الأعلام العراقي في الميزان

 

يوسف فضل

 

هذه الوقفة مع الأعلام العراقي المرئي والمسموع لما له من تأثير وأهمية على مجمل الأحداث الجارية في العراق سلبأ وايجابأ. وبحق استحق الأعلام الحديث لقب سلطة في عالم اليوم المتحضر! وان الأعلاميون يدركون اهمية وخطورة هذه الأدات على الشعب ومسار الأحداث.

ولم يكن اهتمام السلطات في كل العالم بالصحفيين الناجحين اعتباطأ كما كان الشعراء يستقدمهم الملوك والوزراء والقادة السياسيين والعسكريين والمتصدين للعمل الثقافي والأجتماعي الأ لنفس الغاية. وكانت الشركات التجارية من السباقين في اكتشاف القوة الكبيرة التي تملكها وسائل الأعلام وخاصة المرئية منها على عقول الناس وسلوكهم من اجل ترويج سلعهم وزيادة ارباحهم.

فكان احتكار الأعلام من قبل السلطات الدكتاتورية وكذلك من قبل السلطات الديمقراطية والتجارية والدينية والثقافية. الكل يتبارى من اجل احتلال موقع متميز في المنظومة الأعلامية وكسب اكبر حصة ممكنة في كوادرها البشرية والمادية والتقنية. وعلى هذا الأساس توافقت القوى السياسية الفاعلة في ساحات الدول الغربية الى تقاسم منصف لوسائل الأعلام وخاصة خلال الحملات الأنتخابية.

ان الأعلام العراقي لا يمكن ان يقارن بأعلام الدول الغربية وليس من الأنصاف ان نقارنه بمستوى واداء هذه المجتمعات التي تملك قدرات مادية وتقنية وبشرية تراكمية نتيجة تأريخ طويل من الخبرة والتجارب والتفاعل الأجتماعي. وقد لا نكون منصفين اذا ما قارنا مستوى اداء الأعلام العراقي بدول الجوار كذلك.

اذن بماذا نحاسب الأعلام العراقي؟

نعم يمكن محاسبة الأعلام العراقي حينما يشط في التملق للمسؤلين في الدولة. لم اشاهد مقابلة جادة يحرج فيها مسؤل في الفضائيات العراقية! بل ان المذيع يقوم بدور تجميل لصورة المسؤل لا عرض الحقيقة على المشاهدين. وهذا يفقد البرامج التفزيونية رسالتها وبريقها ودورها.

ويمكن ان نحاسبه حينما يعرض افلامأ فجة لا تحتوي فنأ ولا معنى او رسالة!

ويمكن ان نحاسبه حينما يعرض صورأ بشعة ومقززة وبأستمرار بشكل اعلانات عن جرائم سلطة البعث! فهذا لا يعني ان مثل هذه البشاعات لا تعرض على الشعب لكي تنفرهم ممن ارتكبها ولكن يجب ان تعرض بشكل مدروس ومناسب. اقول ان مثل هذه العروض يجب ان يسبقها تحذير للأطفال والمرضى بعدم مشاهدتها. ان مثل هذه المناظر البشعة يمكن ان تسبب ازمات نفسية وعقلية لدى الأطفال والمرضى وعلى الأعلامي ادراك نتائج الأدوات التي سلمت بيده!

 


 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com