|
متى يتم أنصاف الشرفاء من ابناء المؤسسة العسكرية الوطنية في العراق؟ زهير كاظم عبود لم نزل نترقب بعيون ممتلئة بالآسى ماحصل لضباط ومنتسبي الجيش العراقي من قطع لمصدر رزقهم، دون ان تجد الحكومات المتعاقبة أي حل منطقي وأنساني يلتفت الى مصير عوائل هذه الشريحة، التي لايمكن بأي حال من الأحوال أن تكون تابعة لصدام . المؤسسة العسكرية أستغلها الطاغية، ووظفها لحسابه، وادخلها في آتون الحروب، وقصد انهاكها وتدمير قوتها وأضعافها وأذلالها، بقصد جعلها مؤسسة خاوية لاتشكل خطورة عليه، ولهذا لجأ ليس فقط الى تشكيل جيش بديل، وانما وضعها في مكان تحت رقابة الأمن الخاص والحرس الجمهوري والاستخبارات والمخابرات والتوجيه المعنوي، وصار منتسبيها حالهم حال المواطن العراقي الذي يعاني من الوضع السياسي والأقتصادي في الزمن الصدامي الرديء . هذه الشريحة المتشكلة من الالاف من ابناء شعبنا صار قدرهم ان يكونوا من المتطوعين في الجيش العراقي، بينهم اخوتنا وابنائنا وخبراتنا، مثلما بينهم من اوغل في أن يكون سلاحاً بيد الطاغية، وكان يفترض ان تتشكل لجان متخصصة تفرز هذه النماذج عن غيرها، للمسائلة القانونية أو لأتخاذ موقف، اما الاخرين فلايمكن ان يبقوا وعوائلهم بأنتظار سحاب يمطر عليهم الرحمة . الأنصاف للعناصر العراقية في الجيش العراقي المنحل مطلب عراقي وطني، وهذه الشريحة لايمكن ان تنسلخ عن الجسد العراقي، ووجودها مهم في عملية البناء الدستوري والقانوني للعراق الديمقراطي والفيدرالي . وقد كثرت المطالبات والدعوات لمراجعة وجدانية لهذه المؤسسة، يتم فيها عزل العناصر المسيئة عن العناصر العراقية التي تحملت من جور وتهميش سلطة صدام، بل من بينها عناصر تحملت الأذى والضرر من هذا النظام، ولهذا فأن صوتاً يكاد ان يختنق ينطلق بين الحين والاخر يطالب بحرارة وصدق أنصاف هذه الشريحة . وأنطلقت مظاهرة قبل أيام في مدينة ديالى لعلها أحدث المظاهرات التي تطالب الالتفات الى مطالب أنسانية وبطريقة سلمية، تطالب ضمن المطالب العراقية العادلة أعادة الأمن وأسعاف المظلومين بسبب تسريح كامل المؤسسة العسكرية، وعدم الأستفادة من طاقات وكفاءات العناصر الوطنية لهذا الجيش "المظاهرة سلمية ولا تنتمي الى اي تجمع او حزب سياسي والهدف منها هو ايصال اصوات العراقيين الى من يهمهم الأمر والى العالم اجمع لتعريفهم بفداحة مايحدث في محافظة ديالى شأنها شأن باقي المحافظات" وإعتصم المتظاهرون في خيمة نصبت امام مبنى المحافظة في مدينة ديالى حتى تحقيق مطاليبهم بعد ان وقعوا وثيقة نددت بالإحتلال والطائفية وطالبت الحكومة العراقية بتحسين "الخدمات الضعيفة المقدمة الى اهالي محافظة ديالى نتيجة الفساد الإداري لدى موظفي المحافظة." وتم تسليم الوثيقة الى المسؤولين في محافظة ديالى. ويخطط المنظمون لان يستمر الإعتصام امام مبنى المحافظة سبعة ايام في محاولة للفت انتباه العالم الى ما يحدث في ديالى . وقبل ذلك اجتمع محافظ الناصرية مع الأعداد الهائلة من أبنماء الناصرية من منتسبي الجيش المسرحين والذين لم يجدوا عملاً لحد الان، وهكذا الحال في جميع انحاء العراق . وأذا كنا نتفق على ان الأجراء الذي اتخذه الحاكم المدني للأحتلال السفير بول بريمر المتمثل في حل المؤسسة العسكرية العراقية وأفراغ العراق من القوات المسلحة، لم يكن الحل المنطقي والصحيح الذي يحفظ للعراق حدوده وأمنه وأستقراره، وكان المنطق يقتضي الأستفادة من العناصر الوطنية والمخلصة والمؤمنة بالتغيير والتخلص من النظام الصدامي البائد، وكان المنطق يقتضي أن يتم خلق البديل خلال الأيام الاولى قبل حل المؤسسة العسكرية كلياً، وكان يفترض ان تبقى العناصر الوطنية تحافظ على مخازن السلاح والمعسكرات التي نهبت وتم توزيع مخازنها على التنظيمات الأرهابية التي تستعملها اليوم لقتل العراقيين . لهذا يجب ان تلتفت الحكومة الى هذه النخبة العراقية وأن تعالج وضعها الأنساني، حيث يؤثر وضعها على عوائلها، وهم عراقيين قبل كل شيء، فهل يمكن ان تلتفت الحكومة لما يجري عليهم في العراق ؟ أن مساهمة وأستغلال هذه الشريحة المهمة في بناء العراق الديمقراطي والفيدرالي الجديد، امراً مهما وفاعلاً، بعد تنقيتهم من أذناب العهد المباد، مما يستوجب معالجة حالهم بالسرعة الممكنة وأن يجدوا الحلول المعقولة والمقبولة التي تعالج قضيتهم بشكل أنساني وسريع .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |