|
السبيل الوحيد لنجاح التجربة العراقية الفتية صاحب مهدي الطاهر / هولندا
القارئ الجيد للساحة العراقية السياسية والامنية يمكنه ان يلمس دون عناء ان الديمقراطية الوليدة في العراق تمشي على راسها وانها رغم النجاحات التي تحققت في غضون السنتين الماضيتين الا انها بقيت هامشية لم تلامس الجوهر والعمق بل هي سطحية تجميلية اكتفت بالقشور ،وقد برهنت الاحداث الاخيرة بشكل واضح ان الساحة العراقية ما زالت تتجاذبها تيارات على مختلف انواعها جميعها يطمح ان ياخذ بها حيثما يريد دون النظر الى مصلحة العراق العليا لذلك فهي تعد العدة كلما سنحت الفرصة لها ان تظهر على الساحة ولكن بشكل اقوى تاثيرا وبالتالي اكثر تدميرا وخرابا ،وقد نجد ماتلاقيه مسودة الدستور من صعوبات واخفاقات حتى الان وتارجحها بين ايدي الكتل السياسية وبين الجمعية الوطنية ،وكذلك اقدام كلا من وزير النقل ووزير الصحة على تعليق عملهما في حكومة السيد الجعفري بحجة الاحتجاج على على حرق مكتب السيد الصدر(قس) في النجف دون الالتفات الى معانات والصعوبات التي يلاقيها الشعب العراقي ككل اذ كان الانتماء السياسي هو اقوى واشد وطئة عليهم ، اجد انه خير مثل على اثبات هذا التدهور الخطير على الساحة السياسية والامنية العراقية.ان على النخب العراقية المثقفة والواعية ان تبلور صيغة جديدة تكون اكثر واقعية ومقبولية لطرحها امام القوى الفاعلة على الساحة العراقية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ،وانني ارى ان طرح مسودة بهذا الشان تستبعد كل القوى السياسية والدينية الفاعلة الان على الساحة العراقية من سدة الحكم واستبدالها بحكومة مستقلة تكون مزيج من التكنوقراط والعسكر قوية متالفة تاخذ على عاتقها قيادة العراق لمدة لا تقل عن خمسة سنوات محكومة بدستور مؤقت يستفتى عليه حالما انقضاء المدة المحددة الانفة الذكر على ان تحكم المدن العراقية كافة ما عدا اقليم كردستان بصورة مباشرة من قبل الحكومة المركزية بحكم عسكري صارم يكون الهدف منه اشاعة الاستقرار في هذه المدن وتثبيت القانون وترسيخة والسعي الى احترامه والالتزام به نصا ومضمونا، السبيل الوحيدة للانجاح التجربة العراقية والاخذ بها الى بر الامان، اذ ستكون هذه الخمسة سنوات مرحلة ضرورية للاتقاط الانفاس لجميع العراقيين بعد حكم دكتاتوري مقيت تبعه فترة من عدم الاستقرار الامني وتدهور خطير وكبير في الجوانب الخدمية والاجتماعية، اذ سيكون هناك استقرار نفسي للمواطن العراقي بعد كل التقلبات والارباكات الكبيرة التي تمر بها الساحة العراقية الحالية منذ اكثر من سنتين كذلك ستكون هذه الفترة مفيدة لاشاعة نوع من ثقافة تقبل الراي والراي الاخر وابراز وتوضيح اسس الديمقراطية الحقيقية ومفاهيمها العريضة وعلى ضوء ما يتحقق من هذا كله سينعكس ذلك حتما على الحالة المعيشية والاجتماعية للمواطن العراقي بما سيشهده العراق من انتعاش كبير على المستوى الاقتصادي بدخول الاستثمارات العراقية والاجنبية ان ابقاء العراق على الصيغة الحالية وما يعتريها الان من شد وجذب من قبل هذا الطرف او ذاك كنتيجة لمصالح شخصية او كنتيجة للارتباط بعض الاطراف بمخططات خارجية اقليمية ودولية سوف يقود العراق حتما الى الهاوية .ان على كل القوى الوطنية الحية التي تخشى على العراق وحدته واستقراره ومستقبل ابناءه ان تسارع الى الاخذ بهذه الصيغة الانفة الذكر باسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان وذلك بالضغط على الادارة الامريكية لتبنيها والاخذ بها ،والا فانني اقولها وبملئ الفم دون ذلك فعلى العراق السلام شعبا وارضا وكيانا .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |