كاظم حبيب والحنين إلى ندوة الانتاجية في ظل ام الكبائر جبهة 1973

وداد فاخر * / النمسا

widad.fakhir@chello.at

 حقيقة احسست بالحيرة لما طرحه كاظم حبيب من آراء غريبة في مقاله المنشور في إيلاف وبعنوان (هل يدخل إجتثاث البعث ضمن المفاهيم الإقصائية غير العقلانية ؟ )، وقبل ان استرسل في ردي أقول لا  ..  ولا كبيرة جدا لمثل هذه الآراء التي تمثل تزكية وتراجعا عن ضرورة ادراج فكر البعث الفاشي العنصري ضمن الافكار الفاشية والعنصرية التي سببت النكبات للبشرية . وانا كنت مثلك مدعو للندوة العالمية حول اجتثاث البعث التي الغى هيئتها السفيرالمدني الامريكي في العراق بول بريمر قبل رحيله عن العراق بساعات وبذلك الغيت الندوة التي كانت كما اعتقد ستكون اللبنة الاولى لمواجهة فكر فاشي عنصري والبدء بتعريف العالم عن ممارساته الوحشية ضد الشعب العراقي وشعوب المنطقة، لكن وكما يبدو بأن من ربى ونما هذا الفكر لم يشأ ان يزيله من الوجود بجرة قلم، وإلا لم َ لمْ يجري صياغة مشروع قرار بإدانة فكر البعث الفاشي العنصري وطرحه على  مجلس الامن والتصويت عليه لملاحقة فكر البعث ومنع المروجين والمؤيدين له من نشره في العالم اجمع على غرار ما فعل الحلفاء بالفكر النازي  ؟! .

 وقد كتبت مداخلة للاشتراك بها في تلك الندوة التي وئدها المربي الامريكي ادرجت فيها رايي حول محاربة فكر البعث الفاشي، وتضمنت أراء اتفق فيها وما طرحته في مقالك الآنف الذكر، وهو بأن يجري اجتثاث لفكر البعث الفاشي العنصري عن طريق التربية الفكرية الصحيحة بدءا من رياض الاطفال حتى آخر المراحل الدراسية بالتوافق والتنسيق مع وسائل الاعلام المختلفة، لكن مع عدم تناسي ارضاع الجيل الحاضر والقادم كره فكر البعث الفاشي وكل الافكار الفاشية والعنصرية التي تطالب بإقصاء الآخر، حتى لا تتكرر مأساة جيلنا مع الأجيال القادمة .

وما دعاني للعجب والحيرة انك لا زلت تهفو لايام ندوة الانتاجية التي شاركت فيها بقوة وحماس أيام عز وسلطة ( السيد النائب ) وفي ظل ( ام الكبائر )، او ما سمي في حينها بـ ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) التي جرى ومن خلالها كشف تام لكل نشطاء الحزب الشيوعي، وتمكن رجال امن السلطة الفاشية من حصراعداد  رفاق الحزب وأصدقائه والتريث لفترة قصيرة تم بعدها توجيه الضربة الماحقة للحزب الشيوعي العراقي وكل نشطاء الحركة الوطنية العراقية . وما يزيدنا الما أنه لم تجري للآن محاسبة من هيأ لوازم تلك الطبخة الفاسدة، ولم تتم محاسبتهم بل اعتبر العديد منهم الاحياء والاموات في عداد الابطال الوطنيين، بينما جروا على الشعب العراقي رزايا ومحن ومصائب لا يغفرها لهم شعبنا حتى يوم الدين . لذا فمن باب اظهار الحقيقة والتراجع عن الخطا يتوجب محاكمة اخلاقية وسياسية لكل من شارك بحماس في تلك الماساة وإدانة كل من تهاون او تواطيء في تمرير تلك الصفقة الخاسرة، ومنهم شيخ خرف كان ضمن قيادة الحزب  وضع نفسه بعد سقوط النظام ضمن عصابة بقايا البعث الفاشي المتحالفة مع الفكر التكفيري الطائفي للحركات السلفية والوهابية، او أي احد آخر استمر في تمثيل دورا وطنيا مزيفا في سياق زمنها الرديء .

والبكاء على الاطلال لن يخدع ام أو اخت او زوجة او إبنة منكوبة بشهيدها الذي غيبه فكر البعث في مقابره الجماعية حتى تنصحنا بان نقارع الحجة بالحجة، ومع من ؟!، مع اعتى واشرس عصابة فاشية عنصرية، لم يتقدم للآن أي من رجال عصاباتهم للإعتذار من الشعب العراقي، لا ولم يبدي أي منهم أية مساعدة تذكر للكشف عن مصير آلاف الضحايا ممن لم يتم العثور للآن حتى على رفاتهم، لا بل زادوا من شراستهم وفاشيتهم وحقدهم على الشعب العراقي، فقتلوا شرفاء العراقيين غدرا، وخربوا بناه التحتية، وشكلوا مع الفكر السلفي الوهابي ثنائية للشر همها إبادة الكورد والشيعة، وإعتدوا على المقدسات الدينية لجميع الاديان بلا استثناء فهدموا المساجد والحسينيات والكنائس، والتكيات الصوفية ونال جميع العراقيين شرورهم واذاهم منذ سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي لحد الآن . فهل يا ترى يراد منا كما فهمت من مقالك الجلوس مع قتلة ابناء شعبنا ومحاججتهم حول فكرهم الفاشي، ام ماذا ؟! .

لكن وكما يبدو إن البعض لا زال يحن لايام ام الكبائر التي لن تعود للوجود مطلقا، ولن يغفر الشعب العراقي للبعض وضع اقدامهم في مربعات عدة وفي نفس الوقت أملا في عدم خسارتهم أي من طموحاتهم، والتفكير بإيجاد خط للرجعة في حالة بروز أي من توقعاتهم للوجود مرة اخرى .

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com