عيوب الذات وتصديرها

جواد كاظم خلف

 

عيوب الشيعه والأكراد تلقى على السنه والسنه يلقون بها عل عاتق ألأكراد ألأغبياء والشيعه الروافض المتخلفين بينما عند إتفاق الثلاثه تلقى القمامه على دول الجوار وهؤلاء بدورهم يلقوها على ألأستعمار والأمبرياليه التي تلقيها بدورها برقبة تغير المناخ والبيئه ولذلك يجب إرسال مركبات الفضاء لدراستها!

عند وصولي إلى فرنسا كنت شابآ ، بدأت حياتي الجديده لدراسة اللغه في الجامعه....ألتقيت بآيه من الجنس اللطيف كانت تدرس الفيزياء....تكلمنا كثيرآ في السياسه، ألأقتصاد ، عادات وتقاليد الشعوب.... سألتني إن كان العراق مجاورآ للصين؟!.... كان العراق غير معروفآ إعلاميآ ،نعم كانت هناك الحرب العراقيه ـ ألأيرانيه ولكن في وسائل ألأعلام الغربي كل ماهو عراقي جميل وبديع وكل  ماهو أيراني قبيح!....المهم فهمت إن , ألأخت ،، لاتفقه شيئآ في الجغرافيه، بدأت أشرح لها عن موقعنا في شمال غرب آسيا دون جدوى!... قالت لي ، فهمت بلدك قرب كينيا!!... نعم ياجميلتي....وهل تشاهدون الحيوانات المفترسه؟؟ ، هنا قررت وعزمت!...تحدثت لها عن مشاكلنا كل صباح لأخراج الأسود والنموروالفيله من حديقة الدار لأنها تدوس الورود!.. حدثتها عن معاركي مع ألذئاب حيث كنت في إحداها  بمواجهة أربعه ولم أصب إلا بخدوش طفيفه!.... كان الحديث متواصلآحتى بعد منتصف الليل  وختمتها بفنون سحب الفيل خارج الدار بدون حبل!!

لم أكن أتردد من أقامة خمس أحتفالات بعيد ميلادي في العام ولكن المدعوين والمدعوات ليسوا ذاتهم لتجنب صراع ألأيديولوجيات!! ...

ذكرياتي من جامعة الموصل حيث أنهيت دراستي كانت مريره مع بنات جلدتنا، كان ذلك في أواسط السبعينات،شروط قبولنا كانت تعجيزيه، الطالبالفلسطيني والأردني والسوري ..الخ هو المفضل... لم نكن نحلم بأكثر من صدفه جميله تأتي بزميله للجلوس بجانبي في القطار عند سفري من بغداد للموصل والعكس....تهيأت جيدآ في أحد سفراتي وكان المقعد الذي بجانبي رقم 34 أضناني في البحث عن صاحبته والنتيجه كان من نصيب شرطي!!وعندها غفوت إلى حين وصولي الموصل!

في المهجر لم يتغير الحال مع بنات جلدتنا، عطفآ طلبت يد أحداهن لكي تكتسب هي ألأقامه !وكنت صادقآ ولست بحاجه لها!...كانت إجابة ألأم العجوز إن علي أن أقدم ذهبآ ووو.... ويجب أن تسأل عني أولآ لتعرف أخلاقي !!!نعلت ذلك اليوم الذي أوصلني إلى هذا الحضيض وقفلت راجعآ إلى أقربائي الفرنسيين!!فهم أشرف بمليون مره..... جاءت بعدي بعشرين عام وتريد ذهبآ وتسأل عن أخلاقي أنا ألساذج الذي يريد أخراجها من مشكلة أقامتها!

