الاعلام العربي متهماً .. المقاومة الأردنية الشريفة

  

علي الشلاه

كاتب واكاديمي عراقي

مدير عام المركز الثقافي العربي السويسري

erde4uns@hotmail.com

 

 لم افاجأ بالعملية الارهابية الزرقاوية التي جرت في مدينة العقبة الاردنية وراح ضحيتها شهيداً بيد الارهاب احد الجنود الاردنيين وهو يؤدي واجبه الوطني، لكن الذي اثار استغرابي ان كتبة الارهاب ومروجيه في الصحف العربية لاسيما الاردنية قد ادانوا هذه العملية الارهابية الدنيئة التي طالما ساندوا مثيلاتها في العراق ودون هوادة، حتى عندما يكون الضحايا عشرات الأطفال كما حصل في بغداد او مئات المدنيين كما حصل في المسيب والحلة الفيحاء، ومثار الاستغراب ان المعلن من قبل الارهابيين عن العملية يشبه تماماً مايعلنونه في ارهابهم على ارض الرافدين، فالهدف هو المحتلون الامريكان لكن الضحايا هم الشعوب سواء في الاردن او مصر او العراق او السعودية، والمقالات المريضة التي تحفل بها صحفنا العربية تبارك القتلة وتدين الشهداء، وكلنا يعلم ان مطبلي الاعلام العربي الذين يجملون صورة الارهاب لايستطيعون العيش ساعة واحدة في ظل تخلف وبدائية وتكفيرية امير المؤمنين ابي مصعب الزرقاوي ( الذي يخطط لاعلان خلافته في شهر رمضان المبارك القادم كما تسرب مصادر ارهابية ضليعة) لكنهم رغم ذلك يمجدون ارهابه وقتله للعراقيين لأسباب مالية ارتزاقية او طائفية عنصرية صارت واضحة للقاصي والداني او مجاملة لغوغاء تحركها الغرائز انفة الذكر.

ولايقتصر الأمر على مقالات الرأي بل ان صياغات الأخبار وتحريرها يتم بطريقة اقل مايمكن ان يقال عنها انها منحازة للارهاب وغير موضوعية وتستبطن تبرير الجرائم التي لا يبررها ضمير او عقل من مثل القول ان جريمة موقف الباصات في النهضة في بغداد قريبة من وزارة الداخلية العراقية وتستهدف الوزارة في حين ان المسافة بين الموقف ووزارة الداخلية حوالي عشرة احياء سكنية يجب ان تباد جميعاً حتى تصل الشظايا الى وزارة الداخلية الواقعة في الجهة الاخرى من المدينة وعلى بعد لا يقل عن خمسة عشر كيلو متراً، ناهيك عن ان وزارة الداخلية هي وزارة عراقية لايوجد فيها امريكي واحد ام ان الجهاد الذي يدفع له بعض العرب مدخراتهم وزكاتهم وصدقاتهم صار ضد العراقيين وان هؤلاء المؤمنين الأتقياء يتقربون الى الله بذبح ابناء جلدتهم ودينهم العراقيين .

لقد كنا نحذر دائماً من ان الارهاب وكتبته هؤلاء يجرون وبالاً على العرب والمسلمين لن يقف عند حدود العراق ولن يزول بزوال الاحتلال الامريكي كما يتوهم بعضهم بل سيكون لدينا - عراقيون عرب - كما كان لدينا افغان عرب قد يبحثون عن جزائر جديدة لتدميرها بالمدى والسكاكين ذبحاً، واننا حين ندافع عن العراقيين بوجه الارهاب فاننا لانريد الدفاع عن المحتلين الأمريكيين كما يشيع الكتبة من صداميي الهوى ولا نريد حماية العراقيين وحدهم،بل نريد حماية كل الشعوب العربية والاسلامية من هذه الآفة الكارثية بهذا الدفاع الاخلاقي، فنحن لانريد رؤية المفخخات والملثمين في شوارع اية مدينة في العالم فكيف اذا كانت هذه المدينة عربية او اسلامية تشبهنا لغة وحضارة وتاريخاً، رغم ان هذا التشفي بالعراقيين في بعض وسائل الاعلام العربية يدفع بعض العراقيين الى قول كلام جارح لانرضاه لهم ولا للأشقاء العرب، وانني اقول بكل وضوح ودون لبس أو خوف انني مع اي شرطي عراقي أو اردني أو عربي آخريقمع هؤلاء الارهابيين القتلة ويعيدهم الى جحورهم التي جاءوا منها .

ان المطلوب اليوم من الاعلام العربي والصحف والفضائيات العربية بشكل خاص ان يلتزموا حدود الموضوعية المهنية ولاينشروا اي تبرير للارهاب أياً كان كاتبه ومهما كانت اسبابه لأن الاعلام العربي وبكل صراحة شريك بالتستر والتبرير والتحريض على كل شهداء الارهاب في العراق والسعودية ومصر والأردن وان بعض كتاب الصحف الأردنية والعربية شركاء في قتل الشهيد النجداوي الذي عطر بدمه ثرى العقبة، مثلما هم شركاء في مقتل الاف العراقيين والعرب وانهم اذا استمروا على منهجهم ذاك فلا غرابة في ان نرى مقالات قادمة تتحدث عن المقاومة الاردنية الشريفة التي تشبه المقاومة العراقية الشريفة في تحريرها للأرض من المواطنين وليس من المحتلين .

 حمى الله العراق والأردن وسائر الأقطار العربية من الارهاب بكل صنوفه واشكاله ومهما اتسع او ضاق، اما مروجوه وكتبته فأنني اطالب كل ذوي الضحايا وحتى الحكومات العربية بمقاضاتهم على اشتراكهم في هذه الجرائم بالتحريض والتستروالتبرير لأن في ذلك انصافاً للضحايا الماضين وانقاذاً لضحايا جدد قد يطالهم الارهاب الأعمى .

 

 

 



 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com