ثقافة التسلط

جواد كاظم خلف

 

البعث ليس بالمجرم الوحيد، هذا ليس ذرآ للرماد في العيون، أنه أحد نتاجات ثقافه واحده  ولدت من تضافر مفاهيم وترسيخ قيم وممارسات مجتمعيه لمئات السنين  لعبت بها عوامل الفهم الديني الصنمي الخاطئ وتعصب القبيله وتعزيز حب ألأنا الفردي والتوريث والتزييف  وأتقان فن التزلف والفخر الذكوري المبالغ عاملآ حاسمآ في بناء مرحله ,, بعثيه،، أبتدأت منذ ألأربعينات وستستمر إلى وقت طويل جدآ دون أن يكون اسم ألبعث بالضروره من يقف على رأس الدوله..

إن فرق الرداحه ومقبلي ألأيدي و ألقاب الساده والأشراف لهي أعراض لهذا المرض...إن هذه ألأعراض هي ذاتها دائمآ ومع نفس النتائج الكارثيه والبعث ماهو إلا أسم حركي لها وأن  تغيرت  ألأسماء والعناوين حيث إن النتيجه معروفه مسبقآ وحتميه!!..

كانت الملكيه وهي أحد مراحل البدايه ,, للبعث،، تعتمد في وجودها على ركيزتين أساسيتين وهما الدين ـ دين السلاطين.. الكنيسه والبابا المتعاون مع الملوك وعلى حساب الفقراء والقساوسه المنتظرين بباب السلطان ـ الملك لمباركة أعماله، الركيزه الثانيه هم ألأقطاع  ـ النبلاء الذين يرفدون الملك بالقوه العسكريه وهم عماد ألأقتصاد المستحوذ عليه بالكامل من قبل ألأغنياء والملك وبمباركة الدين.... عندما قلمت شعوب أوربا هذين العاملين أنطلقت نحو التطور بكل أشكاله وهنا لابد من القول إن مرحلة النازيه والفاشيه ,, المتأخرتين،، تحركتا وبنفس العكازتين، مباركة الكنيسه والعامل ألأقتصادي ولولا هزيمتهما لكنا نعيش اليوم عصر العولمه البعثيه!!

يجب أن لايفهم من هذا عداءي للدين لأنه مهم من أجل العداله والتسامح والتعاون إن تم قطع الطريق على ,, المافيات!،، المتاجره بالأنسانيه، كما أني لست,شيوعيآ، ، لاألغي واقع السوق وقانونه في العرض والطلب وأن كنت أميل للضمان ألأجتماعي وأهمية دور منظمات العمال للدفاع عن حقوقهم و,, تأطير،، ألأقتصاد وتنظيمه من قبل الدوله وفق قوانين لاتعرقل الأنتاج والتجاره ولكنها لاتترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب ـ مثال لابد من قوانين للتحكم  بنوعية المواد المتداوله في السوق كفعالية ألأدويه ومراقبة أخطار بعضها على صحة متناوليها.... لن أذهب بعيدآ في هذا الموضوع لأن قوانين ألأنتاج والنوعيه تضم مجلدات بألاف الصفحات في العالم المتقدم وهي جزء أساسي في دراسة هندسة ألأنتاج الصناعي ..

إن ثقافة التسلط مزروعه فينا جميعآ  وإن أنشاء منظمات حقوق ألأنسان في  طول العراق وعرضه ألآن هي خطوه واحده فقط وعلى ألأقل  ببعدها اللفظي لأن الوصول إلى التعامل ألأنساني الملموس بين أركان الدوله ...  الشعب  ، المؤسسه الدينيه، الحكومه وأجهزتها،......يستغرق وقتآ طويلآ جدآ حيث لابد من مرور أجيال لرؤية فجر أحترام الحياة ألأنسانيه...

لقد تعلمنا على مقاعد الدرس إن القوميه تعني معارك   وحملات عسكريه وفتوح وغزوات وقصائد رجز وغنائم بينما كان من المفترض التركيز على سؤال ماذا قدمنا للأنسانيه؟ وكم طفل أجنبي مريض وكم معوق في العالم وكم كارثه طبيعيه كزلزال أو فيضان سببت ضحايا وتبرعنا من أموال البترول دون أن نريد منهم جزاءآ أو شكورا..

هل ساهمنا في أختراع ألأدويه لأسعاد البشريه؟؟ لقد كانت حصة  ألأسد من نصيب العرب في النزاعات الدوليه،العراق حارب آيران وأحتل الكويت وله  مشاكل  مع كل  دول الجوار، سوريا كذلك،ألأردن،السعوديه ،مصر،اليمن، ليبيا، إلى  أن نصل إلى الصومال التي حاربت أثيوبيا،السودان ضد أوغندا،موريتانيا ضد السنغال!!حقآ إنها لورطه أن تكون جارآ لبلد عربي!.... وبعد أن هزموا في كل حروبهم بدأوا بأيجاد وسيله خسيسه وهي ألأرهاب لتفريغ حقدهم!

إننا بحاجه الى أعادة النظر بتربيتنا وثقافتنا لنستطيع أن نواكب العالم المتحضر ..... دون خلق وعي جديد وإذا قررنا إستمرار تغييب العقل لأسباب ووصفات جاهزه فلا قيمة لنا إنسانيآ..


 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com