كنت أعيش مع شريكة حياتي  , ألأجنبيه!، وأبني الوحيد في مدينتي هادئآ، أباها مديرآ لأكبر شركه ,,جاجر،، لصنع عدادات  السيارات وعندما نجتمع عائليآ في بيتهم كان أهتمام الثلاثين الحضور يتوجه نحوي بأدب ولياقه ودبلوماسيه منقطعة النظير ومع ذلك كنت أرفض معظم الدعوات وأطلب من شريكتي وأبني أن يذهبوا لضمان التواصل ..... كانوا ,, ومازالوا،، يغرقونا بحبهم وكرمهم.... سألني ألأب يومآ عن سيارتي التي لاتوافقني!!فهمت قصده ولم أجب.... بعد أسابيع صادف عيد ميلادي,, من وجهة نظرهم!!،،.... جاءتني شريكتي بشيك ب 10 آلاف دولار!ماهذا؟!.... أنه هديه لنا لشراء سياره!.... طيب لاأريدها بأسمي ،لتكن بأسمك... جدل قصير وافقت... ذهبت لألمانيا وجئت بميرسدس جميله!.....بعد عدة أيام رن جرس الهاتف من باريس، أهلآ سلام ماهي أخبارك؟...  لدي أخبار سيئه لك !، قل ماهي ياعزيزي هل تحتاجني ؟ نعم، هناك عراقي مع عائلته في باريس وقد قتلهم الجوع!لابد من عمل له ليعيشوا،فكرنا ببيع وشراء  السيارات وليس لديه رأسمال ولذلك فكرنا بسيارتك ليبدأ بها وأنت وضميرك!!!!ولكن ياعزيزي.... لاياجواد أنت كريم ولن ترد لي طلبآ!سنأتي إليك.... مرحبآ بكم ولكن الموضوع مستحيل ولا أريد أن تتحملوا مشاق السفر!...سنأتي على أية حال لرؤيتك!

أحضرت العشاء وكانت هناك دعوه  إفتتاح مع عشرات ألأشخاص أختصرتها قدر ألأمكان وعدت متعبآ هالكآ!... إنتظار لبعض الوقت ليصل صديقي سلام مع شخص يبدو عليه من العشائر!زنجيل من الحزام إلى جيب البنطلون,, موديل الستينات،، أحاديثه كلها نبويه وآيات من القرآن مع عده كامله للصلاة,, سجاده،سبحه،تربه،،..... أخبره سلام أنني لاأصوم ولا أصلي ولكن أشرف من كل من عرفهم من المسلمين...بعد العشاء وأدائهم الصلاة بدأ حديثنا ، كرر سلام طلبه وكررت رفضي !بقينا حتى ساعه متأخره من الليل نكرر الطلب والرفض.... نهض سلام قائلآ أن عليهم أن يعودوا بسبب أرتباطه بعمل بعد بضع ساعات..... فكرت بأمر آلآخر وعائلته وهل من المعقول أن تعلق حياتهم على سياره والقرار بيدي وأتركهم؟!.... أنتظروا لحظه!....هذه المفاتيح والأوراق ومع السلامه....

شريكتي وأبني اللذان أستيقظا صباحآ لم يصدقاعدم وجودها!..... شرحت لهم كل شئ.... هضموا الموضوع ولكن بعد حين....تلقيت أنباءآ ساره من سلام إن أمور ألأخ على مايرام وأصبح تاجر سيارات!....سافرت إلى باريس وقضيت ليلتي عند صديقي ألذي أخبر آلآخر متوقعآ منه دعوه على ألأقل لرد الجميل!.... صمت مطبق حتى بدون أبلغه تحياتي!!

عدت في اليوم التالي إلى مدينتي، شريكتي لم تصدق أذنيها.....عاتبتني، ألا تتعظ ياجواد ألا يكفيك؟!..... عزيزتي أنه جرح القلب الدائم الذي يوقعني دائمآ ، أنه الحنين ولكنهم لايفهمون ، إنهم أهل مزيفون!

معظم العراقيين كرماء وساذجين!وإلا لما عمل العربان ذبحآ ومصادرة لأموالنا، فتشوا عن عيوبنا أولآ...

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com