يوم العرس التركماني
جنكيز رشيد
jengezr@hotmail.com
لعل يوم 22 اب هو يوم اصح مايجب ان يقال عنه انه يوم الانتفاضة او يوم النهضة التركمانية والقشة التي قصمت ظهر البعير وهو يوم النصر العظيم الذي اثبت فيه صناديد شباب طوز خورماتو انهم اباة الضيم واليوم الذي نطق فيه الجميع من اهلها الاصليين كلا للطغيان كلا للذل مستمدين من مدرسة الطف دروسهم ومن عقيدتهم الثورية ومتاسين بابي الاحرار الحسين عليه السلام في معركة الطف حينما صاح هيهات منا الذلة فكان ماكان وحصل ماحصل ..
ان العقلية التي تعامل بها التركمان مع كافة مجريات الاحداث التي اعقبت سقوط الطاغية كانت تنم عن ادراك ووعي جماهيري تركماني متحضر في الصبر على المكاره واستتباب الامن بعد موجة من السلب والنهب والاعتداءات التي طالت بيوتهم فكان تكاتفهم لصد هذه الموجه بمزيد من التعقل والصبر واستنفاذ كل السبل السلمية والانسانية في التعامل مع الاخر ..
لكن في اليوم التاريخي 22اب ولما بلغ السيل الزبى كان الرد الصاعق والملائم لكل من تسول له نفسه من المساس بمقدسات التركمان وعقيدتهم وواجهوا الامر بغيرة علوية رافعين شعارهم الموت اولى من ركوب العار .
لقد انفجرت الحمية في الجموع الشبابية عندما فجر الطغاة رمزهم ورمز مدينتهم مقام الامام علي (ع) والتي هي معلم من معالم الهوية التركمانية وماللتركمان من ارتباط عقائدي بهذا المعلم فكانوا كالسيل الجارف واثبتوا للقاصي والداني اننا ان كنا قد صبرنا قبلا لم يكن من باب الخوف والجبن ويابى الله لنا ذلك بل كان من باب القاء الحجة على من كان يروم الاستفادة من هذه الاحداث ليحقق ماربه البغيضة والعنصرية ولكن كانت ارادة الله ان حاق المكر السيئ باهله وقالو اياليتنا كنا لم نفعل ذلك لعل الذي لم يشاهد احداث هذا اليوم قد حرم من مشهد عظيم للبطولة والايثار وهو يرى ابناءنا وهم يصدون الرصاص بصدروهم المليئة بالايمان والعزيمة والاصرار على اننا شعب حي لانموت ومستمدين من تاريخهم الطويل والمشرف في البطولة والبسالة فترى هذا الذي قد تحطم ساقاه الاثنتان وفي وسط شوارع المدينة زاحفا يقاوموعناصر الارهاب من حوله ويابى ان يستسلم او يخضع للضعفاء الذين لاتاريخ مشرف يدعمهم ولاعقيدة يتفانون من اجلها وهذا الذي استقبلته امه مصابا بعدة اطلاقات بالزغاريد والهلاهل وهو يبكي وتقول الام ولدي لاتبك ربيتك لهذا اليوم ويرد الشاب البطل على امه اماه اني لاابكي خوفا ولاهلعا ولكنني ابكي لانني اخشى ان لااكون قد وفيت واجبي وماكان من الام الا ان احتضنته وقالت له ان هذه الجروح هي اوسمة شرف ساتفاخر به وهذا عرسك الذي لن افرح مثله باي عرس ...
صور عظيمة للبطولة تجدها في كل زاوية من زوايا مدينة اقصو رغم قصر الجولة ومحدوديتها الزمانية والمكانية لكنها كانت اشعاع اوصلت الغيرة العلوية التركمانية الى شتى البقاع وارسلت رسالة الى الجميع اننا امة لايمكن تجاوزنا في اية معادلة والسد الذي لايمكن القفز عليه وكذلك كانت تلك الشرارة التي ايقظت جميع المناطق التركمانية وعلمتهم ان من يابى الظلم ويضحي من اجل ذلك كان حقيقا ان يكتب الله له النصر و يعيش حرا ، واعلمت الجميع ان مجزرة 59 التي جرت في كركوك لايمكن ان تتجدد في طوز خورماتو لان هناك اناساً قلوبهم كزبر الحديد لايخشون في الله لومة اللائمين وسواعد لاتلوى وعلمت الجميع من ابناء المناطق الاخرى ان الجنة تحت ظلال السيوف فتحية كل التحية لكل شهداء المقام الذين استشهدوا واستنهضوا بدمائهم الزكية الالاف وسيبقون رمزا لرفض العبودية والذل وتحية لكل من اراق قطرة دم في ذلك اليوم ومن وقف وقفة الابطال وكانوا العون لعوائل الشهداء وعموم اهالي المدينة .