البدريون و اخلاق الفرسان

 

جنكيز رشيد

jengezr@hotmail.com

يقول علي (عليه السلام ) (ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) والغضب الحالة الانفعالية التي يكون عنده الانسان اقل درجات السيطرة على سلوكياته ولذلك يرشدنا امام البلاغة ان قوة الانسان تتمثل في القوة الداخلية التي يمكن ان يقويها او تتقوى بالايمان والصبر ويمكنها بها السيطرة على سلوكياته حتى في اوج حلات الانفعال التي يمر بها وتحول دون تصرفه التصرف العقلاني والصحيح الذي لابندم عليه لاحقا او التي لاتجعله يتصرف خارج ارادته ويجعل للشيطان سبيلا الى قيادته ولعل في اكثر حالات القتل والمشاكل التي يتصادم به العامة من الناس يكون نتيجة انفعلات والتي تؤدي بدورها الى ماتؤدي من نتائج مؤسفة ، لقد شهدنا قبل ايام حادثة مؤسفة كادت ان تحبط من امالنا وكادت ان تدمر احلامنا التي نتاملها في مستقبل حر ورفاهية قد نراها مستقبلا فحتى هذه الاحلام كادت ان تذهب ادراج الرياح بفتنة او اية تسمية يمكن ان تطلق على احداث النجف الاخيرة وكادت الكارثة ان تقع واقتتال بين ابناء الطائفة المظلومة عبر قرون .....فلا يكفي ماينالوه من التكفيرين والبعثييين ومااصابهم من مصائب في انفسهم وفي رجالاتهم ومرجعياتهم ونخبهم كادت ان تقع كارثة اخرى ويقتل بعضهم بعضا وتلك اشد وطاةً عليهم من كل ماجرى ويجري فقد يصبراحدناويمنحه الصبر استشهاد احد ابناءه على يد التكفييرين او البعثيين ولكن ان يقتل على يد اناس يؤمنون بماتؤمن فتلك المصيبة الكبرى .
توجس شيعة امير المؤمنين خوفا وبلغت القلوب الحناجر وكانت حكمة البدريين الفيصل في انهاء تلك الساعات الرهيبة التي ارتفعت الى السماء من مواليه في شمال العراق الى بصرته الفيحاء تدعو من بارئها ان ربي اننا لانسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه كانت العقلية الراجحة التي تمتعت بها اعضاء منظمة البدر المظلومة المفجوعة بفقدان رجالاتها وانصارها مع كل لبنة من لبنات بناء العراق الجديد عراق التحرر الذي قاتلوا من اجله الطغاة سنين وسنين حتى كانوا الشمعة التي تضي لتنير الدرب للاخرين حتى ابان حكم الطاغية وزبانيته الذين عاثوا في الارض فسادا كان افعال البدريين وانتصاراتهم هي المتنفس الوحيد الذي يذهب بعض من غيضنا ويشفي صدور قوم مؤمنين فلا عجب ولا دهشه فهؤلاء هم نالوا شهادتهم الايمانية من مدرسة شهيد المحراب والذي افنى اهله وعمره في خدمة الاسلام وليس ببعيد مني ذلك اليوم شاهدا وهو في مرقد جده علي ( ع) والجماهير تهتف نعم نعم للحكيم ودموعه الكريمة تنهال على خده ويرد بصوت والعبرة فيها لاتقولو نعم نعم للحكيم بل قولوا نعم نعم للاسلام للاسلام ، هذا هو طريق الحق الذي يجب ان لانجهله هذا الذي حظي بالايثار وتوجهت نحوه القلوب وهؤلاء هم طلبته فلاتعجب لقد ظرب البدريين اروع معنى للشجاعة والبطولة بتعاملهم الناجح مع تلك المشكلة وزادوا الى خزينهم الكبير من حب الجماهير واحترامهم رصيدا اخرا لايمكن الحصول عليه بسهولة ولايمكن الحصول عليه لو تصرفوا تصرفا اخرا او ردا مشابها تلك هي اخلاق الفرسان التي كان العالم يعرفه قبل المبادئ الاسلامية السامية والتي جاءت المبادئ الاسلامية لتؤكدها وتضيف لها الكثير وتلك هي افعال الرجال وان المصلحة العامة والطموح الاكبر جعلكم كاظمين لغيظكم فجزاكم الله لعملكم في الله خير الجزاء ومثلما علمتم اعدائكم كيف ينالون الهزيمة وتنالون النصر في سوح الوغى اليوم علمتم الجميع ان هناك نوع اخر من النصر هو النصر الذي احرزتموه في يوم فتنة النجف (ان صح التعبير) فسلام عليكم ثم سلام وكنتم خير طلاب لخير مدرسة وتبت يدا من المنا بك ياسيدي يابا صادق لقد افجعنا بمصابك بفاجعة ، مافجعنا صدام بمثلها وسنبيكيك في كل يوم ونحن اليك رحلت قبل ان تروى القلوب العطاشى من  مناهلك هذا نحن الذي عرفناك بالامس فكيف بالذي صاحبك سنين طوال فسلام عليك وعلى جندك وعلى طلبتك الذين سقيتهم من نبع اخلاقك الذي يستمد جذوره من اخلاق اهل بيت النبوة .
 

 

 



 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com