|
دستورنا راقي
الدكتور لطيف الوكيل/ جامعة برلين هو دستور انساني لا يوجد مثيل له في جميع الدول العربية. مع ذلك بما اننا في طور الديمقراطية والتقدم ليصقل دستورنا اكثر ونبين نقطة ضعفه. لكي يقل الكلام ويدل استعمل مصطلحات غير دبلوماسية الهدف هنا التوضيح وليس التجريح. وجدتها كل مطالبي التي لم تكن واردة في مسودة دستور الضباب , وجدتها في 18 صفحة من صفحات الدستور المقدم للتصويت! الا طلب واحد وهو ( تحريم مس الجسد) واحد من ثلاث بنود , تكون قانون صيانة كرامة الانسان العراقي,بغض النظر عن الجنس والسن و الدين و القومية والموقع الجغرافي , اي النفس العراقية. هذا هو البند الاول مفقود. التعريف باختصار لا يسمح حتى للطبيب مس جسد مراجعه الا بعد موافقة المريض, فما بالك من عسكري يبيح لنفسه ضرب مواطن في الشارع او اي مكان. البند الثاني وهو تحريم مس المعتقد فهو وارد بما فيها حرية الرأي. البند الثالث وهو لكل نفس اي لكل انسان عراقيي يجب ان يأتي دخل شهري على اسمه الشخصي, منذ الولادة حتى البين , على ان يكون هذا الدخل على الاقل يوفر السكن والاحتياجات الاساسية لكل انسان عراقي. هذا البند الثالث جاء في الدستور على شكل حلقات تكون سلسلة ضعيفة , لان قوة تلك السلسلة( فترة حياة الانسان العراقي) قوتها تقاس بقوة اضعف حلقة فها . باللغة العراقية ( الكرامة نقطة وليست جرة) اذا يجب ان تصان الكرامة كل يوم من ايام الحياة , وليس فقط ايام الطفولة و الشيخوخة , تعطف عليه الدولة بضمان اجتماعي, انما هو حق قانوني مشروع لكل انسان عراقي وفي جميع ايام حياته واين ما وجد, حق استلام دخل شهري من الدولة اذ لم يكن له دخل وعلى الدولة تعويض قليل الرزق بما يكمل نفقاته الشهرية ولكل مولود دخل حتى سن 18سنة. رغم ان الدول الاوربية لا يأتيها ريع من الارض كما يأتي للدول المصدرة للنفط الا انها بكل روقي تطبق ما ورد من البنود الثلاث التي تصون كرامة الانسان. بكل تأكيد يحترم المواطن لدرجة التقديس الدولة التي عملها مركز على صيانة كرامته. من اجمل ما في هذه البنود هي توفير الوحدة الاجتماعية والوطنية المنشودة والسلام الاجتماعي. مثلا في المانيا الاتحادية تجد كل المواطنين وكأنهم اخوة من ام واحدة عندما يكون الامر يهم المانيا. لان هذه الدولة الاتحادية (كالام العادلة الحنونة) وفرت الوحدة بخدمة الانسان الواحد وكل واحد بدون اي استثناء اي الشعب كل الشعب . كل ما تركز قوانين الدولة على خدمة الانسان العراقي الواحد كلما يزداد العراق وحدة بكل معانيها الجميلة. توزيع ثروات العراق : هذا المصلح مريب , يذكرني بأول اجتماع بين القوى السياسية العراقية في بداية السبعينات , لبحث تأسيس جبهة البعث مع القيادة الكردية والحزب الشيوعي العراقي , هنا صعد ممثل البعث على المسرح و قال الى الجهتين المجتمعتين اي الشيوعيين والاكراد " اسمعوا هي هايشة وسرقناها هل تريدوننا نقسمها بيننا وبينكم؟" منذ ذلك اليوم حتى 2003 والبقرة ملكهم. كانوا البعث دكتاتوريون بعكس احزابنا ديمقراطيين حيث أتفق اليوم على سلخ وتقسيم البقرة العراقية الحلوب, اما الانسان العراقي صاحب الارض الحقيقي اكل على عهد البعث حاو. وماذا سيأكل العراقي في عهد الدستور الديمقراطي؟ ممكن وصف تقاسم الثرة العراقية وصف فني . مثلا فلم عصابة دخلت على بنك وسرقت النقود وذهبت بها الى بيتها وهناك تقاسموا الغنيمة اذ لم يختلفوا في التقسيم فتنفجر معركة بينهم. مثل مصري " ما شافوا هم وهم يسرقون شافوا هم وهم يتحاسبون" السؤال الموجه الى السنة الذين سنوا الدستور , من اين تسدد الدولة متطلبات مواطنيها حسب دستوركم الموقر , اذا العصابة فرغت البنك؟ ومن خلال تقسيم ثروات العراق , اي تقسيم العراق!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |