن أقرب المقربين لها بسهولة، من الأنظمة والمنظمات والأشخاص من أجل ضمان مصالحها الخاصة أولا، والأمثلة كثيرة على ذلك حيث إعترف المجتمع الدولي، بالإنقلاب العسكري بقيادة عمر حسن البشير الذي أطاح بالحكومة السودانية الشرعية المنتخبة بزعامة الصادق المهدي، وتكرر هذا المشهد مع الإعتراف بالإنقلابيين العسكر الذين أسقطوا الحكومة المنتخبة في باكستان ونصبوا العسكري برويز مشرف رئيسا للبلاد، بدلا عن رئيس الوزراء نواز شريف المنتخب شعبيا وهذا ما يتكرر اليوم في موريتانيا، مع الفارق طبعا ما بين نظام مورتانيا السابق، وحكومتي الصادق المهدي ونواز شريف المنتخبتين، حيث تم الإعتراف بالإنقلاب العسكري على العقيد معاوية ولد سيدي الطايع من قبل أقرب الحلفاء له بالأمس القريب، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وكذلك بادرت جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي للترحيب بهذا الإنقلاب العسكري، الذي قام به بعض المقربين من الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي الطايع، الذي جاء هو كذلك للحكم عن طريق إنقلاب عسكري في عام 1984 . أيها الرؤساء العرب .. أنتم اليوم أمام صورة الأمس الإنقلابية، والتي جاء أغلبكم للحكم عن طريقها، فلا حماية إقليمية أو دولية لكم بعد اليوم، لأن المصالح الدولية أصبحت سيدة الموقف قبل هذا النظام أو ذاك، وليس عمق إرتباطاتكم ومتانة علاقاتكم، مع من يحميكم من الدول الكبرى والدليل على ذلك، ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إتجاه حليفهما في منطقتنا وفي إفريقيا، الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي الطايع، والذي كان له أمتن العلاقات مع هذين البلدين، ولكنهما تخليا عنه بسهولة بعد الإطاحة به من قبل العسكر . هذا ما أكده الناطق بإسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم إيرلي حيث قال ( أن هؤلاء القادة الجدد يمشون في الإتجاه الصحيح، ونحن سنتعامل معهم حسب وعودهم، حيث قالوا إنهم سيحترمون شرف كلمتهم بالإبقاء على العقود النفطية والمسار الديمقراطي ) !! . هكذا تتعامل بعض الدول وفق إستقرار وبقاء مصالحها وتطويرها، حيث تكون هي في مقدمة علاقاتها مع الآخرين، وليس علاقاتها مع هذا الرئيس أو ذاك، والرئيس المخلوع معاية ولد سيدي الطايع، خير مثالا لهذه العلاقات، حيث تركوه الحلفاء، من الأمريكيين والإسرائيليين، في يوم الشدة وهو يواجه من إنقلبوا عليه لوحده، حفاظا على مصالحهم أولا وأخيرا
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |